مقالات الرأي

مثلث حلايب وشلاتين سودنته لا يتناطح عليها عنزتان

بقلم: نصر الدين محمد احمد محمد

تطفو قضية مثلث حلايب وشلاتين و أبو رماد على السطح بين الفينة و الاخرى، بل يكاد يشعل الحرب بين البلدين (السودان و مصر)لكن يتراجع مرة أخرى، ما هي أصل المشكلة؟ ، و كيفية الوصول إلى حلها؟ ، و ماهي دفُوعات كل طرف عن أحقيته لهذه الأرض، هذه الأسئلة و الكثير سأجيب عليها مااستطعت وأحاول ضبط نفسي لأكن أكثر مصداقية و إبريء زمتي للأمانة و التاريخ.
يقع مثلث حلايب بين السودان ومصر في الجهة الشمالية الشرقية محازيا للبحر الأحمر في الجانب السوداني، و الجنوبي الغربي لمصر، وهي منطقة غنية بالموارد المعدنية النفيسة، وبها مناظر طبيعيه خلابه إلي جانب الساحل المطل على أهم منطقة علي خريطه العالم، هو البحر الاحمر.
يعتبرمثلث حلايب وشلاتين الموطن الأصلي لقبائل البجا و على وجه الخصوص قبيلة العبابدة السودانية و التي لها امتداد إلى نهر عطبرة و عموم الشرق.
تم ترسيم الحدود بين السودان ومصر عام1899 م بواسطة الحاكم الانجليزي و الذي أرسل مساحين ، و نص الوفاق الذي وقع بين الجانب المصري و الانجليزي و بدون وجود الجانب السوداني، نص على أن كل الأراضي التي تقع جنوب خط العرض 22 أراضي سودانيةما يعني أن حلايب ليست سودانيه.
بعد عامان فقط تم اللغاء ذلك الوفاق، ليعقد إتفاق اخر، تم بموجبه ترسيم للحدود ، و ينتج عنه إن مثلث حلايب وشلاتين و أبو رماد تتبع للسودان و تعود منطقة صغيرة و التي أصبحت بعد ذلك منطقة منبوذة.( لأن من يعتبرها تبعاً له لن يكن حلايب وشلاتين تبعاً له ، ابحث في غوغل عن المملكة الصفراء) .
الدافع الذي جعل الحكومة المصرية و المستعمر البريطاني تعدل عن الوفاق الأول و استبدالها بالاتفاق الاخير، هو أن هناك هناك تدخل قبلي و إجتماعي، و إرث تاريخي وثيق بين السكان و الامتدادات العرقية، ما دفع إلي إعادة الترتيب لتؤول حلايب وشلاتين إلي السودان و التي لم تكن هي ذاتها في يوم مصريه إلا في العامين بين1899–1901.
مصر نالت استقلالها عن التاج البريطاني شكلياً في العام 1922 م و لم يكن حلايب وشلاتين جزءا منها، هي من الدول الموسسة لهيئة الأمن المتحدة، المفارقة عندما قدمت ملفاتها لم يتضمن الخرائط الخاصه بها حلايب وشلاتين، ولا المساحة المقدمة تشمل حلايب وشلاتين.
عندما نال السودان استقلاله من الحكم الثنائي المصري الانجليزي أو قل الاستعمار البريطاني المصري و اراد الانضمام إلى الأمم المتحدة و الجامعة العربية و الوحدة الأفريقية و الاتحاد الافريقي أخيراً كانت كل الخرائط و الوثائق و المساحة تشير بما لا يدع مجالاً للشك أن حلايب وشلاتين و أبو رماد جميعها مناطق سودانية، كما تعترض مصر في الفترة الأخيرة مستندة إلي وفاق و ليس اتفاق ملغى من جانبهم.
يقول الدكتور معاذ تنقو الخبير في شأن الحدود أن حدود السودان الأصلي و التأريخي يبدأ من جنوب مدينة أسوان بخمسة كيلومترات فقط و من برنيس شرقاً، أكد الدكتور معاذ تنقو أن مصر لم تمارس السيادة على حلايب يوماً ما و هي الآن فيها بقوة السلاح.
في التاريخ لم يذكر أن لمصر سيادة على هذه الأراضي و لا نواب برلمان يمثلون السكان في هذه المنطقة، عكس الجانب السوداني الذي كان لهم نواب برلمان قبل الاستقلال حتى.
الحل يتمثل في التحكيم في محكمة العدل الدولية، لكن رفض الجانب المصري و إصراره على فرض سياسية الأمر الواقع و محاولتها المستميته للتغيير الديمغرافي حال دون الوصول إلى حل و هي التحكيم الدولي و ستكون نتائجه لصالح السودان.
من الطرائف التي يحكيها الدكتور معاذ تنقو رئيس مفوضية الحدود أنه في المرة الوحيدة التي جلس فيها الطرفين متمثلين في الوافدين من كبار الخبراء من الجانبين و مع بداية المفاوضات طلب الجانب المصري من الوفد السوداني إبراز الأدلة الدامغة ليثبت تبعيت حلايب وشلاتين للسودان.
قال: نحن قلنا ليهم نحن ما عندنا وثائق عندنا كتبكم!!
قال المفارقة كانت الكتب من مولفات الوفد المصري و فيها أدلة تثبت بالخرائط و حقائق المساحة التي تدل أن حلايب وشلاتين سودانيه ، فبهت الذي كفر.
ستظل حلايب سودانيه ، هي أو دونها المهج و الأرواح.

مقالات ذات صلة

2 2 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
1 تعليق
Newest
Oldest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
نصر الدين
نصر الدين
1 سنة

سودانيه مثلث حلايب لا يتناطح عليها عنزتان

زر الذهاب إلى الأعلى
1
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x