مقالات الرأي

مدى نجاح القوة المشتركة لحماية المدنيين في دارفور ؟


بقلم: آدم موسى أوباما(١)

خلفت هذه الحرب التي اندلعت في 15 ابريل 2023م بين الجيش والدعم السريع، وضع إنساني كارثي، وهناك 6 ولايات كان لها النصيب الأكبر وهي الخرطوم ،الأبيض، الفاشر ونيالا وزالنجي والجنينة لا تزال الإشتباكات مستمرة فيها رغم جهود الوساطة السعودية الأمريكية التي استطاعت ان تتوصل إلى وقف أطلاق النار، لكنهم فشلوا في التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار شامل ،يتم بعده حوار سياسي شامل بمشاركة القوى المدنية والترتيب لحكومة انتقالية بقيادة مدنية لقيادة البلاد حتى قيام انتخابات حرة ونزيهة.

الوضع في إقليم دارفور وصل مرحلة خطيرة جدا خاصة في ولايتي غرب دارفور الجنينة، فمنذ15 ابريل 2023م وحتي يوم أمس المعاناة والاعتداءات مستمرة علي المدنيين الأبرياء العزل من قبل قوات الدعم السريع والمليشيات المساندة لها ،في ظل وجود قوات من الحركات المسلحة التي وقعت على اتفاقية سلام جوبا(العدل والمساواة، تحرير السودان مناوي ،وتجمع قوى تحرير السودان، والمجلس الإنتقالي،والتحالف السوداني )هذه القوات أنشأت بعد اتفاق جوبا في 3 أكتوبر 2023م وكان دورها حماية المدنيين بعد سحب قوات اليوناميد في 31 ديسمبر 2020م و اوكلت المهمة إلى الحكومة السودانية وقوات الحركات المسلحة، إلا انها فشلت في حماية المواطنين الأبرياء العزل، وهناك بعض الشواهد مثل أحداث كريدنق في ولاية غرب دارفور 2020م و2021م و2022م،و حتى يوم أمس الهجوم مستمر على المدينة في ظل عزل تام للمدينة عن العالم الخارجي وانقطاع جميع شبكات الاتصالات ونزوح عشرات الالاف من المدينة إلى الجارة تشاد في ظل انعدام الخدمات الطبية وتدمير المستشفيات والمراكز الصحية في المدينة، مع حصار تام للمداخل من قبل قوات الدعم السريع والمليشيات المساندة لها، وهذه جريمة حرب وفقا للقانون الدولي .
القوة المشتركة لحماية المدنيين في 22 مايو 2023م تحركت من محلية سربا إلى ولاية غرب دارفور، وعندما وصلت لمشارف المدينة تعرضت لكمين من قبل الدعم السريع وسقط اكثر من 20 ما بين قتيل وجريح، هذه القوة فشلت في حماية نفسها فكيف تستطيع حماية المدنيين العزل ، ومن المؤسف جدا دعوة حاكم إقليم دارفور السيد مناوي للمواطنين 29 مايو 2023م في إقليم دارفور لحمل السلاح لحماية انفسهم، وهذا تطور خطير لضرب ما تبقى من نسيج اجتماعي في الاقليم ودخوله في حرب اهلية شاملة، سوف تقضي على الأخضر واليابس وتهدد وحدة السودان ووجوده كدولة مستقلة .
ان استمرار هذه الانتهاكات الجسيمة لحقوق الأنسان في إقليم دارفور في ظل صمت قادة الحركات المسلحة الذين وصلوا إلى السلطة عبر إتفاقية جوبا،و من منطلق هذه المسؤولية هم شركاء في هذه الانتهاكات.
ظللت أكرر في مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة من Facebook and Twitter and whatsap واكتب باستمرار، وادعوا إلى إنهاء هذه الحرب العبثية وادين الانتهاكات على المدنيين الأبرياء العزل مما دعي بعض منسوبي هذه الحركات المسلحة إلى مهاجمتي في Facebook.
ومازلت اكرر أن هذه القوة المشتركة التي شكلها حاكم إقليم دارفور مناوي فشلت في حماية المدنيين.
حاكم إقليم دارفور هو جزء من الذين اشعلوا هذه الحرب العبثية عندما كان جزء من اعتصام القصر (المشهور بالموز ) الذي مهد الطريق انقلاب للبرهان وحميدتي في 25 أكتوبر 2021م.
هذه الحرب اللعينة التي تدور بين الجيش والدعم السريع ليس فيها منتصر والخاسر فيها هو الوطن.
منذ اندلاع الحرب ظهرت العديد من المبادرات، الوطنية والاقليمية والدولية، وعدد من الأصوات تنادي بانهاء هذه الحرب العبثية التي دمرت السودان وقضت على كل مؤسسات الدولة .
تجربة الحركات المسلحة في إقليم دارفور منذ توقيع اتفاق أبوجا في 2006 والدوحة 2010 وجوبا، لم تستطيع ان توفر الأمن لمواطني دارفور، والذي تحقق فقط،هو وصول الذين وقعوا باسم الضحايا للسلطة ونسوا معاناة معسكرات النازحين واللاجئين .

ونواصل …..

مقالات ذات صلة

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x