مقالات الرأي

نجاح الثورة مسئولية الجميع

بقلم : عبدالرحمن سيد (جدوكلتوس)

لا شك أن الدور الأساسي بالنسبة للتغيير الإجتماعي والسياسي لتحقيق تغيير مطلوب لبناء دولة بمعناها الحقيقي يقع في إطار (مسئولية الفرد والمجتمع) ككل ، فالتغيير المنشود يبدأ بوعي الفرد في ذاته ومعرفته الجيدة( بحقوقه وواجباته ) الإفتراضية التي يجب العمل لتحويلها لواقعية، وبالتالي يتشكل وعي المجتمع ككل لتشكيل كتلة مؤثرة تتفق على ضرورة التغيير للواقع المشوه اجتماعياً وسياسياً واقتصادياً ذلك لان الفرد والمجتمع هم (أصحاب المصلحة) الحقيقية في تشكيل ركن مهم لتحقيق مفهوم ( النظام ) الذي يجب أن يتشكل بإرادة( الشعب ) أي (نظام ديمقراطي) لا بفرضية أحادية لقلة مهما إختلفت الوسائل اي(نظام دكتاتوري) .

لذلك يجب تماماً و اولاً أن يعي الفرد (المواطن) بمعرفة حقوقه كاملة و أن يؤثر في غيره بتمليك الحقائق ،كل من مكان تواجده وزاويته وكشف ماهو موجود من أخطاء، و بضرورة العمل والمساهمة في بناء (دولة مواطنة متساوية) لإنهاء حالة الفساد والإنهيار والتشوه في هيكل الدولة في شتى المجالات .وبالتالي العمل على المساهمة بشكل واضح ومتحرك من مختلف نقاط و أماكن التواجد داخل المجتمع عبر مختلف الفئات والمهن نحو تحقيق التغيير في واقع الدولة الأليمة بداية من النظام السياسي الذي يجسد قاعدة لتشكيل الدولة في جميع مجالاتها، فوعي الفرد ومعرفته بحقوقه ومساهمته بالتغيير يخلق مجتمع واعي قادر على تحقيق التغيير في الإتجاه المطلوب ، وقد يختلف واقع كل دولة عن الأخرى في ذلك.

أما بالنسبة لواقع (السودان) فعلى كل فرد أن يعي بحقوقه الإفتراضية وما يجب أن يكون… أولاً النظام الإنقلابي القائم هل سيحقق لنا دولة وفقا للمعطيات والتعقيدات الحالية؟
هل نجحت الأنظمة السابقة من الديمقراطيات والدكتاتوريات؟
لماذا؟
وفقاً للتجارب التاريخية ماهو أفضل حل وخارطة طريق لإنهاء أزمة السودان وبناء الدولة السودانية ؟
وهل التغيير برمته يقوم به أفراد معينيين أو منظمات سياسية محددة فقط لانهم مارسوا العمل السياسي ام أن التغيير يبدأ من مسئولية الفرد والمجتمع ؟
تحقيق الفرد لمصالحه الشخصية من عمل لا يبني دولة ولكن مساهمة الفرد بكل صدق في التغيير والمشاركة الفاعلة في كل مراحله ووسائله شرط مهم لتحقيق تغيير جذري ينهي الأزمات، ويجد حلول عبر برنامج سياسي يوضع بمساهمة كل أفراد وكيانات المجتمع السوداني المختلفة سياسية كانت أم إجتماعية أو ثقافية أو مبادرات ومنظمات ونقابات مهنية وعمالية وحرفية وطلابية ..يجب أولاً أن يتشكل لدى الانسان/ة السوداني/ة وعي بأهمية التغيير والمشاركة الفاعلة فيه حتى نخلص إلى (مجتمع ثوري) يتطلع إلى التغيير ويشارك بكل فاعلية وبمختلف الإمكانيات، فالثورة السودانية قدمت إنموذجاً للعالم في الصمود ولكن وبكل شفافية ما ينقصنا هو مزيد من الوعي الثوري والتماسك بين مكونات الشعب لتحقيق طاقة الإرادة والعبور نحو تحقيق دولة لديها دستور وطني شامل ومتنوع وثابت وبناء مؤسسات يتساوى فيها أي مواطن سوداني بغض النظر عن نوعه ومكونه الإجتماعي وعقيدته الدينية وثقافته الجميلة والمتفردة ..علينا أن نعي أنّ (سر) بناء دولة سودانية قوية ومحترمة فقط يكمُن في الإستفادة من الحجم الضخم للتعدد والتنوع والعمل على إدارته عبر نظام ديمقراطي يأتي بارادة الشعب السوداني وثواره وثائراته ومن ثم التحول إلى واقع يفضي للتمتع بالحقوق والحريات الفردية و الجماعية والقيام بالواجبات وأن يسود حكم القانون على الجميع .

فمشاركتك في الهتاف والمواكب والمتاريس والعصيان المدني والإعتصامات وكل محتوى جداول التصعيد الثوري درجة كبيرة من الوعي نحو تحقيق وطن لك وللجميع ..وصمتك على رصاصة مليشيات العسكر و الجنجويد و تنكيلهم بالشعب عبر المنافي والمعتقلات جريمة أخطر، مافيها أنهم سيشكلون واقع مستمر من القهر لك و للآخرين الحاضرين والأتين من الأرحام .

أخيراً :

(ما جعلك مهمش داخل وطنك بكل ما فيه من موارد .. وتعيش حالة من القهر والصراع والواقع المؤلم فقط ناضــــل ضده بمعرفه و ابحث عن مشروع يوحد هذا الشعب ليكون قادراً على بناء دولة) .

مقالات ذات صلة

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
زر الذهاب إلى الأعلى
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x