الحوارات

نص الحوار الذي أجرته جريدة السوداني الدولية مع الناطق الرسمي باسم حركة/جيش تحرير السودان

الناطق الرسمي باسم حركة/ جيش تحرير السودان محمد عبد الرحمن الناير في حوار لـ(السوداني الدولية)

أجرته: فتحية عبد الله

& حلول السودان داخلياً والعالم الخارجي ليس جمعية خيرية

& لدينا اتصالات مع هؤلاء (…..)

& لم نكن متفرجين يوماً ما وكفانا تجربة (قحت)

& لن ندعم صفقات المساومة مهما كانت المبررات

& نريدها حكومة مدنية كاملة الدسم من شخصيات مستقلة

في الوقت الذي تكثف فيه قيادة البلاد من زياراتها الخارجية التي فسرها البعض برحلات البحث عن ملهم لحل الازمة السودانية التي تسارعت وتيرتها بعد انقلاب ٢٥ اكتوبر . تقطع حركة/ جيش تحرير السودان قيادة عبد الواحد نور الطريق بمبادرة الحوار السوداني السوداني وتقول ان حلول السودان داخلياً اذ ان البلاد قد جربت كل الحلول الخارجية ويعلم الجميع ما فعلته..(السوداني الدولية) جلست الي ناطقها الرسمي محمد عبدالرحمن الناير وقلبت معه صفحات الراهن السياسي وكيفية الخروج من الأزمة الحالية والكثير المثير الذي حملته الأسطر أدناه فإلى المضابط…

*كيف تقرأ المشهد السياسي السوداني؟

المشهد السياسي في السودان بالغ التعقيد، وهنالك حالة سيولة سياسية وأمنية خطيرة جداً، فضلاً عن التردي الإقتصادي والغلاء المعيشي الفاحش، وإنسداد تام في الأفق السياسي لإيجاد حلول موضوعية للأزمات المتراكمة، فالإنقلابيون لا يعرفون ماذا يفعلون بالسلطة التي إغتصبوها، ويتخبطون في قراراتهم ولا يريدون الإعتراف بفشلهم وبالتالي التنازل عن السلطة وتسليمها للشعب الذي رفضهم من اليوم الاول، الذي ظل يقاوم سلمياً من أجل التغيير وتحقيق أهداف ثورة ديسمبر والسلطة المدنية الكاملة.

*برأيك إلى أين تسير البلاد الان؟

من المؤسف أن أقول في ظل هذه المعطيات الماثلة وتشبث الإنقلابيون بالسلطة فإن البلاد تسير نحو الهاوية، فلا توجد منطقة وسطي في هذه الحالة ولابد أن تنتصر الثورة أو الطوفان فلا يمكن بأي حال من الأحوال القبول بالإنقلاب كأمر واقع أو العودة إلى الشراكة علي النحو الذي أبرمته قوي الحرية والتغيير مع جنرالات لجنة أمن البشير ، الذي أوجد هذا الواقع الكئيب ،لابد من تكوين حكومة مدنية كاملة الدسم من شخصيات مستقلة مشهود لها بمقاومة النظام البائد وليس حكومة محاصصات حزبية، لتقود هذه الحكومة الفترة الانتقالية وفق برنامج ومشروع وطني متوافق عليه ، وتعمل علي تصفية النظام البائد ومؤسساته ومحاكمة رموزه وتسليم المطلوبين للمحكمة الجنائية الدولية فوراً ومحاكمة البقية في محاكم علنية وشفافة ، واعادة هيكلة جميع مؤسسات الدولة وفق أسس قومية جديدة ، وتكوين جيش قومي موحد بعقيدة عسكرية جديدة قوامه كافة التشكيلات العسكرية الموجودة بالساحة الآن، وذلك عبر المعايير العسكرية المعمول بها في كافة جيوش العالم.

*منذ الإنقاذ مروراً بالفترة الانتقالية كانت حركة/ جيش تحرير السودان قيادة عبد الواحد نور تكتفي بـ(الفرجة) على ما يدور بالداخل وكأن مايحدث لا يعنيها لماذا ؟

قولك ليس صحيحاً، ولم نكن في يوم من الأيام في موقف المتفرجين. منذ بداية إنطلاق الحركة دخلنا في مفاوضات مع النظام البائد من أجل إيجاد حلول جذرية وحقيقية للأزمة التأريخية ، فكانت مفاوضات أبشي الأولي والثانية 2003 ومفاوضات أنجمينا الأولي والثانية 2004 ثم 7 جولات تفاوض في أبوجا 2005، ولكن لم نجد طرفاً جاداً للتفاوض المفضي إلى التغيير، فأدركنا أن النظام البائد غير جاد في الوصول الي سلام حقيقي يخاطب جذور الازمة التأريخية ، وللاسف ان النظام البائد عرض علينا سلام مناصب وتقاسم السلطة والثروة أي بمعني مخاطبة أزمة الاشخاص والتنظيمات وليس مخاطبة قضايا الوطن ، وطالما نحن لسنا طلاب سلطة علي فوهة البنادق، رفضنا التفاوض معه مرة أخرى رغم الضغوط الإقليمية والدولية حتي سقط غير مأسوفاً عليه، وبعد السقوط ودعوة حكومة جنوب السودان للحضور الي جوبا للتفاوض مع السلطة القائمة آنذاك ، رفضنا الدعوة لإدراكنا بأن منبر جوبا وبالمنهج الذي اتبعه لا تختلف عن كل المنابر السابقة والتي أبرمت فيها 46 اتفاقية سلام جزئي وثنائي وفشلت جميعها في تحقيق السلام والاستقرار بالسودان ،وقلنا لن يكون بافضل حال من سابقاته، وقد اثبتت الايام صحة موقفنا وقراءاتنا للاوضاع ومآلات منبر جوبا علي الاوضاع بالسودان، وبات الان كل الشعب السوداني يدرك ان اتفاق جوبا من افشل الإتفاقيات التي تم ابرامها بل فاقم من الازمات الموجودة أصلاً ، أيضا طرحنا بان حركة/ جيش تحرير السودان بصدد اعلان مبادرة لتحقيق السلام بالسودان عبر حوار سوداني سوداني داخل الوطن، وفعلا قطعنا خطوات جادة في ذلك، وعقد لقاء تشاوري ضم ممثلين عن كافة قطاعات الحركة بمشاركة اكثر من 130 عضو، وعقد بالأراضي المحررة في الفترة من 25 يونيو إلي 3 يوليو 2021م ، وتمت اجازة مبادرة الحوار السوداني السوداني ، ثم سافرت قيادة الحركة الي جوبا لاطلاع الرئيس سلفاكير ميارديت بمخرجات اللقاء التشاوري لأننا قررنا بان تكون حكومة جنوب السودان ورئيسها رعاة لهذا الحوار بداخل السودان ضمن آخرين، وفي ظل ترتيباتنا لإعلان المبادرة للرأي العام السوداني والجهات المعنية داخلياً وخارجياً، أطل علينا انقلاب البرهان في 25 إكتوبر 2021 فتم تجميد اعلان المبادرة لانه لا يمكن طرح هكذا مبادرة في ظل الإنقلاب.

*اين أنتم من الإحتجاجات الآن؟

نعمل حالياً مع بقية الشعب السوداني و(الشفاتة والكنداكات والجيل الراكب راس) ولجان المقاومة وكل قوى الثورة الحقيقية من اجل اسقاط الإنقلاب، وخلق البيئة المناسبة للحوار السوداني السوداني المفضي الي التغيير الشامل وتحقيق كافة أهداف الثورة، ولا نمن علي شعبنا ولكن اقولها وبفخر بان رفاقنا في كافة قطاعات الحركة الشباب والطلاب والخريجين والمكاتب الداخلية والنازحين واللاجئين هم في صدارة المواكب والمليونيات جنباً الي جنب مع بقية قوي الثورة، وأي متابع للمواكب في كافة بقاع السودان يعرف تماماً أين حركة/ جيش تحرير السودان وماذا تفعل من اجل إسقاط الإنقلاب.

*ترافعت عن مبادرة الحوار السوداني السوداني وعللت وقوفها بانقلاب برهان في وقت يقول البعض ان المبادرة لم تجد حظها من الاستجابة لتقف عند مرحلة الاعلان عنها.هل لانها جاءت من حركة جيش تحرير السودان؟

المبادرة وجدت تأييداً منقطع النظير من جهات داخلية وخارجية حتي قبل أن تعلن بشكل رسمي ، كونها تطرح مخرجاً حقيقيا للازمة الوطنية دون ان يكون هدفها تقاسم السلطة او خلق محاصصة حزبية، وانها لم تقصي احداً سوي النظام البائد وواجهاته، كما ان الحوار السوداني السوداني سيكون داخل السودان وفي كل ولايات السودان ال 18 ومن بينها مسيد الشيخ الياقوت “أطال الله عمره” كما ذكرنا مراراً، وليس هنالك سوداني قلبه علي الوطن يرفض هذه المبادرة.

*طرح مولانا الميرغني رئيس الحزب الاتحادي مبادرة تدعو للحوار السوداني السوداني هل ثمة اختلاف بين مبادرتكم وهذه المبادرة ؟

لم نطلع علي مبادرة الميرغني انما سمعنا وقرأنا كلاماً عاماً لذا لا يمكن الحكم عليه سلباً أو إيجاباً، ولكن ومع إحترامي الشخصي للسيد محمد عثمان الميرغني إلا انه غير مؤهل للعب هذا الدور، كون حزبه كان شريكاً لنظام البشير حتي سقوطه، وكما تقول البادية:( أبو أنخريطة كِنْ عِندّا دِهِنْ اليمسح بيّا سِيقّانا).

*اذا كيف تنظرون الي مبادرة حل الازمة “الدولية والداخلية” ؟

الازمة السودانية حلها بأيدي السودانيين، وقد جربنا الحلول الخارجية ونعرف ما فعلته بالسودان، فالعالم الخارجي ليس جمعية خيرية، وله تقاطعات مصالحه والتي ليس بالضرورة ان تصب في مصلحة السودان، وهذا لا يعني باننا ضد التدخلات الخارجية في الشأن السوداني، لاننا لسنا في جزيرة معزولة عن العالم، ولكن يجب ان يكون الدور السوداني هو الأساس ويكون الدور الاقليمي والدولي مكملاً لجهود السودانيين وليس العكس فما من أحد بالعالم عنده مصلحة في تحقيق السلام والاستقرار بالسودان اكثر من السودانيين أنفسهم.

*ازمة السودان اصبحت اقتصادية في المقام الاول هل لديكم اي رؤية في هذا المجال؟

أزمة السودان هي سياسية بالدرجة الاولي، وبقية الازمات هي ناتج عنها ، وبدون مخاطبة الازمة السياسية لا يمكن حل الازمة الاقتصادية والأمنية وووالخ.

*كثر الحديث عن التسويات السياسية وبعض الاحزاب قالت ان لا مخرج للسودان سوي التفاوض مع المكون العسكري في وقت تتمسك لجان المقاومة بمبدأ اللاءات الثلاث ما رايكم؟

نحن مع التغيير الشامل الذي يحقق اهداف ثورة ديسمبر المجيدة، ولن ندعم اي اتجاه إلى ابرام صفقة مساومة جديدة مهما كانت المبررات والدوافع، وكفي تجربة الحرية والتغيير التي اضاعت اكثر من ثلاثة سنوات من عمر الثورة بل اعادت السودان الي عام 2018 بل أسوأ منه ،نحن مع لجان المقاومة والشفاتة والكنداكات والجيل الراكب راسو ومع كل حريص علي التغيير الشامل وتحقيق اهداف الثورة كاملة غير منقوصة.

*هل نتوقع انقلاباً عسكريا جديدا يقطع الطريق امام نظام الانقلاب .وامام التسوية السياسية؟

للأسف أن الوضع الماثل بالسودان مفتوحاً على كل الاحتمالات. ولكن ليس هنالك شخص عاقل يفكر في انقلاب، ومعلوم سلفاً موقف الشعب السوداني وقواه الحية من الإنقلابات الوضع بالسودان هش ولا يحتمل اي مغامرة أو مقامرة لذا يجب ان يتحلى الجميع بالوطنية وان يكون إستقرار السودان وسلامته هي البوصلة التي تحرك الجميع ،شعبنا عاني منذ استقلاله وحتي اليوم، اما آن له ان يستريح قليلا ويفكر في بناء مستقبله الديمقراطي ويلحق بركب الأمم والشعوب التي تطورت كثيراً ،نتمني أن يستمع البرهان وجنرالاته إلى صوت العقل والحكمة ويسلموا السلطة للشعب، ويجنبوا السودان خطر التمزق والتفكك الذي تلوح بوادره في الأفق.

*هل لديكم اي اتصالات مع قوي الداخل؟


لدينا اتصالات وتنسيق مع لجان المقاومة والقوي التي تتفق معنا في أهمية وحتمية التغيير، وكيفية إدارة الفترة الإنتقالية والتوافق علي مشروع وطني لقيادة الإنتقال وما بعده.

*ماذا تخطط حركة جيش تحرير السودان الآن؟

الحركة تعمل مع بقية قوي الثورة لا سيما الشفاتة والكنداكات علي اسقاط الإنقلاب وتهيئة الظروف للحوار السوداني السوداني داخل الوطن لمخاطبة جذور الأزمة التأريخية ومن ثم تكوين حكومة إنتقالية مدنية علي النحو الذي ظللنا نكرره.

29 مارس 2022م

مقالات ذات صلة

3 2 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
2 تعليقات
Newest
Oldest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
صلاح عبد الله
صلاح عبد الله
2 سنوات

شكرآ حركة جيش تحرير السودان من خلال مواقفهم الثابت أدركنا ما معنى أن تكون حر ويكون لك وطن على مبادئ المواطن المتساوية شكراً لك عبدالواحد شكراً مشروع حركة جيش تحرير

Mohmmed Mohgoob
Mohmmed Mohgoob
2 سنوات

على الحركة أن لا ترتكن لصدى الشارع فقط و ان تنوع تكتيكاتها السياسية وتقوي من تحالفاتها داخليا وخارجيا… وخاصة لكم في 2019 خير مثال حينما سقط البشير وتهافت القوى السياسية في الداخل للسلطة.. وحتي إذا تم إسقاط مرة أخرى بتأكيد هنالك موروث تاريخي من القوى السياسية في تهافت حول الكراسي..

زر الذهاب إلى الأعلى
2
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x