مقالات الرأي

هل سيقفز حزب الأمة القومي من سفينة الإطاري الغارقة ؟ ام ينتفض شبابه ؟ (١)


بقلم: الصادق علي حسن المحامي

رؤية مدركة لمآلات الأمور السياسية بالبلاد وردت في مشاركة للأستاذين فيصل محمد صالح ورشيد سعيد وهما من مؤيدي الإتفاق الإطاري ولكن برؤية ومنظور يختلف عما يجري حاليا، تحدث الأستاذان المذكوران في منتدى معهد السودان للديمقراطية عن مساهمات المجتمع الدولي ، الأستاذ فيصل فيصل محمد كان متحدثا وقال عن المجتمع الدولي بانه قام بادوار مهمة في مساعدة السودانيين للوصول إلى تسوية سياسية ،وعليه ان لا يتجاوز ويمارس ادوار القوى الوطنية السياسية السودانية ، كما قال بأن موقف الشارع كان موحدا ولكن تباين مواقف القوى السياسية أضعف الشارع كما واضعف الموقف التفاوضي للقوى السياسية التي تدير العملية السياسية، وان غالبية الكتلة الجماهيرية الآن بعيدة عن المشاركة المتمركزة في المركز بالخرطوم ولنجاح اي عملية سياسية بالضرورة ان تكون مدعومة بكتلة جماهيرية معتبرة من الشارع وبمشاركة الولايات ، الأستاذ الرشيد سعيد كان معقبا قال للمجتمع الدولي أيضا مصالحه وليس بالضرورة ان يكون تدخله في كل الأحوال لصالح الشعوب وقدم نماذج ، اما الأستاذ محمد الخطيب سكرتير الحزب الشيوعي وفي لقاء آخر مع تحالف التغيير الجذري فقد تحدث عن الإستفادة من الدروس وعدم تكرار الأخطاء واستشهد بالطيور المهاجرة والتي إذا أخطأت في مسارها وسارت لفترات طويلة لا تبحث وهي تائهة عن دروب لا تعلمها بل تعود ادراجها إلى أماكن إنطلاقها للبحث عن مسارها الصحيح ، هذه الأقوال والتجارب من الممارسات والدروس المفيدة والتي لا تدركها قيادات قوى الحرية والتغيير المنضوية تحت الإتفاق الإطاري والتي أصيبت بعمى السلطة ، وقد ساهمت سابقا بالقدر الأكبر في إضاعة مكاسب الثورة ثم عادت لتجدد ذات الأخطاء بعد كلفة قرارات ٢٥ أكتوبر ٢٠٢١م الباهظة ، ولا تمتلك هذه القوى رؤى سياسية أو برامج وهي غير مسنودة بكتل جماهيرية حزبية او من الشارع الثائر وهي أقرب ما تكون بالباحثة عن تحقيق طموحات ذاتية وقد وجدت الساحة خالية والتنظيمات المعتبرة ممثلة في حزب الأمة القومي والإتحادي الديمقراطي والحزب الشيوعي، الأول يعاني من أخفاقات القيادة والثاني يعاني من الإنقسامات المتعددة وسطوة آل الميرغني والثالث التزم الإمتتاع لتتمدد في الساحة السياسية تنظيمات غير راسخة بعضها اقرب للافتات الحزبية المرفوعة ، حزب المؤتمر السوداني من التنظيمات الشابة التي ساهمت في تحريك الشارع السوداني بصورة مبهرة في السنوات الاخيرة من عهد النظام البائد وكان يمكن ان يكون له مستقبلا مشرقا ولكن طموحات إبراهيم الشيخ والدقير وسلك حولته إلى لافته سياسية تبحث عن السلطة وتمارس تغييب قوى الثورة ولولا مشاركات القطاع القانوني لهذا الحزب ممثلا في الأساتذة عصام عبد الحفيظ وإقبال محمد أحمد ورحاب مبارك لظن المراقب للمشهد السياسي بأن نشاط هذا الحزب السياسي انحصر في التفاوض مع عناصر اللجنة الأمنية للنظام البائد كما وكان في خواتيم عهد البشير قد اعلن عن دخوله في الإنتخابات التي كان المخلوع يعد لها وكانت نتائجها معلومة بالضرورة، مما يُكشف بان هذا الحزب يبحث عن السلطة وفاقدا للبوصلة، اما افرع الحزب الإتحادى المتعددة كمثال التجمع الإتحادي والذي فيه من أمثال مولانا عبد القادر البدوي والطاهر محمد عثمان واسامه صالح يقوده شباب يعوزهم الخبرات حتى الذين شاركوا في حكومة د حمدوك مثل محمد الفكي ،ويعتمد هذا الفرع الحزبي على معارك جعفر حسن الذي هو اشبه لمعارك أركان النقاش بالجامعات. قوى المجتمع المدني السوداني عبارة عن لافتة مرفوعة يجلس تحتها مدني عباس مدني ومجموعة لا تتجاوز اصابع اليد ، تجمع المهنيين السودانيين لافتة احتكرها لوحده الأستاذ طه عثمان ووسط هذه المعمعمة والفوضى السياسية آلت قيادة حزب الأمة القومي بجماهيرها وقدراتها الشبابية بعد وفاة الإمام الصادق المهدي لقيادات ضعيفة القدرات ، اللواء فضل برمة وهو رئيسا لأكبر حزب سياسي تفكيره اقرب للمؤسسة العسكرية ويسجل ضربات جزاء قاتله في مرمى حزبه في اوقات حاسمة، د مريم الصادق لم تستفد من مشاركتها المهزوزة في وزارة الخارجية في حكومة حمدوك بالرغم مما نالتها من تجارب كانت كافية لتجعلها أميز وزير مر على وزارة الخارجية ولا زالت تكرر في ذات أخطائها مع عناصر قوى الحرية والتغيير اما الواثق البرير فقد تراجع اداء الحزب في عهده حتى صار الحزب عبارة عن مقطورة لقوى الحرية والتغيير التي يقودها الدقير وسلك وعرمان وطه حتى ان قيادات معتبرة بالحزب جاهرت بالتخلي عنه وأخرى في الطريق، في ظل الأوضاع الحالية والبلاد مقدمة على تشكيل حكومة كل المعطيات تؤكد فشلها بعد فترة وجيزة من تشكيلها، صار من أوجب واجبات شباب حزب الأمة القومي الحراك قبل فوات الأوان وانتشال هذا الحزب العريق من سفينة حكومة الآلية الرباعية الغارقة حتما .
لو سُئِل الأستاذ ياسر عرمان والذي انقسم عن زميله عقار ما هو برنامجه للحكومة المدنية المقبلة بماذا سيرد، اهو نفس برنامح السودان الجديد الذي يحمله ويتحدث عنه الحلو ام هو ذات برنامج السودان الجديد الذي يحمله مالك عقار بلافتة مشابهة ام لديه برنامج جديد، وما هو ، يجب على قيادات القوى والتنظيمات السياسية إحترام عقل الشارع السوداني والنظر للكلفة الباهظة المبذولة من قبل الثوار .
الأستاذ طه عثمان والذي احتكر لوحده لافته تجمع المهنيين السودانيين يتحدث بثقة مفرطة بأن التوقيع النهائي بين القوى المدنية والقادة العسكريين وتشكيل الحكومة الإنتقالية سيجري خلال شهر رمضان ،كاشفا عن إجتماع مطلع الأسبوع القادم لاجازة مصفوفة زمنية للعملية السياسية تشمل تواريخ تشكيل الحكومة وهياكل السلطة وان صياغة الإتفاق النهائي ستتم دون النظر لنتائج ورشة العدالة الإنتقالية والإصلاح الأمني والعسكري وبالإمكان تجاوز الرافضين وتشكيل الحكومة المدنية في حال تمسكهم بمواقفهم المناهضة للعملية السياسية ، طه عثمان يقرر في شان العملية السياسية وحزب الأمة القومي بقاعدته الجماهيرية الضخمة عبارة عن مقطورة يجرها طه عثمان وبرمة ناصر والواثق البرير ومريم الصادق في الوسائط وعلى أجهزة الإعلام يلوحون بأيديهم من على المقطورة وجماهير حزبهم المغلوبة على أمرها في حيرة من أمرها .

مقالات ذات صلة

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
زر الذهاب إلى الأعلى
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x