مقالات الرأي

ورطة الإنقلابيين


بقلم: دكتور أحمد بابكر


أدخل انقلاب 25 أكتوبر البلاد في أزمة شاملة بكل المقاييس، ولكن يظل عساكر المجلس العسكري هم الأكثر ولوغا في هذه الورطة، حيث استفادت كل الأطراف التي شجعتهم على الانقلاب بقدر أو بآخر حيث نجد أن:
▪️الإسلاميين أكثر المستفيدين من هذا الانقلاب على المستوى المرحلي. ولكن بالتأكيد هم الأكثر خسرانا على المستوى الاستراتيجي، حيث يمكننا القول وبكل وضوح إن الإسلام السياسي بدعمه لهذا الانقلاب فقد آخر فرصة لوجوده في المشهد السياسي، لأن هذا الانقلاب ساقط وينتظر اجراءات التشييع إلى مثواه الأخير، ولكنهم استفادوا مرحليا بأن الانقلاب أوقف عمل لجنة إزالة التمكين، وهي عدوهم الأول والأخير، لأنها فضحتهم وفضحت مشروعهم، ففي الوقت الذي كانوا فيه يطرحون أنفسهم كمشروع للطهارة والنقاء والتدين تم كشفهم بأنهم مجموعة لصوص ومجرمين لا أخلاق ولا قيم ولا وطنية لهم، وعبر عن ذلك الشعار الشعبي (كيزان حرامية).
الفائدة الثانية، تم إرجاع كل ما نهبوه طوال ال30 عاماً، وما زالوا يعملون على نهب ما يمكنهم، من موارد وتهريب كل المنهوبات للخارج خاصة لتركيا.
الفائدة الثالثة، يعملون الآن على إعادة ترتيب أوضاعهم، ربما للإنقضاض حتى على أولياء نعمتهم (البرهان وحميدتي)، لأنهم يعلمون إنهم مجرد ورقة (كلينكس) يمكن رميها في أول مكب زبالة اذا استدعت الظروف ذلك.
الفائدة الرابعة، هم سعداء (بفرملة) التحول الديمقراطي، بحكم معاداتهم للديمقراطية والتعددية، وهم سعداء بابعاد القوى السياسية من السلطة لأنهم يحسون بحقد أعمى على ثورة ديسمبر المجيدة التي اسقطتهم بطريقة مهينة.
▪️ثاني المستفيدين هم زعماء وقيادات حركات سلام جوبا، حيث وضح أن هؤلاء هم مجرد باحثين عن الثروة والسلطة، ولذلك نلاحظ نهبهم الشره لموارد الدولة. أعتقد إن جل تفكيرهم الآن هو نهب أكبر قدر ممكن.
▪️ثالث المستفيدين هم الانتهازيين من (الأرادلة)، ومن لف لفهم. فهذا الانقلاب جمع كل اللصوص وعبدة المال، فهم بذات الدرجة يجتهدون في النهب ما استطاعوا إليه سبيلا.

ولذلك العساكر هم الوحيدون الذين يواجهون الورطة، فلم يستفيدوا أي شيء، بالعكس، الآن هم في عزلة تامة داخلياً وخارجياً، وغير مرغوب فيهم داخليا وخارجيا. ولذلك املهم الوحيد هو في تسوية تبعد عنهم القصاص، لما ارتكبوه من جرائم، وكذلك المشاركة في السلطة كحماية لهم من المساءلة حتى لو كان هذا الوجود رمزيا، خاصة عساكر الجيش. أما حميدتي فوضعه مختلف، فهو يمتلك مليشيا مهمتها الأساسية حراسة وتمكين حميدتي وأسرته من نهب موارد البلاد بالذات الذهب، والآن يعملون في كل القطاعات، مما يجعل وضعهم ووضع البلاد بوجودهم أكثر تعقيدا.
اعتقد الآن إن عساكر الانقلاب يتساءلون عن ما هي الفائدة التي جنوها من خلال هذا التصرف الغبي، فهم الوحيدون، من سيتحملون نتائج هذا الانقلاب الكارثي، ولم يعد هناك وطني شريف يرغب في التعامل معهم، وأصبحوا في نظر المواطن مجرد قتلة وخونة وعملاء..

24 أبريل 2022م

مقالات ذات صلة

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
زر الذهاب إلى الأعلى
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x