مقالات الرأي

وصف الإنقلابات العسكرية و أثرها على الإقتصاد السوداني

بقلم: محمود ناني جاد الله

كان ولا زال السودان و شعبه مصدر إلهام لكثير من دول العالم بتاريخه الناصع و تفوق أبناءه في كثير من المجالات مثل: الطب و الهندسة و حتى الأدب ، الكثير من العقول هاجرت في شتى بقاع الأرض تعشق الترحال و تترك بصمة أينما حطت.
فعندما تبدع في أي من المجالات و تجد من يدعمك فهنا يزيد عطائك وتجد الإحترام لما تقدمه من معرفة سواء كان هذا الإحترام من فرد أو دولة بتهيئة وضع آمن لحرية التعبير و التفكير والإبداع من أجل المصلحة العامة ، و هذا ما يسمى بالمنفعة المتبادلة.
و لكن بوجود تكبيل الأيادي و تكميم الأفواه و تكبيل العقول لا يستطيع الشعب أو الفرد أن يبدع ، أو يقدم سوى الثورة للتحرر و هذا يحتاج لبعض الوقت للإستشفاء و النهوض مجدداً.
على مر تاريخ السودان الحديث و ما صاحبه من إنقلابات عسكرية أدى إلى عزلة الدولة عن العالم تجارياً و حصارها إقتصاديآ و من ثم في قائمة الدول الراعية للإرهاب لأكثر من خمسة عشر عاماً و كل هذا سببه الجيش الذي تحولت عقيدته من قتالية تحمي الأرض، لعقيدة جياشة ضد الشعب و (أدلجتة) ليخدم مصلحة الأنظمة الديكتاتورية العسكرية وخاصة المؤتمر الوطني قبل السقوط و لا زالت أزيال النظام السابق و جنرالاته تمارس ذات النهج والعقلية ؛ و هم الآن على هرم الدولة بإنقلابهم المشؤوم على حكومة ثورة ديسمبر المجيدة ، مع التحفظ على عبارة(حكومة الثورة) بسبب من كانوا فيها قبل الإنقضاض ، إن أي إنقلاب عسكري تصحبه عملية سياسيه و هذه العمليه نجد الكثير مشترك فيها مثل: حركات الكفاح المسلح التى بايعت و رضيت بالوضع الحالي بسبب ما قدمه و يقدمه لهم أسياد نعمتهم على رأس الدوله و بالمقابل معهم الكثير و الكثير من التنظيمات السياسية جزءًا منها وليد اللحظة و الآخر منذ تأسيس هذه الدولة.
فمن الغريب بعد أعظم ثورة نجد الرجل الأول في الدولة هو من قتل وكان يقاتل ضد الشعب في وقت ليس ببعيد ، أما الرجل الثاني ما هو إلا (مليشي) صنعه النظام البائد و لذات الغرض لقتل و تخويف أبناء جلدته قبل أن يتجه لترهيب كافة الشعب.
و لكن العقبة الحقيقية هنا ،أن هناك من يدعم هذا الخراب من الداخل و الخارج (إستراتجياً) و بشتى الطرق لمصلحة تعود لدول و أشخاص بعينهم ،من سلب لثروات و خيرات البلد المواطن من الموارد و الأخذ بجنود تمت إعادة صياغتهم لكلاب ضالة تعبد المال و الترف و إن ماتت لا يُعول عليها ، و بذلك نجد الآن أن الإقتصاد في إنهيار متزايد بشكل متوالية هندسية مرعبة تستهدف معاش و حياة الناس.
و قد يقودنا هذا الوضع كدولة لحصار آخر قريبا.
المجتمع الدولي و الأمم المتحدة و حتى الإتحاد الإفريقي لا يدعم المواطن ولا يقف في صفه؛ هؤلاء لهم مآرب أخرى لتبادل ملفات تتعلق بالإرهاب الذي صنعوه و منافع شخصيه تتم إدارتها بإسم حقوق الإنسان بشكل مرتب و فن إعلامي لا مثيل له ، بدليل بيانات الإدانة و الإستنكار في بداية الأمر و الزيارات و اللقاءات فيما بعد، ثم يذهب كل هذا في مهب الريح.
الشعوب لا تموت بل تنهض.
و لا زال الأمل موجوداً طالما هناك جيل أعطى درساً للعالم عنوانه الصمود و التحدي و الإصرار على إنجاح ما بدأه دون خوف أو تنازل ، ويحقق أهدافه لبناء شامل و كامل لكل المؤسسات و النهوض بالتعليم و الصحه و الأمن و الإقتصاد .
(زرعوا الصبر سنين راجين الحصاد حرية)
مثل سوداني.


26 مارس 2022م

مقالات ذات صلة

4 1 vote
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
1 تعليق
Newest
Oldest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
احمد حسين
احمد حسين
2 سنوات

موفق شديد للتشخيص الجميل

زر الذهاب إلى الأعلى
1
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x