مقالات الرأي

كلمة موقع حركة/ جيش تحرير السودان

تحرير العقول

إن غاية شعبنا العظيم صناعة وقيادة واقع ُيلبي الطموحات العريضة والمستحقة المتمثلة في بناء دولة المواطنة المتساوية بين جميع السودانيين ، ولكن الظروف الذاتية حالت دون ذلك ، فظللنا نحمل صخرة سيزيف لنصعد بها إلى القمة ، لتعود إلى التدحرج في ملهاة عبثية!.
ولإيقاف هذه الإنتكاسات فقد طرحت حركة /جيش تحرير السودان مفهوم التحرر و بناء تحالف شعبي عريض من أجل التغيير وإسقاط الإستبداد ، يستصحب القيم والمفاهيم التي تحترم الإنسان كالحرية والعدل والسلام والديمقراطية.
هنالك قوى إجتماعية وسياسية أغلقت أبواب التنوير السوداني، بذر الرماد في عدسات المعرفة حتى لا يتسرب الضوء إلى العقول ، لذا لابد من تحرير العقول من زيف الفكر السلطوي الذي يستمد وجوده من تجهيل الشعب وتأطيره ليقبل ترهات وتهافت الطرح السياسي.
لا بد من مشروع سوداني نهضوي يُقر ويعترف بالتعددية والتنوع الديني والثقافي والإجتماعي والعرقي ، لنعيش في وطن تتقاسم فيه السلطة والثروة بعدالة.
إن انقلاب 25 أكتوبر ما هو إلا سلسلة من تضعضع وضآلة الذين خانوا الشعب وتصالحوا مع العسكر وأعطوهم شرعية لا يستحقونها , بل لم يحلموا بها، وبذلك فتحوا الأبواب لصخرة سيزيف لتتدحرج.
رفضت حركة/ جيش تحرير السودان تلك الحلول الثنائية والجزئية القاصرة ، وأعلنت أن نصف الثورة موت حقيقي ، ورفضت الجلوس مع حكومة متقيحة يأتيها الذباب من كل فج عميق ؛ شقها العسكري يعشق الترحال صوب موانئ الكذب ، وشق مدني مثقوب الأشرعة وتمخر سفينته في اتجاه مساكن الأفاعي. لقد آن الأوان لنحقق معاً مشروعاً وطنياً عبر حوار سوداني سوداني لمخاطبة جذور الأزمات الوطنية ، وتوسيع إطار الحوار لكيلا يُصبح أمر السودان في أيادي الصفوة التي تدير السودان كحانوت في حي فقير ، وحتي يكون هذا الحوار ممكناً لابد من إسقاط الإنقلاب أولاً ومن ثم تهيئة الأجواء لإنعقاده.
لم ولن نصالح أو نهادن أو نساوم أو نشارك أو نستسلم ، وسنظل أوفياء للقيم التي رفعناها ولدماء شهداء الحرية الذين استظلوا بكبريائهم من أجل السودان .
لن يحدث تغيير حقيقي إلا إذا توحدنا من أجل تحقيق شعارات واضحة وفقاً لبرنامج متفق عليه لا يُقصي إلا من خان وغدر وسرق وقتل ، وكل من عمل على وضع الغلال على هامات بنات وأبناء شعبنا الحر .
يجب أن نعمل بذكاء وباستدعاء الكم المعرفي الهائل لإسقاط الانقلاب والتمسك بالخيار السلمي الثوري ، فالسلطة تتهاوى وحتى نقبرها بالصورة السليمة فلنكن مشاعل من نار ونور.

24 فبراير 2022م

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى