مقالات الرأي

الهروب الأخير…!!

بقلم: السمؤال جمال

أستهل هذا المقال بمقولة الخالد فينا أبداً
محمود محمد طه:
(ستنتهي الحرب بينهم و يُقتلعوا من هذه الأرض الطاهرة إقتلاعاً).


لقد خرج قائد الجيش اليوم ليلاً مترجلاً عن قيادته إلى منطقة وادى سيدنا ومنها إلى عطبرة ثم الوصول إلى بورتسودان ومنها إلى جدة…!!.
هنا توجد حقيقة واحدة نتركها لقادم الأيام لتثبت صحتها من عدمه، وهى أن البرهان قد خرج مرغماً دون عودة لأرض الوطن، لتوقيع إتفاقية جدة التى هى فى الأساس قديمة جديدة، وهي جاهزة قبل إنقلاب 25 إكتوبر، وقد طرحتها الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة كمخرج من تلك الأزمات ولكن حينها كان صوت الحركة الإسلامية أعلى، والجديد فيها فقط قد أتت بعد أن دُمرت الدولة السودانية وانهارت تماماً.
إن الذي سيحدث لا تفاوض فى أى قضية سياسية، فقط التوقيع على ترتيبات عسكرية فى السياق العسكرى، وسوف ترونهم يوقعون، من طرف الجيش البرهان وحميدتى من طرف الدعم السريع…!!.

هل سيوافق ما تبقى من قادة الجيش على هذا الاتفاق؟
هنا أعنى الحركة الإسلامية داخل الجيش، والتى هى فى أسوأ مراحلها ونهايتها الحتمية الأبدية.

بكل تأكيد سيرفضون الإتفاق ويعملوا على مقاومته وسيصرخون ويظهرون على حقيقتهم، وسوف يشهد السودان موجة جديدة من التردى الأخلاقي الذى فى أبهي تجلياته حدوث تفجيرات إنتحارية من قبل كتائب الظل وكوادر الحركة الإسلامية وحلفائهم من التنظيمات الإسلامية المتطرفة التي رعاها وساعدها منذ عشرات السنوات، وستكون هنالك حرب إعلامية من المتردية والنطيحة واللايفاتية، ولكن لن يطول هذا الأمر، حتى يجدوا أنفسهم قد اَأدركهم الوقت وفاتهم قطار الوطنية الحقة، التى تبدأ بالتوبة و الإعتزار للشعب السودانى الذي أذاقوه الويل والثبور وعظائم الأمور.
سوف تصبح الحركة الإسلامية وبقايا الفلول هم المتمردون الجدد، لأن إصرار الولايات المتحدة على إحضار البرهان بشخصه إلى منبر جدة ما هو إلا سيناريو لما بعد التوقيع على إتفاقية جدة وسحب الثقة عن ما تبقى من قادة للجيش الذين يرفضون توقيع قائدهم…!!.

سيتم تشكيل حكومة إنتقالية وفى عاتقها حمل ثقيل، ومسئولية بناء دولة منهارة إقتصادياً وإجتماعياً وأمنياً ومتردية صحياً وتعليمياً وبُني تحتية، وعلى الرغم تهالكها إلا أن الحرب قد زادتها هلاكاً.
سيعود زخم الأيام الأولى لثورة ديسمبر المجيدة 2018م، وسوف يفر بقايا الحركة الإسلامية وفلول النظام البائد فراراً جماعياً إلى الخارج إذا استطاعوا إلى ذلك سبيلاً، ولن تقوم لهم قائمة بعدها، وسوف يُشيعوا إلى مثواهم الأخير في نفايات التأريخ.

المجد والخلود للشهداء و رافضوا الحرب

النصر للوطن وشعبه العظيم

25 أغسطس 2023م

مقالات ذات صلة

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
زر الذهاب إلى الأعلى
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x