مقالات الرأي

الحداثة ضرورة حياة، والمعنى ضرورة روح

بقلم: عثمان زكريا (رسول الإنسانية)

إن توهم التصادم بين الروح والحداثة وإن الحداثة تجفيف لمنابع الروح وتدمير لعناصر الروحانية
هو حكم مغالي رغم أنه شاهد على واقع حالي لكن الواقع لايدين الحداثة وإنما يصف نتائج التطور الصناعي والإقتصادي وهذا يعني أننا يجب أن نفصل بين الحداثة والتطور ولا ننسب نتاجات التطور إلى الحداثة وكأن الحداثة هي جريمة بحق الإنسان.
أن الحداثة ضرورة للحياة بما أسسته من قواعد للفهم والتعايش والتطور والإستقرار في أبعادها الثقافية والإجتماعية والعلمية والسياسية وكل تطور ينتج مفاسده، كما كل تخلف ينتج كوارثه وهذا يشير إلى أن العيب في الطبيعة البشرية ذاتها وليس العيب في الحداثة، فالحداثة إنقاذ حقيقي للحياة والعالم والبشر والعقل.
بالمقابل المعنى من ضرورة الروح
والروح هي الحديقة الخلفية لهذا العالم وهي التي تضبط سكينة الكائن البشري وإستقراره وحرمان الروح من المعنى مجازفة بائسة ومحاولة يائسة.
فالبشر لن يتخلو عن المعنى لكنهم يغيروه ليناسب حياتهم وضروراتهم ونمط عيشهم يستطيع العالم البشري المأزوم أن يحتفل بالحداثة والمعنى
وأن يعترف أن الكائن البشري كائن ثنائي قادر على الجمع بين العالمين
عالم الحداثة وعالم المعنى.

مقالات ذات صلة

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
زر الذهاب إلى الأعلى
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x