مقالات الرأي

برمة ناصر تقديرات خاطئة (2/2)


بقلم: الصادق علي حسن

اللواء فضل برمة ناصر من خريجي مؤسسة القوات المسلحة، وتدرج في الجيش السوداني من رتبة الملازم حتى وصل إلى رتبة اللواء ،وكان من ضمن الضباط الذين انحازوا إلى ثورة رجب أبريل 1985 المجيدة، كما وصار عضوا بالمجلس العسكري الإنتقالي برئاسة المشير سوار الذهب وفي الديمقراطية الثالثة اختاره رئيس الوزراء المنتخب السيد الصادق المهدي ليتولى منصب وزير الدولة للدفاع وكان يشغل منصب وزير الدفاع رئيس مجلس الوزراء نفسه، وعقب الإنقلاب على الديمقراطية الثالثة صار من قيادات حزب الأمة المقربة لرئيسه وتولى الشئون الخاصة والأمنية بالحزب ثم نائبا لرئيس حزب الأمة قبل وفاته وبوفاة الإمام الصادق المهدي رئيس حزب الأمة صار رئيسا للحزب بالتكليف ، هذه من تجارب اللواء فضل الله برمة المعروفة عنه كشخصية عامة ، تجارب اللواء برمة المذكورة في المؤسسة العسكرية وفي العمل السياسي تؤهله للقيام بأدوار مفصلية هامة على مستويي حزبه والبلاد ولكن الباحث في حصيلة عمله ونشاطه السياسي منذ وفاة الإمام الصادق وتوليه لرئاسة حزب الأمة بالتكليف يجد ان اداءه لم يرتق للدور المتوقع منه ومن حزب الأمة بل صار هو والأمين العام لحزب الأمة السيد الواثق البرير يقومان بأدوار منها ماهي أشبه ما تكون لقصاصي أثر القيادات المتنفذة في قوى الحرية والتغيير .
دور قصاص الأثر :
في الأيام الماضية وعلى نطاق وأسع انتشر خبر بان النخب المتنفذة في قوى الحرية والتغيير تبحث في نيروبي حول تشكيل حكومة بالخارج ، ثم زارت لجنة منها دولة يوغندا والتقت بموسفيني وأعلنت عن زيارات لدول أخرى وعلى الرغم من ان حزب الأمة هو الحزب الذي له مساهمات معتبرة بين مكونات الحرية والتغيير في تكوين هذا التحالف، لم يظهر ممثله ضمن الوفد الذي ظهره فيه السيد إبراهيم الميرغني الحليف السابق للنظام البائد حتى تاريخ سقوطه ليبدأ اللواء فضل برمة ناصر رئيس حزب الأمة المكلف والسيد الواثق البرير الأمين العام لحزب الأمة القيام بقص أثر ياسر عرمان وخالد سلك وطه وود الفكي وإبراهيم الميرغني الخ ويصدر اللواء فضل الله برمة ناصر رئيس الحزب المكلف بيانه الذي ذكر فيه أنه قام بارسال رسالتين خطيتين لوزيري الخارجية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية ما اسماهما ضمن الجهود الحثيثية لوقف الحرب، وفي تلك الجهود خول رئيس حزب الأمة المكلف منبر جدة بحث الوصول لإتفاق سياسي لإدارة الفترة الإنتقالية ومخاطبة استحقاقات التحول المدني الديمقراطي وهو في لندن مستشفيا ، الآن عاصمة البلاد الخرطوم بمدنها الثلاث كلها في حالة نزوح وتشرد وولاية كاملة بدارفور وهي غربها لجأت غالبيتها إلى دولة تشاد ،وولاية اخرى وهي وسطها تم الإستيلاء على حاميتها ومرافقها الحكومية بواسطة الدعم السريع وولاية جنوب دارفور محاصرة وحاميات بمدن اخرى سقطت في ايادي الدعم السريع والمليشيات زاحفة يوميا ورئيس حزب الأمة المكلف لا يزال قابعا في مربع الحديث عن إنتقال مدني ديمقراطي تأتي من فوهات البنادق ، كما وفي خطابيه المشار اليهما ينتظر رئيس حزب الأمة المكلف إختراقات إيجابية بين الطرفين المتحاربين يستعيد الإستقرار للبلاد من منبر جدة وبذلك أكد انه ليس لديه ما يفعله سوى الإنتظار، وإذا كان هذا حاله فمن الأفضل له الإكتفاء بما قدمه للحزب وعلى الحزب التأسيس لموقف سليم يخاطب به الحزب الأولويات وعلى رأسها الوقف الفوري للحرب دون تخويل الطرفين المتحاربين مناقشة القضايا السياسية كذلك البحث ضمن الأولويات العاجلة في قضايا العالقين بالمعابر والمحاصرين داخل منازلهم وبذل الجهود الدولية بالأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي ومجلس حقوق الإنسان ومع المنظمات الدولية لإستقطاب المعونات الإنسانية للمتأثرين بالحرب بالداخل والخارج والعالقين بالمعابر ، كما وعلى الحزب بدلا من تقفي أثر نخب قوى الحرية والتغيير ممارسة مسؤولياته تجاه الشعب السوداني بصورة مستقلة وإرسال الوفود للوقوف على أوضاع اللاجئين بدول تشاد وجنوب السودان واثيوبيا ومصر وغيرها، فمن السابق لأوانه الحديث عن إنتقال مدني ديمقراطي في ظل إنهيار اجهزة الدولة كما ويعد مثل هذا الحديث والأعمال بمثابة تبديد الجهود فيما لا طائلة من ورائها، ليس من العمل السياسي السليم أوالرشيد التفويض المفتوح للدول لبحث عن كافة قضايا البلاد السياسية وبصورة مطلقة كما ورد بخطاب اللواء برمة عن منبر جدة وهو نفسه وحتى تاريخ إصدار بيانه لا يملك حتى صفة المراقب بمنبر جدة ، وكيف له وهو لا يعلم عن المنبر شيئا ان يفوضه تفويضا كاملا ، بوفاة رئيس حزب الأمة الإمام الصادق المهدي وهو صاحب التفويض الرئيس من المؤتمر العام للحزب تكون صلاحيات من يحل محله بالتكليف قاصرة ومحدودة، وطالما لا يمتلك الرئيس المكلف اي برامج أو خطط لإدارة الحزب أوالمساهمة الفاعلة في انتشال البلاد من محيط الفوضى، كما وله اسباب صحية مقدرة (نسأل الله تعالى له الشفاء التام) وقدحصر نفسه في دور قصاص الأثر ان يخلي مكانه، وهذه هي مسؤولية تاريخية على عاتق كوادر حزب الأمة.

مقالات ذات صلة

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
زر الذهاب إلى الأعلى
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x