مقالات الرأي

الدولة السودانية ما بعد الكولونيالية

بقلم: عبدالعزيز زكريا (الحلو)

لم تكن الدولة وسلطاتها الجديدة الحديثة علي السودانين فتاريخ الدولة يرجع الي الحضارات السودانية الأولي مثلها مثل حضارة نبتة ومروي ومنها الي المماليك المسيحية ثم مملكة سنارة،وفترة الحكم الإستعماري التركي المصري والدولة المهدية إلا ان،لم يكن الدولة بمفهومها الحديث،ونظمها الإدارية الحديثة التي عرفها السودانين مع بعد الإستعمار التركي المصري حيث استطاع الأتراك في عام 1821م

احتلال البلاد وبسط سلطانهم علي جميع الأراضي السودانية وفرض سلطتهم ونظمهم الإدارية المركزية.
وجاءت الثورة المهدية عمارها التحالف القومي ذريعة النزعة الدينية لتنهي الحكم التركي المصري في 1885م إلا انها فشلت في تنفيذ الروح القومية والوطنية حتي مجي الإستعمار الإنجليزي المصري في 1998م ويحتل السودان قاوم السودانين منذ البداية المستعمر ببسالة رغم انهاكانت تبدؤ مقاومة فردية الطابع متفرقة زمنيا وجغرافيا .

ورث السودانين مع بعد إعلان الإستقلال في 1956م قطر مترامية الأطراف وترك المستعمر وراء اقتصادا تابعا مرتبط بالنظام الرآسمالي العالمي مع وجود بنيات التحتية الممثلة في مشروع الجزيرة والسكة الحديد وخدمات المدنية لكن ترك مجتمعات غير متجانسة اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا وثقافيا .
فواقع الحال تدل لما جاءت الحكومات الوطنية ولغياب الأفق الإستراتيجية والرؤية السياسية والإدارية الحقيقية التي تتنبه لعثرات الماضي وتحديات المستقبل مع الإستفادة من الإمكانيات المتاحة آنذاك عجزت هذه النخب عن آن تشيد دولة وطنية قومية حديثة.

حيث كانت والوجبات والمطلوبات مابعد الإستقلال تتركز في بناء الدولة الوطنية بمعاير واسس واستلهامات السودانية علي ترسيخ قيم الديمقراطية والعدالة الإجتماعية لكن واقع الحال أثبت أن الواجبات علي أهميتها وعدم صعوبة تحقيقها لم تنل الدولة الوطنية حظها من الإهتمام من قبل النخب ( الصفوة)الحاكمة الديمقراطية منها العسكرية المتوالية في كرسي السلطة ما بعد الإستقلال الي يومنا هذا.

لإستيعاب ماهية الدولة السودانية مابعد الكولونيالية وتشكلها وتداعيات وجودها مع سواء كانت علي يد العسكر واخري علي يد الأغلبية الميكانيكية الطائفية الحزبية في مجملا نستطيع القول ان القبلية العشائرية والأيدلوجيات تشكلت حضورا فعلا في المشهد المجتمعي وبنية الدولة السودانية طول العهد الوطني

فمثلا إهمال الريف وعدم الإستجابة المطالب المشروعة للحركات الإقيليمة
أدي ظهور قيادات محلية وتكتل أبناء القبائل داخل الأحزاب السياسية وقد تشكل هذا التكتل نقطة ضعف أساسي في الحركة السياسية السودانية الإنشقاقات كظاهرة أضعفت تطورات وترسيخ القيمية الحقيقية للديمقراطية وتطبيقها من ما أدي الي إفرزات ،النزاعات والصراعات والكوارث الطبيعية في دول الجوار المهجرة إلي السودان ودخول عناصر في القبائل المشتركة من دول الجوار طرفا في اللعبة السياسية
وانتشار ثقافة العنف واستخدام البندقية وسيلة للضغط علي المركز وحسم النزاع السياسي والسيطرة علي الأركان الدولة.

والمسكوت عنه والذي لايعترف به صراحة سواء كانت لدي النخب أو غيرهم هو الرواسب العرقية والأيدلوجية المرتبطة بمؤسسة الرق في السودان تلك المؤسسة العريقة صاحبة التاثير في النفسية السودانية ماقبل الإستقلال وخلال فترة نشوء دولة ما بعد الإستقلال وليس بعيدا تنقل بها شعارات الطائفية العنصري البلد بلدنا ونحن أسيادها الذي تم تناقلها عبر الأجيال
أما ما يخص الديمقراطية وترسيخها في الدولة السودانية فانها من خلال ما مورس منها فقد كانت عبارة عن (بدوقراطية)وهي نظام حكم سياسي حيث تكون باختصار شديد الممارسة السياسية وفق الذهنية القبلية وسواء كانت هذه الممارسة علي مستوي رجالات الدولة أم علي مستوى المؤسسات التابعة للدولة.

مقالات ذات صلة

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
زر الذهاب إلى الأعلى
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x