مقالات الرأي

الثقافة الإقتصادية السائدة والمشكلات البيئية:The prevailing economic culture and environmental problems


بقلم: محمد آدم محمد عبد الله (أبو حنيفة)


البيئة الانسانية عمومآ هي حصيلة مجموعة النظم الطبيعية Natural Systems والنظم من صنع الإنسان man-madesystems واذا ما أزدنا تشكيل مستقبلنا بوعي فإن علينا آن نتعلم كيف ندير بيئتنا المحلية والارضية علي السواء، إن معظم مشكلات المجتمعات الانسانية في أنحاء العالم المختلفة ناتجة كليآ أو جزئيآ عن استنزاف الموارد الطبيعية وتدهور نوعيتها، وبالتالي فإن تحسين أساليب استخدام هذه الموارد سيؤدي في معظم الحالات الي إيجادة حلول لهذه المشكلات، شريطة إيجاد فهم جديد لدي الإنسان حول الطبيعية والعلاقة بين النمو والتنمية الاقتصادية من جهة، والمحافظة علي الموارد الطبيعية من جهة اخرى، ففهم هذه العلاقة يجب ان يقوم علي اساس أنها علاقة تكاملية، وليست علاقة تنافرية او صراع، فتحقيق نمو اقتصادية يعتمد عليزحماية البيئة ويحتاج لوجود موارد، وإذا ماكانت هذه الموارد مستنزفة أو مدمرة فإنه لا يمكن ان يتحقق هذا النمو الكم والكيف الذي تريده كذلك فإن الاستخدام العقلانية للموارد سيعمل علي زيادة إنتاجية البضائع المختلفة وسيؤدي الي خلق من فسة كبير تساهم مساهمة مباشرة وغير مباشرة في حصول النمو الاقتصادية المطلوب.
اما أذا أستمر النمو الاقتصادية العالمي الحالي علي نفس التوتيرة دون أخذ الاثار البيئية بعين الاعتبار، فإن ذلك سيؤدي دون شك الي نتائج كارثية.
وقد نجم عن هذا النمو الاقتصادي مشكلات بيئية عديدة وخطير فنهاك ٣٣٠٠٠ نوع من الاجناس النباتية من بين ٢٤٢٠٠٠ جنسآ اصحبت مهددة بالفناء، ويهدد الفناء ١١٪ من الأجناس الحيوانية التي يصل مجموعها ٩٦٠٠ نوع وارتفعت نسبة تركيز ثاني اكسيد الكربون في الجو من ٢٨٠ جزء في المليون منذ بداية عهد التصنع الي ٣٦٣ جزء في المليون.
وادخل النشاط الإنسان الصناعية في القرن العشرين ملاين من الاطنان من الرصاص والزنك والنحاس في البيئة، وقد تجاوزت الاطاقات الصناعيه من الرصاص مستواها الطبيعية بسبعه وعشرين مرة.
آسباب التدهور البيئية :
ان سبب التدهور البيئي القائم في عصرنا يتمثل في جهود النتمية المبذولة التي تقوم علي أشكال من التخطيط الجزء وقصير المدى، وتسعى التنمية من خلال ذلك تحقيق أقصى حد من المكاسب والمنافع، الامر الذي ويجعلها عاجزه عن المحافظة علي التوازن الطبيعية بسبب استنزافها المتسارع للكثير من الموارد الطبيعية التي تقوم عليها تلك التنمية نظرآ للتصميم غير الرشيد برامج التنمية هذه وهذه الحقيقة ليست قاصرة علي الدولة الصناعية والدولة النامية علي سواء.
ولعل آحد الاسباب الرئيسية الكامنة وراء التدهور البيئي أيضًا يتمثل في غياب العمل الانسانية المشترك في مواجهة الاخطار، صحيح آن الارض واحدة لكن العالم ليس كذلك فكل مجتمع وكل دولة تسعي لتحقيق الرفاهية لسكانها بغض النظر عن أثار ذلك علي الدول والمجتمعات الاخري وقلة من السكان تستهلك كميات هائلة من الموارد وتعيش حالة من الرفاهية والبذخ، في الوقت الذي يعاني فية كثيرة من الحوع وظروف حياة مهنية الكرامة الانسانية.
الحلول للمشكلات البيئية الناتج من التنمية العشوائية :
وحتي تشكل لدينا رؤية واضحة كبشر، فإن لابد من معرفة الذي يجب ان نحافظ عليه؟ ولماذا نريد ان تحافظ عليه؟ وذلك حتي تصبح لدينا معرفة إنسانية، ومن ثم وعي بجميع المشكلات البيئة التي نجمت عن نشاطات الإنسان المختلفة ولاشم آيضآ ان المحافظه علي البيئة وتشكيل وعي بيئية يتطلبان من الانسان، في كل بعقة من بقاع الأرض ضرورة العيش وقبول العيش ضمن حدود الامكانات البيئية، وذلك من منطلق ان الأكثر ليس دائما هو الأفضل، وكما آن النمو يحدث بغير تنمية فإن يمكن أن تحدث التنمية بغير نمو، وهنا تقتضي الضرورة ان نتساءل عن نوعية النمو المطلوبة وغير المطلوب. وعن كيفية وضع سياسات اقتصادية وبيئة تساعدنا في تحقيق ذلك، وتعمل علي خلق قيم اقتصادية واجتماعية جديدة تنعكس في سلوك الافراد والجماعات والمجتمعات والدول والإ فإننا سنفشل في مهمة المحافظة علي بيئتنا الأرضية الامر الذي سيجلب لنا مزيدآ من الدمار والخطر وسيبقى عدم قدرتنا علي فهم محلصة المشتركة كثير وغياب العمل الانساني المشترك نتيجة رئيسي للغياب النسبة للعدالة الاجتماعية والاقتصادية بين وداخلها.
ومن هنا يمكن القول إن عملية المحافظة علي البيئة والحيلولة دون تدهور الموارد واستنزافها تتطلب شرطين رئيسين هما :
الاول إنساني أخلاقي حيث لايجوز إفساد البيئية وتدهورها الآن ذلك يتنافي مع ابسط القيم الانسانية ومع عمارة الأرض، أما المنطلقة الثاني فهو اقتصادي يقوم علي ان كل ما تحوية البيئة من موارد تشكل راس المال الطبيعية الذي هو احد راس المال الحقيقي، وإلا فإن تجارة علي المدي القصير والمتوسط ستكون تجارة خاسرة وسيصل في لحظة ما الي حالة من الافلاس البيئي، وهذا إن دل فإنما يدل علي غياب رؤية واضحة للكون والعناصره وللعلاقات المتبادلة بين هذا العناصر.

مقالات ذات صلة

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
زر الذهاب إلى الأعلى
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x