مقالات الرأي

غياب الدور الطبيعي للمثقف في السودان


بقلم : أحمد محمد عبدالله.

ما يشهده السودان اليوم من انهيار النظم والقيم لحل الأزمة التاريخية المتراكمة هونتيجة لغياب ثقافة الفكر الإيجابي الذي يخاطب الواقع بعيدا عن الأيدولوجيات الموروثة والتي أدت إلى فشل في مساعي الوحدة الوطنية لخلق مشروع يستوعب الجميع دون إقصاء أو تمييز.

الأغلبية الساحقة من مدعي السياسة والتثقيف أفكارهم مؤدلجة بقوالب فكرية معينة غير قابلة للتغيير مما تسبب في عقم و إفلاس عند الكثيرين… بمنطق إيدولوجي مغلق والنتيجة المؤسفة هي فشل وعزلة سياسية في كل جوانب الحياة وأصبح المثقف السوداني متهور وأحمق ولم يعمل بدوره الخلاق في إنتاج الفكر وصناعة المعرفة وتثقيف المجتمع بقيم الديمقراطية والحرية والعدالة الإجتماعية.

الحروب المصطنعة في السودان إما بدوافع عرقية بغيضة أو دينية ممنهجة والتي مارستها الأنظمة الإستبدادية والسبب فيها هو غياب الدور الطبيعي للمثقف والذي بات أكثر فشلا لإنحيازه الفكري الضيق بدلا من المساهمة في خلق واقع فكري جديد يسهم في نشر ثقافة المحبة والسلام والتسامح بين الشعوب السودانية ولكنه فقد فاعليته لأنه لم يعمل بخصوصية.

وأصبح دور المثقف هو الترويج والإدعاء و الإستهلاك بدعاوي لم تحدث أثرا في التغيير الإجتماعي والسبب هو اعتماد المثقف على سياسة المنفعةوذلك بتواطئه مع الأنظمة الإستبدادية الحاكمة بهدف الوصول إلى منصب سلطوي يخدم مصالحه الشخصية وأحلامه الوردية التي لم تحقق ، والكارثة الكبرى بأن النخبة الصفوية تنشر ثقافة الكراهية والعنصرية بين المجتمعات البريئة ويتناسون دورهم الطليعي اتجاههم والنتيجة النهائية هي الكوارث الاجتماعية المؤسفةوتبديد مواردالدولة وهدر المكتسبات العامة.

وفي هذه الأيام تحديدا تشهد البلاد تطورات خطيرة… ومن نماذجها القيام بتعبئة المجتمعات بدوافع عرقية وقبلية لإشعال نار الحروب أكثر مما كانت عليه والهدف من وراء ذلك هو تمكين الصفوة العسكرية والمدنية لانشغال الجميع بنيران الحروب كما يحدث الآن في كثير من ربوع الوطن وهو أمر يجب معالجته اليوم قبل الغد ولابد من سعي الجميع دون فرز نحو التوافق لوحدة الصف لإيجاد برنامج سياسي جديد يفضي لعقد مؤتمر جامع وأسميه بالحوار السوداني السوداني تخاطب فيه المشكلة التاريخية وتوضع فيه حلول جذرية لها.

ما هو الدور الطبيعي للمثقف ؟

الدور الطبيعي للمثقف هو المساهمةفي تثقيف المجتمع بالقيم الإنسانية الجميلةالتي تخاطب وجدان الإنسان السوداني..ليفهم بأن للأخرين حقوق مثله في التمتع .
ولقد تناسى المثقف هذا الدور وأصبح جل اهتمامه إقحام مقولات على الواقع بطريقة تبسيطية تعسفية تساهم في نشر الكراهية بدلا عن التسامح وقبول الأخر.

مقالات ذات صلة

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
زر الذهاب إلى الأعلى
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x