مقالات الرأي

هيا يا ثوار نحو التغيير

بقلم: عبدالعزيز زكريا (الحلو)

بعد مرور سبعة وستون سنة من تاريخ الإستقلال البلاد مازال الشعب يعاني من ويلات العذاب شعب داخل بيوتات لم يبلغ مساحتها عشرين متر ،شعب فاقد لسبل التعليم ،والصحة و ابسط مقاومات الحياة،يخبرنا التاريخ والمؤرخين الذين لامسوا تاريخ السودان مابعد الثورة المهديةعام 1821م ولم يستطيعوا ان يؤرخو لنا تاريخ السودان ماقبل الثورة المهدية بدقة تفاصيلها لان معرفة التاريخ الصحيح مفتاح لمعالجة كثير من إشكالات الوطن وبالرغم من ذلك يخبرنا تاريخ السودان القريب بالحلقة المفرغة التي اسماها بعض المؤرخين (بالدائرة الجهنمية) ويقصد بها تعاقبها الحكومات مدنية ذات صبغة دينية أو شيوعية ماركسية وعسكرية شمولية.
ما زال أسباب تلك الدائرة قامضة ولم يكشف لنا تاريخ السودان أسباب تلك القصور هل كانت من النخب السياسية المثقفاتية المتعاقبة ؟ أم غياب الرؤية الوطنية ؟ أم غياب مشروع وطني؟ أم غياب إرادة وطنية ؟.
يتضح لنا كجيل عبر دراستنا لمعطيات السياسية أن النخب المتعاقبة فشلت تماما في تحقيق تطلعات الشعب السوداني في وضع دستور دائم للبلاد ،وضع مناهج تعليمية ذات أهداف واضحة تسهم في بناء مجتمع معافى وله المقدرة على المنافسة مع الاستفادة من التطور العالمي سواءفي الحقل التكنولوجي التعليمي في مجال البحوث العلمية والأدبية والفنية.
كذلك فشل في أن يؤسس لنظام حكم يحترم كرامة الإنسان السوداني تكون فيه المواطنة أساس لنيل الحقوق وأداء ا لواجبات، وايضا فشل في أن يخاطب جزور الأزمة التأريخية ووضع برنامج يسهم في حقن الدماء التي تسيل في راس كل دقيقة علي ربوع الوطن مما أفسح المجال لعدم الإستقرار الدائم وهذا الجانب عطل عجلة التطوروتقدم البلاد نحو النماء.في كل الجوانب سواء من الناحية السياسية ،الإقتصادية لتكون غايتها تحقيق التنمية المستدامة لجميع أبناء وبنات الشعب السوداني في مختلفة أنحاء البلاد.

فمجريات الأحداث الآنية تدل أننا في مفترق الطرق فإما أن تواصل الدولة تدهورها وإنحلالها لتشهد المزيد من التمزق والتأكل والتفتت مع التخبط الإداري وسوء الأوضاع أما الخروج من هذا النفق المظلم.
فعلينا أن نبذل قصارى جهدنا لتلبية طموحات شعبنا التي تتمثل،في الخروج من هذا النفق المظلم عبر ثورة شعبية ذات أسس وقيادة حقيقية ترمي لإسقاط الانقلاب المشؤوم. ولا يتم ذلك بسهولة يحتاج لمزيد من النضال والاستفادة من الثورات التراكميةوبعض التجارب الفاشلة خاصةالحزبية التي تبنى على المحاصصة حول كرسي السلطة .

لقد آن الوقت لإدراك الحقائق التاريخية والإستفادة من التجارب الماضية بكل سلبياتها وايجابيتها وتقديم تجربة بمنهج علمي سليم وبرؤية موضوعية بعيدا عن التعصب والمصالح الفردية واعتقد أن اللحظة التاريخية الراهنة هي الأنسب للتقييم والخروج بخلاصات تمثل حلول وميلاد مشروع وطني. والتصالح مع الذات والمصالحة مع الآخر .

ورغم كل المرارات والغبن إلا أن الامل مازال موجودا وإمكانيات الحلول متاحه للشعب السوداني الذي يمتلك إرثا حضاريا وثقافيا عريقا و له ثروات طبيعيةمنها الأراضي الزراعية الخصبة والثروة الحيوانية الكبيرة والنفط والثروة المعدنية وغيرها من الخيرات بجانب تلك الثروات يمتلك ثروة بشرية على مستوى عالي جداً من التأهيل والخبرات والإرادة مما يشكل أساسا متينا لإعادة بناء الدولة

وفق فلسفة ومعايير ورؤى جديدة ترتكز علي المساواة والعدالة الاجتماعية والديمقراطية السياسية الإجتماعية والإقتصادية لابد من مشاركة كل مكونات الشعب السوداني على مصلحة الوطن والتيارات الشبابية وجماهير النساء ومنظمات المجتمع المدنيّ هدفهم أساسي هو إعادة بناء الوطن

إن التغيير من أجل المستقبل بقيادة وعقول شبابية جديدة قادم لامحالة
الحوار السوداني المصري يزيد الزيت نار أكثر مما هي عليه أما الاتفاق الاطاري ولد ميتا .
فلابد من مواصلة المسيرة في الثورة السلمية حتي يتم إسقاط الانقلاب 25اكتوبر المشؤوم . بعدها يتم تشكيل حكومة من المستلقين من الكفاءات الوطنية .
ثم بعدها يكون في الحوار السوداني السوداني مدخل لمخاطبة جذور الأزمة السودانية وخروج من المازق الحالي.

مقالات ذات صلة

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
زر الذهاب إلى الأعلى
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x