مقالات الرأي

صدى الأسعار يهدد حياة المواطن

بقلم: سلمي إبراهيم (روزالية)

إرتفاع أسعار السلع الأساسية في السودان اليوم صارت تقذف بالمواطن إلى ضنك الحياة وتنذر بالمجاعة وتهدد الشعب ،وذلك في التلاشي الواضح للدواء و شلل في تعليم وفي كافة مناحي الحياة بشكل مخيف.
قد أصبح صراع المواطن مع الأسعار صراعآ جنونيآ بصورة غير مسبوقة مما أدى إلى خروج كل أفراد العائلة إلى العمل في الأسواق ولو بأعمال هامشية من أجل تأمين وكسب لقمة عيش حتى لو كانت لوجبة واحدة في اليوم ولكن هيهات ذلك؛ إن صمت الجهات المسؤولة(الحكومة) بات مرعبآ في ظل الوضع الراهن ،مما نتج عنه ظواهر لم تكن موجودة في المجتمع السوداني؛ التسول ،التشرد …ألخ. إمتلاك الدولة للسياسات الخاطئة و دراسات وخطط غير مدروسة في الإقتصاد وإدارة البلاد، ونتيجة لذلك كان هناك شللآ واضحآ في الجوانب الإقتصادية ،
نرى في هذه اللحظات الشارع السوداني ملئ بالمواطن المغلوب على أمره.
الكل يعلم أن قيمة العملة السودانية بسبب الساسيات الخاطئة تدنت قيمتها أمام العملات الأجنبية ، مما أدى إلى جعل الرواتب التي تعطى للموظفين بكل أنواعهم رواتب هامشية ولاتقضي حوائجهم اليومية، وكلنا يعلم عجز الدولة في زيادة المرتبات بسبب سياساتها الواهية والإنشغال بألاشياء الغير مجدية؛ لم يترك لديهم سوى حل واحد وهو الإضراب عن العمل أو العصيان المدني من أجل تنفيذ مطالبهم.
إن فقدان الحكومة للرؤى الإقتصادية التي أدت إلى المشكلات المالية والضائقة المعيشية التي يعيشها الشعب حتمآ سيقود البلاد إلى إنهيار وشيك.
نرى اليوم معظم العمال العاملين بالأعمال الهامشية هم طلاب من شتى مراحل التعليم المختلفة (أساس ،ثانوي و جامعة) الذين غادروا مقاعدهم في قاعات وحجرات الدراسية نسبة لعدم تحملهم تكاليف التعليم العالية وعجز أسرهم عن سداد ما يحتاجون إليه من غذاء وتوفير لهم أبسط مقومات التعليم.
تخرج الحكومة من صمتها وتعلو صوتها بزيادة الأسعار مرة أخرى ويزداد الوضع سوء ، هكذا منوال الحياة عند الشعب السوداني.
في كل صباح كل حالم وكل يبحث عن نور من ظلام الدكتاتوريات.
في وطني الكل يصرخ الدكتور ، المعلم , الطالب ، الأسر وأصحاب الأعمال الهامشية
أن كان هنالك صمت هو صمت تلك الكراسي التي تحمل على بطنها تلك القطط السمان.

19 ممارس 2022م

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى