مقالات الرأي

طبيعة الاحزاب السياسية والهشاشة الحزبية في  السودان 


بقلم: صدام علي (عولمة)

تُعد الأحزاب السياسية من أهم التنظيمات السياسية التي تؤثر بشكل مباشر على سير وحركة النظام السياسي وضمان استمراره واستقراره، فهي تؤدي دوراً مهماً في تنشيط الحياة السياسية وصارت تُشكل ركناً أساسياً من أركان النظم الديمقراطية، فأداء الأحزاب ينعكس سلباً أو إيجاباً على نوعية الحياة السياسية وعلى مستوى التطور الديمقراطي والتحديث السياسي وفاعلية النظام السياسي الذي يُعدّ انعكاساً للنظام الحزبي السائد في الدولة،  وتُعد الأحزاب إحدى قنوات المشاركة السياسية للمواطن، وكذا إحدى قنوات الاتصال السياسي المنظم في المجتمع، فهي تقوم بالتعبير عن اهتمامات الأفراد وحاجاتهم العامة والعمل على تحقيقها من قِبَل الحكومة، بفضل الضغط الذي تمارسه الأحزاب على صنَّاع السياسة العامة الرسميين، وكذلك نقل رغبات وسياسات الحكومة إلى المواطنين والعمل على تعبئة الجهود والمواقف المتباينة إزاءها، إما دعماً وإما ورفضاً.

ماذا تعني بالحزب السياسي الحزب السياسي  ڵـهٍ عدة تعريفات ومن بينها :
هي جماعة منظمة من الأفراد تهدف لاكتساب وممارسة السلطة السياسية.
وايضآ يعرفها جورج بيردو بأنها:
كل تجمع بين أفراد يؤمنون ببعض الأفكار السياسية ، ويعملون على نصرتها وتحقيقها ، وذلك بجمع أكبر عدد من المواطنين حولها، والسعي للوصول إلى السلطة، أو على الأقل التأثير على قرارات السلطة الحاكمة.
ايضآ تعني :
هي جماعة سياسية منظمة لها شعارات وافكار وبرامج رسمية ، وقادرة على تقديم مرشحين للانتخابات بهدف الوصول إلى السلطة.

ويعدّها علماء السياسة :
بأنها هي  الركيزة القوية والمنظمة للربط بين القمة والقاعدة وكمحطة اتصال لازمة بين المواطنين والسلطة، فهي تجمع المعلومات وتنقلها إلى السلطة، وكذا تنقل إليها مطالب الشعب.
المقارنة بين الاحزاب العصور القديمة والجديدة :
من اين تكمن المفارقة بين الاحزاب السياسية  في تقديري
1/الاحزاب السياسية في العصور القديمة :
كانت الاحزاب  تمتلك مشارع  مبنية علي الافكار والخطط والمبادئ والقيم بالاضافة الي عقول مستنيرة ذات كفاءات وجودة عالية جدآ ، في كيفية ترسيخ وتحقيق اهداف  الحزب في ارض الواقع .

/اما الاحزاب السياسية في الحاضر اي الوقت الراهن عبارة عن احزاب ارباحية بحتة مبنية علي اساس تحقيق ارباح ومكاسب مالية ، لان ضروري تكون راسمالي وصاحب اموال ضخمة مـِْن اجل تأسيس حزب وليس افكار وقيم ومشروع تنموي

ومن هنا تكمن ازمة الاحزاب السياسية لان اعتمادهم الكلي اصبحت علي الاموال .

كيف يتم الاصلاح او المعالجة  الحزبية داخل الوطن ؟
ما هي مقومات النجاح للاحزاب السياسية ؟
ماهي مقومات نجاح الحزب السياسي :
1- وجود (النظام الداخلي) المفصل والمفعل. ويجب ان لا يكون نظاماً شكلياً فقط لأجل استكمال شروط تأسيس الأحزاب، فهناك أحزاب لديها نظام داخلي لكنه مركون في الرفوف والأمين العام للحزب او رئيس الحزب هو من يأخذ كل الصلاحيات ويبقى يقود الحزب طوال حياته ثم يورثه لمن يريد. وهذا سبب رئيس في تفكك الأحزاب وعدم قبولها من افرادها قبل الاخرين.
2- البرنامج السياسي ومشروعهم المستقبلي.
لابد لأي حزب سياسي أن يكون له مشروع متكامل مفصل يوضح فيه مبادئ الحزب وأهدافه وسبل تحقيق هذه الأهداف بحيث تكون قابله للتنفيذ وفق الدستور والقوانين النافذة حتى وان كان بعض القوانين يشوبها الخلل.
3- تطرح مشروعها السياسي وبرنامجها الانتخابي بمؤتمر عام يشارك فيه مجموعة من النخب والأكاديميين وهذا الامر يعزز مكانة الحزب ويزيد من كفاءة البرنامج وزيادة مؤيديه.
4- يقود الحزب سياسيون مخلصون اكفاء ، فقادته يجب ان يكونوا ذي علم وخبرة وأمناء ولا يمكن ان تشوبهم شائبة الفساد سواءً المالي او الإداري وهذه من مفسدات ديمومة الأحزاب السياسية واهم أسباب قلة مؤيديها.
5- يؤمن الحزب بالممارسات الديمقراطية في كل مؤسسات الحزب ومكاتبه وان يكون معيار تسلم أي منصب هي الكفاءة والإخلاص لا المحسوبية.
6- النزول الى الميدان والاقتراب من المواطن وكسبهم بالتواجد بين اوساطهم وعدم التعالي او الانزواء . فقرب القيادة من القاعدة الجماهيرية يعطيهم امل بأن هؤلاء يسعون لإيصال معاناتهم والاهتمام بها لحلها.
7- ان يؤمن الحزب بالدستور والعملية السياسية السليمة والقوانين النافذة والتداول السلمي للسلطة والفصل بين السلطات وبناء دولة المواطنة.
8- يجب على الأحزاب السياسية عدم تأسيس الجيش والشرطة وجميع القوات والأجهزة الأمنية واعتبار هذه القوات هي الحارس الأمين للوطن والمواطن لا للأحزاب و قادتها.
9- الاهتمام بالواقع و ان لا يأخذهم الخيال للوصول الى اهداف الحزب وتمكينه من الوصول الى السلطة.
10- اجتناب التهريج والكلام الممل ( لآزٍمٍ فائدة ) فأن ذلك يبعد عنك حتى مناصريك.
11- الواقعية في القدح والمدح … والإنصاف بين الخصوم ومؤيدين بحيث لا يكون مبالغة في مدح أصدقاء الحزب أكثر من اللازم او قدح وذم معارضيه أكثر من المعقول فسعة الصدر مطلوبة والكلام بحدود مطلوب أيضا .
12- يجب ان تكون لدية خطة انتخابية واسعة وبضمنها تفصيل دقيق لاختيار المرشحين واعدادهم الاعداد التام فهم واجهة الحزب بعد الفوز وهم من يسلط الضوء عليهم وعلى انجازاتهم وكفاءتهم في أداء المهام التي وكلت لهم وايدهم جمهور الناخبين للحزب.
13- ليعلم قادة الحزب انه لا يمكن  ان يحكم لوحده دون الاتفاق مع أحزاب أخرى وهذا يحتاج حكمة بالغة في التعامل بين أعضاء الحزب ومؤيديه من جهة وبين قادة الحزب والأحزاب الأخرى من جهة ثانية وكذلك كيفية وصول رسالة مطمئنة للمواطن او الناخب المؤيد. وهذا يحتاج حنكة سياسية من القادة لإقناع المؤيدين لهم.
14- ان يكون الحزب وعاءً سياسياً يحتاجه المواطن للدفاع عن حقوقه وان يكون صوت الناخب في البرلمان او المجالس المحليةاو الوطنية.
15- ان يكون جميع قادته من ذوي الخبرة والكفاءة وتربطهم بالناخب علاقات قبل الانتخابات وبعدها وان لا يعطوا وعود غير قابلة للتنفيذ وهذا مما يضعف مؤيدي الحزب ويقلص ناخبيه في الدورات القادمة.
16- دقة الإدارة والتنظيم داخل مؤسسات الحزب تعطي شعور بأن هؤلاء قادرون على إدارة حكومية محلية او وطنية اما ان كان هناك خلل في الإدارة وسوء في التنظيم فقد يصبح منفراً حتى من مناصري الحزب وقد ينتهي في الاخر حتى وان كان اخلاص في النوايا.
17- ان تكون قراراتهم وبالأخص المصيرية بالمشورة لا ان يستأثر الأمين العام او مجموعة مقربة منه قرارات الحزب فالمشورة تشعر الجميع بأنهم سواسية وبأن اراءهم محترمة وقد يكون تنصل كثير من المرشحين بعد فوزهم بسبب تسلط قادة الأحزاب او عدم وجود مشورة بينهم.
18- دراسة حالة فشل الأحزاب واعداد ورقة بذلك وعقد اجتماع موسع لتدارك الأخطاء وإيجاد الحلول الناجعة وعدم تكرار الخلل.
19- الاهتمام الواسع بشريحة الشباب والشابات فهم اعلى نسبة بين الناخبين وأقلهم تمثيلا في المجالس المحلية او البرلمانية.

أهداف الأحزاب السياسية:

1/ إرساء النظم الديمقراطية داخل حدود الدولة.
2/المشاركة السياسية في الحكومة بناء على البرنامج الحزبي الذي يقرره الحزب.
3/إمكانية المشاركة في صنع القرارات السياسية سواء القرارات الداخلية كانت أو الخارجية.
4/ تفعيل دور المعارضة السياسية بناء على البرامج السياسية للأحزاب التي لم تحضى بالمشاركة الحكومية.
5/السعي لرفع الاقتصاد الوطني بهدف تعزيز القوة والمنعة السياسية للدولة، والتقليل من الفقر والعمل على رفع مستوى دخل الفرد والأسرة بحيث تتحقق الحياة الكريمة للشعب.
وظائف الحزب السياسي :
1/ تفعيل الحياة السياسية وتنشيطها ويكون ذلك عن طريق التنافس السياسي فيما بينها.
2/ طريق طرح الأفكار والبرامج السياسية، والعمل من أجل الحصول على التأييد الشعبي والحصول على قاعدة شعبية ضخمة.
3/ نشر الوعي بالمشكلات السياسية الموجودة بين المواطنين والحكومة ووضع مقترحات لحلها.
4/ نشر الاستقرار السياسي وذلك عن طريق توجيه وقيادة اتجاهات الرأي العام والسعي وراء تطلعات المواطنين والعمل على حل المشكلات في طريقها.
5/  تشكيل وتكوين أفراد يمتلكون القدرة على القيادة السياسية وذلك من خلال تدريب الحزب أعضائه على ممارسة السلطة والعمل السياسي ومن ثم ترشيحهم إلى الانتخابات العامة لتولي المناصب العامة.

مقالات ذات صلة

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
زر الذهاب إلى الأعلى
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x