مقالات الرأي

مشروع الجزيرة كعصفور في يد أطفال أشقياء قساة…!!

بقلم: شوقي بدري

 فريق كرة القدم الامريكي الذي يمثل كاليفورنيا اسمه  ،،، فورتي ناينرز ،،. الاسم يعود الى سنة 1849 عندما اكتشف الذهب في قلعة ،،ستن ،، في 1849 . ستن كان مهاجرا نمساويا على ما اذكر هرب من النمسا لأنه كان مواجها بتهمة القتل . بسبب اشاعة وجود الذهب في كليفورنيا تدفق المغامرون من داخل امريكا ومن اوربا ، كالسيل . مات  ،،ستن،، مفلسا . لم يحقق الاغلبية الساحقة الحلم في الاغتناء بين ليلة وضحاها . الا ان من استقر في كاليفورنيا نعم بحياة آمنة ورغدة عن طريق الزراعة . وبسبب غتاء كاليفورنيا قامت امريكا باقتلاعها من المكسيك  .لا يزال المكسيكيون والكثير من اهل امريكا اللاتينية يذهبون الى كاليفورنيا للعمل كعمال زراعيين . الزراعة هى اساس الاقتصاد .نحن في السودان كان من المفروض أن نستخدم فلوس         الذهبوالبترول في تنمية الزراعة ومنتجاتها لنصير قوة ضخمة عالميا . اليوم نحن شعب كسيح .

 في السبعينات كانت السويد تبني المطارات السدود الانفاق الكباري في كل العالم .تخصصت في لمشاريع الصعبة الاقرب الى الاستحالة . صناعة السويد كانت جد مميزة في الاسلحة المتطورة الطائرات الحربية ،، ساب ،، والشاحنات الجرافات التراكتورات وكل ما يخطر على البال . صار الاقتصاد السويدي مضرب المثل في القوة والنموء . الكرونة السويدية كان اعلى من الكرونة الدنماركية او النرويجية بحوالى 25 الى 30 % .

 قال لى شريكي الدنماركي فليمنق فالنتين والذي كان يكبرني بعقدين …… اننا بعد الحرب العالمية وبسبب احتلال المانيا للدنمارك والنرويج نعيش في فقر وحرمان والسويد كانت بعيدة عن الحرب توفر فيها كل شئ معدوم في الدنمارك . كان ذهابنا الى السويد يعتبر نقلة كبيرة . كانت هنالك الشوكلاتة الفاكهة والمعجنات . اليوم الاقتصاد السويدي في القمة . سيأتي يوم ستكتمل فيه البنية التحتية للدول مثل ايران الخليج امريكا اللاتينية . وسيتقلص الاقتصاد السويدي .

 بدأت في التفكير في ما قاله فليمنق . لاحظت ان الدنمارك تنتج المأكولات والمشروبات و المعدات الزراعية طلمبات الرى والادوية . اينما تذهب ستجد الزبدة الدنماركية ماركة ،، لورباك ،،ستجد شرائح ،،البيكون،، اللحم المملح . سيقول لك النادل في افخم الفنادق عند الافطار …. دو كير فور صم دينيش ؟؟ ويقصد المعجنات والبسكويت الدنماركي الذي صار معلماواسما للمعجنات . يجد الالبان ومشتقات الالبان الدنماركيةعلى قائمة المنتجات العالمية مثل البيرة الدنماركية توبورق  .عندما رفعت بعض الدول العربية شعار مقاطعة الدنمارك وعلى رأسهم الغباء الكيزاني ان 70 % من الانسلوين الذي يستخدمونه يأتي من الدنمارك.  الزراعة هى اهم شئ في حياة البشر . لان الاكل يمثل اهم شي في حياة البشر . يليه العلاج ثم السكن وبعدها تأتي الملبوسات .ثم المواصلات السياحة والترفيه تأتي في نهاية متطلبات الانسان . قال فليمينق …….سنتفوق في يوم قريب على السويد .انتقل فليمينق الى جوار ربه وتحققت نبوءتهبعد موته .

  بعد عقد من الزمان صارت الكرونة الدنماركية تساوي الكرونة السويدية . اليوم الكرون الدنماركية تساور 150 % من الكرونة السويدية . اليوم يسكن الكثير من الدنماركيين في مدينتنا مالمو لأن المساكن في السويد اجود وارخص . المرتبات تزيد عن المرتبات السويدية ب 50 % . الكثير من السويديين يعملون في الدنمارك . بين البلدين جسر ونفق . الوصول الى مطار كوبنهاجن يأخذ 20 دقيقة فقط . الزراعة هى التي طورت الدنمارك .

 درسنا في الاقتصاد السياسي ان اهم فروع الانتاج ، هى الزراعة التجارة التعدين والتجارة المباشرة . الخدمات لا تنتج الا انها تساعد فقط في الانتاج . الحلاق المغني لاعب الكرة الخ مهمون للمجتمع لانهم يجعلون حياة العامل الفلاح المعدن الخ سعداء ومرتاحين .  طبعا اليوم ظهرت ضروب جديدة في الاقتصاد منها واهمها ،،المعلوماتية ،، الخ .

 مشروع الجزيرة كان عصب الاقتصاد السوداني، كان يمول كل شي في السودان من تعليم صحة والبند الاول الذي هو المرتبات الى الدفاع الامن الخ. نقرأ أن اليوم ان مشروع الجزيرة يتسول التمويل ….. جيتك يا عبد المعين تعيني لقيت يا عبد المعين تتعان . اين البنك الزراعي السوداني الذي كان اكبر قصة نجاح . لقد تم تمويل المشاريع الزراعية الضخمة التي انتجت البقوليات الذرة والذهب الابيض القطن  . كما تم تمويل الزراعة المطرية التي كانت ىتنتج 60 نوعا من الذرة التي يعتمد عليها حتى جيراننا .

 البنك الزراعي كان على رأسه رجال ذهبوا بعد ظهورمن لا صلة لهم بالبشريةكرجال النقاذ. السابقون مثلوا الامانة البعد عن الفساد النهب والسرقة وما مثلته  الانقاذ . صار على رأس البنك الزراعي اول وزير مالية وهو الذي رفض لقب البيه ومخصصاته من الملك فاروق لعدم موافقته على سياسة الملك فاروق التي جعلت الباشوات تجثمون على صدر الشعب المصري المغلوب على امره . بعد انقلاب عبود فقد الوزير منصبه وخلفه رجل امين آخر هو عبد الماجد احمد . صارحماد توفيق مديرا للبنك الزراعي الذي مول المشاريع الخاصة لانتاج القطن وغير القطن . سكن حماد توفيق في منزل للايجار يمتلكه العم احمد مالد ابو عكاز ، في العباسية شمال ميدان الربيع . تصور ……

 عندما وصل حماد توفيق الى سن المعاش لم يكن مرتبه يكفي وهو الرجل الذي كان في امكانه اذا كان كوزا ان يصير من اكبر الاغنياء . انتم تبحثون اليوم عن ممول لمشرع الجزيرة .  السبب هو أن حماد توفيق الذي مول اغلب الزراعة في السودان ، ذهب الى المحامي صغير السن والذي عين له كموظف للامور القانونية عندما كان وزيرا للمالية . ذلك المحامي و اغتنى في سنين الاغتراب الاولى في الامارات هو الاخ احمد دريج الرجل المتواضع والذي كان اصغر وزير في حكومة السودان المنتخبة وحاكما لدارفور. احمد دريج كان فخرا لاهل دارفور جميعا بما فيهم من يصفون اليوم انفسهم بالعرب ويفتكون بالزرقة .

 الوزير السابق حماد توفيق ذهب طالبا من احمد دريج ان يعطيه وظيفة محاسب في احدى شركاته …. تصور الوزير حماد توفيق كما اوردت عدة مرات قد شاهده صاحب سيارة وهو على وشك ان يدخل محلات على حامد لادوات الموسيقية تأجير الميكروفونات الخ في ميدان الحرية في امدرمان ،، البريد او البوستة ،،اليوم. الوزير كان يحمل راديو ترانستور. طلب صاحب السيارة من العم حماد توفيق ان ينتظره لتوصيله الى منزله . عندما عاد صاحب السيارةلم يجد الوزير وسأل عن الرجل الذي احضر الراديو لاصلاحه ، عرف أن الوزير قد احضر الراديو لبيعه لانه يحتاج للفلوس !!! اترون اليوم الفرق بين الرجال والنساء قديما؟؟  اليوميسرح ويمرح امثال اسامة خليفة داؤود، طه ، فكي جبريل وكل الخونة في بلدنا . يكفي أن الامارات تمتلك بنك الخرطوم الذي كان في احد ايام اكبر بنك في السودان ولا تستطيع الحكومة السودانية التدخل في سيطرة البنك على قطاع كبير من الاقتصاد السوداني . وهؤلاء الخونة قي اعطوا الامارات بون وجه حق اتفافية ميناء ابو عمامة وارض سودانية تساوي اضعاف مساحة كل الامارات . يجب ان اذكركم للمرة العشرين ان هنالك وثيقة وضعتها الحكومة الديمقراطية الخيرة في الامم المتحدة ،وان اى اتفاق او معاهدات تحت ظل حكومة سودانية غير منتخبة ديمقراطيا لا قانونية لها . لكن اين هى الحكومة السودانية المنتخبة ؟؟ المضحك المبكي أن الدكتور عبد الله على ابراهيم والسباح كيجاب وآخرين منهم ياسر عرمان قد شاركوا في مهزلة انتخابات رئاسة الدولة التي تعرف حتى الدلاليات وستات الودع وستات الطعمية انها مسرحية سخيفة . لاليبب ان البشير لن يخسر و ان الكرتلة مفتوحة والفائز معروف .هل ستأتي الأحزاب التي اكلت في موائد الانقاذ وتدين انفسها لانها كانت مشاركة مع الانقاذ ؟؟ لهذا انتقدنا الاحزاب خاصة الشيوعيين لمشاركتهم في برلمان الكيزان . نحن لا نزال نبحث عن الاجابة ؟؟لماذا نفرط في الوطن ؟؟

مارست بعض المهن من باب التعرف بالدنيا امثال الميكانيكة النجارة النقاشة العجلاتية عملت كنواتي صائد سمك وتربال . توجد مقالات تحت شوقي بدري نحن العتالة ، نحن الترابلة المركب والطوف . كتبت كثيرا عن الزراعة مشروع الجزيرة والمشاريع الزراعية العملاقة الخاصة والتي تواجدت فيها بطريقة راتبة في الاجازات المدرسية وعند الحضور الى السودان في الاجازات الجامعية .عمل الدكتور كمال ابراهيم بدري كمفتش ثم باشمفتش في الجزيرة بالرغم من انه جامعي كان يحب عيشة ،،الخلا ،،وربما لانه لم يكن كبقية الافندية ،لا يشرب الخمر لايدخن . كنا نذهب اليه في الاجازة المدرسية في تفاتيش الجزيرة مثل شاع الدين ،الخشيم ،استرحنا والعديت . في نهاية الاسبوع كنا نذهب الى ما كان يعتبر صدمة حضارية حتى بالنسبة لنا ابناء العاصمة . بركات كانت نظيفة منظمة بها من الحدائق الغناء وملاعب التنس ونوادي رائعة تمارس فليها مباريات البلياردون ،الاسنوكر ،الروندس ،الكريكيت ومباريا ،، الدارت ،، التي تمارس في كل مكان في بريطانيا واروربا وهى عبارة عن دائرة بارقام وسهام صغير تقذف باصابة الى الارقام والفوز . اصطحبت معي المحامي بيرتل لياندر كدعوة شخصية مني لما كان يقدمه للسودانيين من خدمات جليلة وكان لا يتعامل مع قضايا السودانيبن كاحصائيات فقط. المحامي بيرتل لياندراستقل الفرصة وكان يمثل بطريقة غير رسمية البرلمان السويدي وجمعية اللوينز الخ .زيارته الى السودان للحصول على فهم لما يحدث في السودان في ايام الدميقراطية الاخيرة . وصلنا الخرطوم في يوم 13 ديسمبر 1986 . عندما دخلنا الى رئاسة مشروع الجزيرة في بركات صار ،،بيبرتل ،،يركض في كل الاتجاهات ولا يصدق نفسه . كان يقول لي لماذا الخرطوم ليست بهذا الجمال ؟ انظر الى هذه الورود والاشجار، المسطحات الخضراء يا لروعة الجو والشمس المشرقة هذا ما نحلم به في السويد ،،،، الشمش …..الشمس مع الهواء العليل . لماذا لا تنمى السياحة عندكم في الشتاء ؟؟  طفنا الجزيرة وذهبنا الى مرجان وشاهدنا الورش، والامكانيات الهائلة ولم يصدق بيرتل الذي كان في بداية حياته مرشدا سياحيا في اسبانيا واليونان للسواح الاسكندنافيين . بعدها ذهبنا الى النيل الابيض وقضينا يوما كاملا في مصنع كنانة للسكر والذي كان من اكبر مصانع ومزرعة في العالم .شاهدنا مزارع قصب السكر الذي تذوقه بيرتل لاول مرة وهو غير مصدق . عاد لياندر ليكتب اعظم تقرير عن اهل السودان والامكانيات الهائلة ونصح السويديين والاسكندنافيين بالاستثمار في السودان . ولكن اتى الطوفان في شكل الانقاذ . مثل ابن بلده سكرتير الامم المتحدة داق هامرشيلد كان بيرتل لياندر مسحورا بالسودان واهل السودان ؟ بعد زيارة همرشيلد للسودان مشاهدته مشروع الجزيرة اكبر مزرعة في العالم تحت ادارة واحدة ، بهره الانضباط في العمل المواصلات النهرية الطائرات السكك الحديديبة العلاج والتعليم ،،المجاني،،قال همرشيلد  …. السودانيون هم القاطرة التي ستدفع بتقدم افريقيا . الا اننا قبلنا ان نكون خدم العرب …… سوداني وبس وخليك من الهم .

   احد كبار الزوار الكويتيين حضر الى السودان في الخمسينات ، وأرادا ان يتعرف على السودان . اخذوه في طائرة سيسنا وطلبوا من الطيار ان يطير منخفضا فوق مشروع الجزيرة بكى المسؤول الكويتي وقال كل ما نمتلك من مال لا يمكننا ان نمتلك مثل هذا المشروع ، الارض الشاسعة الانهار الخزان الخ . اليوم كل السودان غير مملوك لاهله . حكومة مصر تحتضن المجرمين امثال قوش وبقية الملفوظين من الشرفاء في السودان  . لقد احتضنوا من قبل عميلهم الاكبر جعفر ود آمنة الذي لفظه الشعب السوداني عن اقتناع ؟؟

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 ساعيد عليكم ما كتبته وشاركني آخرون في الكتابة والتعليق عن مشروع الجزيرة .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 كركاسة

 لقد طالبنا منذ البداية باعتقال البشير وبقية المجرمين الذين فتكوا باهلنا في دارفور جنوب النيل الازرق الجنوب وجبال النوبة . طالبنا منذ البداية بتطبيق البند السابع ولا نبالي اذا وصفنا بكل الاوصاف القبيحة.

 ……….. من بنود البند السابع المحافظة على حدود السودان ………… حدود السودان عند الامم المتحدة هى ما وافق عليه مجلس الامن والجمعية العامة . سلمت الخرط والمساحة بالمليمتر الواحد والموثق حسب خطوط الطول والعرض . نفس هذه الوثائق والخرط سلمت لمنظمة الوحدة الافريقية كما سلمت الى الجامعة العربية ومركزها ،،الثابت ،،مصر . مصر وكل الدول قد وافقت على المساحة والخرط المقدمة والموقع.

    اثيوبيا مصر والسودان قد اتفقوا مع شركة عالمية بعد دفع مليون دولار من كل دولة . الغرض كان دراسة بخصوص سد النهضة . رفضت مصر استلام الدراسة التي دفعت لها من فلوس الشعب المصري الغلبان . السبب هو أن الشركة لا تستطيع ان تضع نفسها في وضع يفقدها مصداقيتها وقد يعرضها للقضاء المساءلة لاستخدام خرط غير معترف بها كما تريد مصر . لماذا تحتل مصر نتوء حلفا حلايب شلاتين ابو رمادي الخ ، ولا تتحرك حكومتنا ؟؟ الفشقة الصغرى والكبرى موجودة داخل حدود السودان . اين المشكلة …؟؟  انا أظن ان المشكلة هى الحكومات السودانية الجبانة وعملاء مصر الامارات والسعودية !!! انتو شن قولكم  ؟؟؟؟

 رقعة

 لماذا بعد نضال طويل تم تكوين مفوضية الحدود برئاسة الخبير القانوني الدولي الدكتور معاذ تنقو . لماذا وفجأة تم القاء المفوضية وابعاد البطل الدكتور معاذ تنقو في هذه الايام ، خاصة بعد ان افحم الصحفيين المصريين والخبراء في مناظرات في الاعلام العالمي والمحلي ؟؟؟  محمود يريد أن يعرف !!

 شوقي

مقالات ذات صلة

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
زر الذهاب إلى الأعلى
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x