مقالات الرأي

صهيل الخيل: الجنرال ياسر العطا يسيء إلى دول وشعوبها وحكوماتها

بقلم: د/ عبد المجيد عبد الرحمن أبو ماجدة

 
                 “1”

منذ انْ اعلن جنرالات الجيش وفلول النظام المباد وقادة الحركة الاسلامية الحرب على قوات الدعم السريع في المدنية الرياضية وسوبا والقيادة العامة واعلان قادة الحركة الاسلامية في الافطارات الجماعية في رمضان قبل الماضي من العام 2022م بانهم سيعلنون الحرب ويقودنها بانفسهم إذا وافق المجلس السيادي الانتقالي التواصل مع المجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير (قحت)  واعادتهم للحكم مرة اخرى .

فمن خلال هذه التصريحات إتضح جلياً للشعب السوداني وللمجتمع الاقليمي والدولي باكمله بانّ قرار الحرب واوامر القتال والهجوم على قوات الدعم السريع في مقراتها ومعسكراتها ليست في يد قيادة الجيش الشرفاء ولكن القرار بيد قيادات الحركة الاسلامية بتنظيمهم “الارهابي” والدليل على ذلك التصريحات التي يطلقها قادة هذا التنظيم الارهابي في الفينة والاخرى مهددين ومتوعدين بالحرب والقتال .

” راجع تصريحات اللواء امن انس عمر والدكتور محمد الجزولي الداعشي”

إنّ هذه التصريحات التي يطلقها هؤلاء الفلول وقيادات الحركة الارهابية لا تراعي الاعراف الدبلوماسية ولا لخصوصية العلاقات بين الشعب السوداني وشعوب الدول الاخرى التي تربطها علاقات ازلية مع الشعب السوداني منذ القِدم .

               " 2"

إنّ التصريحات التي يطلقها قادة الجيش وخاصة الجنرال ياسر العطا قد اصابت الدبلوماسية السودانية في مقتل بل زادت من حدة الخلافات بين قيادات الجيش خاصة بين الجنرال الكباشي والجنرال ياسر العطا نفسه و الذي اتهم فيها دولة الإمارات صراحة “بالمافيا” وبانها دولة تمشي على خطى الشر .

إنّ تصريحات ياسر العطا هذه و التي وصف فيها الإمارات بدولة “مافيا” وأنها تحب الخراب وتمشي خطى الشر خطيرة للغاية وتضعه في خانة الشخص غير المسؤول ويفتقد الى صوت الحكمة والكياسة ومثل هذه التصريحات لاي مسؤول في ايّ دولة اخرى تحترم الدول والشعوب يمكن ان تعرض من اطلقها للمساءلة والمحاسبة .

معلوم انّ الجنرال العطا يشغل منصب رفيع في المجلس السيادي الانتقالي وبعد الحرب اصبح مساعداً للجنرال البرهان و المسؤول العسكري الاول عن منطقة ام درمان العسكرية الكبرى التي تمتد من السلاح الطبي وسلاح المهندسين الي منطقة كرري حتى منطقة وادي سيدنا العسكرية .

إنّ الأزمة الدبلوماسية الكبرى التي اختلقها الجنرال العطا داخل الجيش بعد تصريحاته المسيئة لدولة الامارات وقبلها اساءته لدولة كينيا والشعب والحكومة الكينية وكذلك اساءته لدولة تشاد تدل على عدم الحصافة واللباقة لبعض جنرالات الجيش خاصة اؤلئك الجنرالات “المادلجون” الذين ينتمون لتظيم الاخوان المسلمين الارهابي .

هناك مصادر عليمة كشفت بانّ إستخبارات الجيش تلقت توجيهات بعدم بث مقاطع خطاب الجنرال ياسر العطا في قاعدة وادي سيدنا العسكرية وذلك لإحتوائها على اتهامات صريحة لدولة الإمارات العربية واتهمها صراحة بانها تقوم بتقديم الدعم اللوجستي والعسكري لقوات الدعم السريع ووصفها بمحور الشر وتوعدها بشرٍ “مستطر”

بيد انّ هناك ضباطاً كباراً في جهاز الامن و المخابرات هم من قاموا بتسريب فيديو الجنرال العطا وقاموا بنشره لخلق بلبلة وسط قيادات الجيش .

          "3"

إنّ تصريحات الجنرال العطا قد اربكت المشهد السياسي والعسكري والدبلوماسي على الصعيدين الداخلي والخارجي واثرت في سير العمليات الحربية كما اشارت مصادر مطلعة إلى نشوب خلافات حادة بين كبار قيادات الجيش وجنرالاته الذين يقودون هذه الحرب وإمتعاطهم من تصريحات الجنرال العطا وميله لإرضاء اشواق قيادات الحركة الاسلامية المطالبة بتجريم دولة الإمارات دون مراعاة للاسس والاعراف الدبلوماسية ووجدت تصريحات العطا التى تم توزيعها على نطاق واسع بعد التركيز على وانتقاداته اللاذعة لدولة الإمارات وجدت رواجاً واسعاً وتعليقات من قبل الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي .

كما يشير المراقبين للشأن السياسي والامني والعسكري السوداني بانّ قيادات الحركة الاسلامية وعضويتها قد احتفوا واحتفلوا بتصريحات الجنرال ياسر العطا وحشدوا الاشادات والثناءات له بل وصفوه بالقائد الهمام كما وصفهوه بالبطل .

إنّ تصريحات الجنرال العطا تجاه الدولة الكينية وحكومتها وشعبها جعلت الجنرال البرهان يذهب الي كينيا ويقدم الاعتذار للرئيس الكيني وليم روتو وحكومته وشعبه على تهديد ووعيد الجنرال ياسر العطا لبلاده وأوضح الجنرال البرهان للرئيس الكيني وليم روتو بانّ تصريحات ياسر العطا لا تمثل موقف رأس الدولة .

             " 4"

اثارت التصريحات المسيئة من قِبل ياسر العطا للامارات غضب الجنرالين البرهان والكباشي سيما وانّ الاول اضطر للاعتذار للرئيس الكيني خلال زيارته إلى نيروبي على خلفية تصريحات ياسر العطا المنتقدة والمتهمة للرئيس الكيني وليام روتو ولجيشه بدعم الحرب في السوددان .

إنّ الجنرال العطا كان يقصد ما يريد من تصريحاته المسيئة لدولة كينيا وهي دولة عضوة في الامم المتحدة وكان زعيمها الراحل “جومو كنياتا” من الزعماء الافارقة القلائل الذين كانت لهم بصمات واضحة في القارة الافريقية وكانت إسهاماته كذلك لا تخطئها العين في منظمة دول عدم الانحياز ومنظمة الوحدة الافريقية .

يرى الكثير من الخبراء العسكريين والامنيين للحرب الدائرة في السودان بانّ تصريحات الجنرال ياسر العطا ما هي إلاّ تعبيراً عن سخطه من سحب ملف العمليات العسكرية منه في منطقة امدرمان العسكرية الكبرى بعد فشله الواضح لادارة الملف العسكري والعملياتي واسناد المهمة للجنرال ادم هارون خصوصاً بعد توبيخ البرهان وإلقاء اللوم على العطا وذلك باعتماده على التصريحات والوعد والوعيد لقوات الدعم السريع دون أن يقابل ذلك عملاً عسكرياً وعملاتياً على ارض المعارك الأمر الذي خلق فجوة بل “هوة” عميقة بين الجيش والشعب .

يرى الخبراء العسكريين بانّ الجنرال العطا سيظل في تماديه سادراً في غيه لاحراج البرهان وقيادة الجيش وذلك من اجل ارضاء قيادات التنظيم في الحركة الاسلامية وقيادات المؤتمر الوطني المحلول .

كما يرى الخبراء والمهتمين بقضية الحرب في السودان ضرورة المساءلة والمحاسبة بشأن تصريحات الجنرال العطا المسيئة للدول والحكومات وشعوبها .

إنّ ما صرح به الجنرال العطا كان لازماً على قيادة الجيش محاسبته من دون مراعاة لوضعه الدستوري وشغله لمنصب مساعد رئيس مجلس السيادة الانتقالي
إنّ جنرالات الجيش فقدوا الاتزان والكياسة واللباقة عندما راهنت هذه القيادة العسكرية علي استعداء المجتمع الاقليمي و الدولي بعد خسائرها الفادحة في الحرب وعدم قدرتها علي جذب التعاطف الاقليمي والدولي بعد أن اكتشف العالم بأنّ الحرب يقودها فلول النظام المباد وعناصر الحركة الاسلامية “الارهابية” .

إنّ تصريحات الجنرال العطا واساءته لدول شقيقة وصديقة ووصفها بدول الشر وتارة اخرى بالمافيا تمشي على خطى الشر كما وصف شعوبها وحكوماتها باوصاف لا تخرج من رجل الشارع البسيط العادي ناهيك من رجل جنرال افنى زهرة عمره وشبابه في المؤسسة العسكرية ذات الانضباط العالي وإنتقاء الكلمات والالفاظ كما انه جنرال حصد الميداليات الذهبية والاوسمة والنياشين الرفيعة تخرج منه عبارات وكلمات مسيئة لدول جارة وصديقة وشقيقة لديها علاقات وطيدة مع دولة السودان وبينها وبين الشعب السوداني اواصر مشتركة ومصالح ومنافع ويربطهم معها وشائج ورباط إنساني مقدس.

كاتب وباحث سوداني

Abdulmajeedabo@gmail.
com

مقالات ذات صلة

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
زر الذهاب إلى الأعلى
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x