مقالات الرأي

لا هذ ولا ذاك…!!

بقلم: عبد الرازق يحيى (رزقا)


يعيش السودانيين اليوم في مرحلة مفصلية من تاريخهم الحديث ، بعد ان أخطا الآباء المؤسسين لاكثر من حقبة في تكوين الدولة بمفهومها الحديث ، وبعد ان شبعت جغرافية التي نطلق عليها السودان من الموت والدمار والخراب وعانت من جميع أشكال البؤس والمعاناة وباندلاع فتيل هذه الأزمة منذ الخامسة عشر من ابريل انقسمت الشعب الي فئتين كمن يناصرون مباراة كرة القدم هناك من يؤيد الجيش الذي اطلق على معركته جزافاً ب-الكرامة ،وآخرون يدعمون الجنجويد بدوافع محاربة دولة ال56.
يتفق معظم الشرفاء في شعار الذي انتجه الثورة والذي هتف به (الجيش جيش الكيزان الجيش ما جيش السودان . وأخرى معليش معليش ما عندنا جيش) وبنفس المنوال ( العسكر للثكنات والجنجويد ينحل ، وما في مليشيا تحكم دولة ).
السؤال الموضوعي هل تناسى السودانيين كل هذا وفقدوا إرادتهم في التعبير عن مصيرهم وينتظرون فرض إرادة إحدى القوتين؟ ام هي خيبة امل بعد فشل الثورات المتراكمة واصبحت أهدافها بعيدة المنال؟
المنطق السوي لا يشجع على الصراع مهما يكن ولكن موقف التأييد لكلا الطرفين نوعاً من الاضطراب النفسي بدوافع البقاء والعيش تحت رحمتهم والذي ينتج حالة التشوه بما يعرف بالتناقض الوجداني.
الصراع الدائر يعتبر الاعنف في تاريخنا الحديث وهي الأشمل على الإطلاق ولكن ما هي الدروس المستفادة منها ؟ وما هي سبل عدم تكرارها ؟
في ذاكرة ديسمبر المجيد خرج الملايين من السودانيين منادين بحرية وعدالة وسلام وحكم مدني وتحول ديمقراطي هل كنا نؤمن بها ام كانت مجرد شعارات براقة…
الحالمون بان مليشيات الجنجويد والجيش في صراعهم من أجل السلطة بتحقيق مكاسب ثورتهم اكذوبه وبهتانا عظيم في حق الإنسانية. واذا ما سمحوا لهم بتسويتها على حسابهم عليهم ان يختاروا أماكن أخرى تأويهم .
هناك خطوط تشابك في هذا الصراع الدائر ما بين هو محلي إقليمي ودولي وتقاطعات مصالح ايضاً ،والخاسر الاكبر هي إنسان السودان وربما تقليص جغرافيته وتفككها وانهياره التام ..
هذا الصراع سيكشف الكثير والكثير من هم المتورطون والمتواطئين كذلك ؟وليعلم الجميع انها معركة الفلول فيما بينهما في خلاف صريح ومحتوم اي الحرس القديم لنظام الجبهة الاسلامية وان دولة ال56 وهم تاريخي ،،، والكرامة أسطورة متخيلة.

مقالات ذات صلة

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
زر الذهاب إلى الأعلى
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x