مقالات الرأي

تهميش المراة السودانية

بقلم : محمد سليمان حامد

تهميش المرأة واحد من القضايا المهمةفي السودان ويعد محورا أساسيا ، ويدخل ضمن الأزمات الكلية للدولة ، وبالأخذ في الإعتبار أن المراة ركيزة أساسية في المجتمع بتتعدد إهتماماتها في المجالات المختلفة للحياة اليومية ، ولا تختلف في مسؤوليتها وقضاياها بكونها مختلفة جنسيا ولكن للوضعية المختلة لطبيعة حياة المرأة في المجتمعات المختلفة خصوصا والتي أفضت بنتائج سالبة عبر عنها المهتمين بالشأن العام لطبيعية الحياة الإجتماعية وعرفتها بإشكاليات المرأة او قضاياها لا سيما وان معاناة المرأة واحدة من القضايا التي تصاغ ضمن الاطار الكلي لاشكاليات المرأة .

. السودان حاله كغيره من البلدان المتخلفةالتي ظلت المرأة فيها تعاني من مشكلات كثيرة جدا ولأسباب عديدة منها اسباب تاريخية لها علاقة بوضعية المرأة في المجتمع طبقا للموروث الثقافي والتحولات الدينية لاعتبارية أن الشعب والمجتمع السوداني عرف نفسه تاريخيا بانه مجتمع ديني ، وانعكس ذلك حتى علي مستوى الحياة الإجتماعية والسياسية الحديثة للدولة ، حيث منعت المرأة كثير من الانشطة المهمة مثل التعليم ، وحقوق المشاركة ، وحق التعبير الفئات الاجتماعية في أقاليم السودان مثل دارفور وجبال النوبة وغيرها من الأقاليم المهمشة في الخارطة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية في السودان و هذه الفئات الاجتماعية المهمشة تلعب مهمة المجمله في حراك السوداني لكنها حسب السياسية السودانية ظلت مهمشة ٠
المرأة السودانية تمثل النموذج الفعلي لتلك الفئات الاجتماعية التي طالها التهميش الممنهج ٠

دورة المرأة التاريخي في بناء الدولة السودانية وكيف أن العقلية الذكورية سعت إلى أقصاها من مواصلة دورها الوطني التي لعبته في الحقب التاريخية الماضية فإذا كانت تهميش الأقاليم قائمة على أساس الجهوية والعرقية الا ان أسباب تهميش المرأة يعود إلى الاستعلاء الذكوري و النظرة الدينية عموماً للمرأة ٠

يبدو أن التهميش و سياسات الإقصاء اللذان يجريان في الأقاليم وما تواجهها المرأة السودانية من تهميش وإقصاء هو قطعا سياسات مبرمجة رغم الإمكانيات التنموية الكامنة في كل أقاليم والمرأة ٠

هذا دليل كافي على أن القائمين على أمر البلاد أناس مطاميس البصر والبصيرة الذين ساد لهم ضعف القدرات الإدارية لأن منطق الامور يستنتج أن استغلال تلك الإمكانيات الكامنة بالوسائل السليمة ستمكن الدولة السودانية من النهوض إلى مصافي الدولة المستقرة ٠

تاريخ المرأة السودانية و المنجزات العظيمة :_

المرأة السودانية لديها القدرة على علي ادارة الدولة بمهارة فائقة و أسهمت مع الرجل على قدم المساواة في بناء الدولة السودانية في عهده الممالك القديمة ٠
المرأة السودانية ساهمت في تأسيس و بناء الدولة السودانية الحالية و كانت في تاريخ ما قبل الميلاد اما في العصر الحديث فقد برز دور المرأة كمستشارة من الطراز الأول في البلاط الملكي في السلطنة الزرقاء و في تقلي ودارفو؛ و في السلطنة دارفور كانت للمرأة مكانة عالية في السلطنة الاستشارية و التنفيذية ٠

لم يقتصر دورة المرأة في السياسة و الأعمال المدنية بل امتدت إلى العسكرية خوض المعارك هذا ما كان في الماضي؛ اما في زمننا هذا أضحت المرأة المتعلمة كالرجل تماما في شتى مجالات المعرفة فهي مهندسة وطبيبة وقاضية و مستشارة و باحثة و غيرها من المجالات ٠
وفي المجال السياسي و الاجتماعي أسست المرأة السودانية اول نادي نسائي(رابطة الفتيات المثقفات) في عام ١٩٤٧ و عام ١٩٥٣ نالت المرأة السودانية حق التصويت في الانتخابات؛ اما في المجال العلمي والبحث حققت اول امرأة استاذة في الميكروبات والطفيليات في كلية الطب بحصولها على جائزة الإنجاز العلمي للقرن العشرين و كذلك اول اختراع إبداع علمي مميزة على نطاق العالم في الزراعة كشف عن بزور قصب السكر؛ نظرا لأهميته الاقتصادية و العلمية و غيرها من المخترعات في المجال العلمي ٠

أردت أن أوضح بهذه المعلومات أن المرأة السودانية ذات أهمية كبيرة في كل مجالات الحياة اليومية ٠
منذ فترة الستينيات كانت المرأة لها الحق علي الحصول في المعاش و الرواتب العمل المتساوية مع الرجل و هذا التفوقات و الإنجازات التي سارت بشكل مدرج رغم بطئها؛ خاصة عندما نعلم المرأة ٠
بدات التعليم المدرسي الحديث عام ١٩٠٧ الا أن تلك الإنجازات بدأت في الانتكاسة في عهد الحكومة الجبهة الإسلامية و السيطره الإسلام السياسي على كل مفاصل الدولة و معها انتشرت جماعات السلفية ٠

تقليديا تقوم علاقة الرجل بالمرأة على اعادة انتاج الجنس البشري ومن تلك العلاقة نشأت الاستعلاء الذكوري و التعامل الدوني للأنثى من أجل سيطر عليها في إشباع رغبات الذكورية ٠
التطور الحضاري الهائك للإنسانية لا يزال الرجل يتواصل في إتباع السلوك الغريزي ورجوع نفسه إلى عصر حجري
تميزت الإنسان مع سائر الحيوانات بوجود العقلي وهو اعظم شيء في الإنسان و بدون العقل أصبح حال الإنسان مثل حيوان تماما للتكاثر فقط ولا ادري كيف كان وسيكون حالة الإنسان اليوم من دون اكتشافات الحالية الناتج عن استخدام الأمثل للعقل؛ بما في ذلك الطب كيف تمارس و بالطبع لم يكن متغيرا عن حالة اي حيوان في الغابة؛ بعد التقدم الحضاري يريد الرجل السوداني أن يعيد الإنسان إلى عصر الغابي وذلك باستقلال الحديث ليهيمن على الحرية المرأة و كيف يفهم توجهات السلفية المتزايدة و دعواتهم إلى تحريم المرأة دخول الجامعات وعدم جواز مقابلة الاطباء لتلقي العلاج و التعاطي مع الامراض باستخدام علاج الشعبي و الرقية الشرعية و في فترة من الفترات أصدرت جماعة السلفيين بفتوى جهاد المناكحه في سوريا؛ و هذا الغرض منها إذلال المرأة في مقام نفسه و استخفاف بالعقل البشري ففي عقول هؤلاء لا ينظرون للمرأة الا بمنظار انها أله للاستمتاع الجنسي ٠

ان خطاب الديني الراهن وليس بالضرورة خطاب الجبهة الإسلامية؛ خطاب لا يعبر عن الدين بقدر ما يعبر عن رغائب الذكور الفحول في هيمنتهم على النساء ٠
فإن إذلال المرأة لا يرسخه الدين ولا يدعو له فهو محاولة زائفة للإبقاء على الدكتاتورية الجماعية المتأصلة في نفوس الذكور و هذا الدكتاتورية الذكورية تجعل من الرجل سيدا على المرأة ٠
التاريخ استقلال الدين في السياسة السودانية :_
منذ الدولة المهدية هي أول من استقلت الدين في السياسة فالحركة المهدية قدمت نفسها كحركة دينية يأتي الالهام فيها كأحد مصادر التشريع الدين و فرضت الدولة على المرأة الحجاب و حرمتها من مصافحة الرجال وكذالك منعتها من خروج للجهاد الا بعد السن اليأس؛ بهذا تكون الدولة المهدية أحدثت تغيير جزريا في البنية الثقافية للمجتمع ٠

بل دخول فكر الشيعي و انتشاره بصورة مريبة في السودان نجد مقابل لذلك تناقص في انتشار الطرق الصوفية التقليدية وسط أجيال الجديدة و كذا ضعف في فكرة التجديدي لمواكبة العصر وهذا التطور مريبة للسلفية والذي يشكل مصدر قلق حقيقي لمستقبل السودان ويقودنا بأن نخلص الحريات في السودان ومعها تطور البلاد ستكون في مهب الريح ٠
فالفكر السلفي الذي يركز على نقص عقلانية المرأة و ضعف إمكانية تعليمها في كل مجالات علمية بهذا الفكرة قائم على تفسير خاطئ للإسلام يعمل على قتل قدرات المرأة فيحاصرها و يمنعها من النهوض و التطور ٠
الحديث في المساواة الرجل والمرأة قصد من إثبات أنهما متساويين في قدرات العقلية بالتالى يجب أن يكون للمرأة الحرية الكاملة في اختبار نوعية التعليم وحرية اختبار العمل التي يمكن أن تقوم بها ٠

في ظل حكومة جبهة الإسلامية تكون المرأة اكثر فئات الاجتماعية التي عانت من شرورها؛ فإن المرأة أكثر فئات الاجتماعية جدارة فإن مفهوم العقد الاجتماعي الذي يلبي حاجاتها وتطلعاتها للحرية و مشاركتها الحقيقة للاستقرار والتنمية البلاد؛ بناءاً على إنجازات العظيمة التي حققتها المرأة السودانية إدارياً و فكريا وابتكاريا فضلا عن فشل الرجل السوداني و تماسك وحدة البلاد ناهيك عن النهضة وجاء الوقت للمرأة السودانية عن تتقدم و تقود بلادها لمصاف الدولة المتحضرة؛ فقد برهنت المرأة السودانية منذ وقت مبكر أنها تملك كل قدرات الإنسانية الابتكارية في مجالات العلوم المختلفة هذه القدرات ليس بأقل من القدرات الرجل ان لم تزد؛ إضافة لتلك أسباب المجتمعية وهناك اسباب آخر في السؤال التالي هل بالإمكان أن تحصل ما حصل وما تزال من الاغتصابات والابادات الجماعية وتطهير الثقافي و إرسال الفتيات السودانيات إلى سوريا والعراق وغيرها ليكن تحت سيطرة (داعش ) واستقلالهن في العبودية الجنسية إذا كان على رأس الدولة السودانية امرأة؟ بالطبع لا لأنها لو سمحت بذلك سيكون موقفها هذا ضد فطرة الطبيعة في أن ترى رئيسة الدولة جدتها و امها و اختها و بنتها و غيرها تغتصب و في يدها سلطة إذا جاء الوقت ان تتقدم المرأة السودانية لوقف الاغتصابات و الابادات الجماعية حتى تقود بلادها لينعم بالسلام الدائم والتنمية و الرفاهية.

مقالات ذات صلة

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
زر الذهاب إلى الأعلى
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x