مقالات الرأي

قراءة في إتفاق وقف إطلاق النار وجدواه (4)

بقلم: آدم موسي أوباما

دخلت الحرب بين الجيش والدعم السريع الشهر الثاني بالرغم من المجهودات التي بذلت من قبل الوساطة السعودية الأمريكية، للتوصل لإتفاق لوقف إطلاق النار دائم، توصلت الوساطة إلى ٩ هدن إلا أنها فشلت في حمل طرفي الصراع (SAf and RSF لوقف دائم لإطلاق النار يمكن من إغاثة المتضررين في العاصمة والولايات. طرفا الميسرين، المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية، توصلا لهدنة عاشرة، تم الإعلان عنها يوم السبت الموافق 10مايو ٢٠٢٣م، نجحت في الخرطوم بدرجة كبيرة، لأن الوساطة حددت آليات رقابة لها، إضافة للعقوبات التي فرضتها وزارة الخزانة الأمريكية علي شركات الجيش والدعم السريع.
وهددت الوساطة بتعليق المفاوضات، وربما واجه الطرفان عزلة دولية، والمعروف أن الولايات المتحدة الأمريكية لديها أوراق ضغط، يمكن أن تستخدمها ضد البرهان وحميدتي معا، وهي تمسك الآن بالعصاة والجزرة،
في الوقت الذي أعلن فيه البرهان أن السيد فلوكر بيرتس شخص غير مرغوب فيه، كشفت الأمم المتحدة، عن طريق المتحدث بإسمها (سفتيان) أن مبدأ الشخص غير المرغوب فيه، لاينطبق علي موظفي الأمم المتحدة. وكذلك أعلنت الأمم المتحدة أن مبعوثها الخاص فلوكر بيرتس سيدير مهمته من نيروبي وأن الأمم المتحدة في نقاش مع السودان لتسهيل توصيل المساعدات الإنسانية للمتضررين، بالإضافة إلى قضية عودة فلوكر، لمقر عمله بالسودان. وعقد قادة الايقاد أمس الموافق 12 يونيو 2023م قمة في جيبوتي، لبحث قضية السودان، وأعلن الرئيس الكيني السيد وليام روحو عن مبادرة هيئة الإيقاد بشأن الأزمة السودانية تتضمن لقاء بين رئيس مجلس السيادة البرهان وقادة جنوب السودان في وكينيا وجيبوتي.
وقال إن الإيقاد تبحث فتح مسارات إنسانية بين طرفي النزاع في السودان، خلال أسبوعين مؤكدة أنها ستشرع خلال ثلاثة أسابيع في إدارة حوار وطني بين قوي مدنية سودانية لبحث الأزمة.
ومن جانب آخر وصل السيد مالك عقار إلى جيبوتي وقال في كلمته أمام قمة الإيقاد بأنهم يريدون إنهاء الحرب وإيصال المساعدات الإنسانية، ورحب بخارطة الطريق التي بدأها السيد موسي الفكي رئيس مفوضية الإتحاد الإفريقي. وحذر رئيس المفوضية موسي الفكي من إمكانية إنزلاق السودان إلى حرب أهلية وانهيار الدولة، حال استمرار القتال بين الجيش والدعم السريع.
ويرى مراقبون أن الإتحاد الإفريقي فشل في إتخاذ خطوات عملية أو التنسيق مع المبادرة السعودية الأمريكية من أجل تطبيق وقف إطلاق نار شامل وآليات مراقبة فعالة ، والسؤال إلى متي يظل الإتحاد الإفريقي ومجلس السلم والأمن الإفريقي والإيقاد عاجز عن إيجاد حل للنزاعات الأفريقية. وزارة الخارجية الأمريكية أعلنت عبر بيان يوم 10 يونبو 2023م عن إنشاء منصة مراقبة لإصدار تقاير عامة ترصد انتهاكات القانون الدولي والإنساني في السودان وأن لا تكون آلية المراقبة في الخرطوم فقط، بل تشمل الأبيض وإقليم دارفور الجنينة وزالنجي ونيالا والفاشر وكتم. في الوقت الذي مازال فيه الهجوم مستمرا من قبل الدعم السريع والمليشيات المساندة له، علي مدنية الجنينة بغرب السودان، في ظل إنقطاع المدنية عن العالم، و سقوط أكثر من 1000قتل حسب بيان نقابة أطباء ولاية غرب دارفور بالجنينة، منذ ٢٠ أبريل٢٠٢٣م إلى اليوم، وكذلك قيدت حركة الأطقم الطبية وتم التعدي عليها وضربها ومصادرة وسائل الحركة التي يستخدمونها منها ، ومنع المواطنين من مغادرة المدنية، وفرض حصار عليها، ومما تسبب في انهيار المنظومة الصحية في المدنية، وتم نهب وتدمير ممتلكات المواطنين في ظل صمت القوي السياسية ومنظمات المجتمع المدني، والمجتمع الدولي تجاه الجرائم المرتكبة بحق المدنيين الأبرياء العزل، والمؤسف حقا أن القوات المسلحة السودانية تتفرج على ما يجري كأن الأمر لا يعنيها.
إن ما حصل في ولاية غرب دارفور _الجنينة genocide and crime against humanity in West darfur state algnana.
وفشل حاكم إقليم دارفور السيد مناوي في إرسال قوات لحماية المدنيين في الجنينة ؟والسؤال، لماذا لم يتم نشر قوة لحماية المدنيين والممتلكات العامة؟
ووالي شمال دارفو نمر عبدالرحمن أعلن أمس 12يونيو 2023م أن محلية كتم التي تقع على بعد 105كلم غربي الفاشر منطقة كوارث إنسانية الأمر الذي يتطلب تدخل عاجل، وناشد المنظمات ووكالات الأمم المتحدة بالمسارعة في تقديم المساعدات الإنسانية للمتأثرين جراء هجوم الدعم السريع والمليشيات المساندة لها علي المدنية يوم 3 يونيو 2023م.
إن العالقين من هذه المناطق يواجهون ظروفا إنسانية صعبة جدا من نقص الغذاء والدواء وهناك human rights violations in kutom وأشار مفوض العون الإنساني دكتور عباس يوسف، إلى أن الأوضاع الإنسانية في البلدة المنكوبة سية للغاية وهى في حاجة إلى تدخل عاجل خلال ٧٢ ساعة .

إن وقف الحرب و القتال يحتاج لموقف سياسي ورؤية سياسية شجاعة والدخول في مفاوضات مباشرة لإنهاء الحرب ومشاركة المدنيين في الحوار السياسي وعودة عاجلة لإنتقال ديمقراطي، وقيام حكومة انتقالية لإدارة البلاد إلى حين قيام إنتخابات حرة ونزيهة.

مقالات ذات صلة

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
زر الذهاب إلى الأعلى
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x