مقالات الرأي

تصريحات كباشي في ميزان السلام والحرب (1)

بقلم: آدم موسى أوباما

تصريحات الفريق شمس الدين كباشي لقناة الجزيرة القطرية يوم السبت الموافق 15 يوليو 2023 بأن الجيش على استعداد لدعم الحوار الشامل والمبادرة السعودية الأمريكية،. معلوم أن الحرب التي انعدلت في 15 ابريل 2023م بين الجيش والدعم السريع، دخلت شهرها الرابع ،وليس هناك حسم عسكري يلوح في الأفق لصالح اي من الطرفين ولذلك لاحل لهذا النزاع سواء جلوس الطرفين إلى طاولة المفاوضات لانهاء هذه الحرب العبثية،وعلى طرفي النزاع الاستفادة من التجارب الأخرى في النزاعات المماثلة خاصة الجوار الاقليمي ،ليبيا واليمن ،والصومال.
في ظل الحرب التي قضت على الأخضر واليابس، ودمرت جميع قطاعات الحياة في السودان ،تأتي تصريحات الفريق شمس الدين كباشي إيجابية بالرغم أنها جاءت متأخرة لكنها خطوة مهمة لانهاء هذا الصراع الذي يهدد وحدة السودان وسلامة أراضيه.
مفاوضات جدة تعتبر الفرصة الأخيرة للطرفين للجلوس على طاولة المفاوضات، وكذلك لابد من تجميع كل المبادرات المطروحة مثل الايقاد التي عقدت في أديس بابا بحضور قيادات المجلس المركزي للحريةوالتغيير،والإتحاد الأفريقي التي عقدت في العاصمةالكينيةنيروبي بحضور قيادات المجلس المركزي والهادي إدريس. على قوى الحرية والتغيير التعلم والاستفادة من تداعيات الاتفاق الاطاري الذي وقع في الخامس من ديسمبر 2022م والذي احدث انقسام كبير بين قوى الثورة خاصة لجان المقاومة،والتي لعبت دورا كبيرا في مقاومة انقلاب 25 أكتوبر ٢٠٢١ م.
علي القوى السياسية السودانية والنقابات ولجان المقاومة، ومنظمات المجتمع المدني، ان تقدم خارطة طريق جديدة ويتم إضافتها إلى منبر جدة لايقاف هذه الحرب اولا،ومن ثم قيادة حوار شجاع بين جميع قوى الثورة ما عدا النظام البائد، يفضي إلى تشكيل سلطة مدنية كاملة لقيادة البلاد في المرحلة
الأنتقالية القادمة حتى قيام انتخابات حرة ونزيهة.
السودان اليوم ليس سودان ما قبل ثورة ديسمبر المجيدة 2018__ 2019م.
الوضع الحالي للسودان بعد حرب 15 ابريل 2023م تجاوز الكتلة الديمقراطية، والمجلس المركزي.

اجتماع دول جوار السودان الذي عقد في القاهرة بحضور مالك عقار، واجتماع قادة حركات مجموعة سلام جوبا في انجمينا ،ولقاء قيادات من العدل والمساواة بقيادة صندل مسؤل القطاع السياسي وتقد مسؤل التفاوض في انجمينا ولقاءهم مع قائد ثاني الدعم السريع عبدالرحيم دقلوا ، كل هذه التحركات الخارجية فشلت في إيقاف الحرب بين الجيش والدعم السريع.

▪️وفي ظل استمرار المعارك بين الجيش والدعم السريع في العاصمة الخرطوم،
وولايات شمال كردفان الأبيض، وجنوب دارفور نيالا، وازيادة معاناة المدنيين الأبرياء العزل في قطاع الصحة والكهرباء والخدمات الإنسانية، اصدرت منظمات حقوقية على رأسها هيومن رايتس وتش، تقرير اتهمت فيه قوات الدعم السريع والمليشيات بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في ولاية غرب دارفور الجنينة منذ 15 ابريل 2023م .
كذلك المحكمة الجنائية الدولية اتهمت قوات الدعم السريع بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في ولاية غرب دارفور، طالب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية السيد كريم خان بإجراء تحقيق شامل،هذه خطوة إيجابية كبيرة لانصاف الضحايا ،المحكمة الجنائية الدولية بحكم مذكرة التفاهم التي وقعت بين المحكمة وحكومة الفترة الإنتقالية في 2021م متمثلة في وزير العدل د. نصرالدين عبدالباري ،وقرار مجلس الأمن في ٢٠٠٥م الذي أحال ملف دارفور إلى مجلس الأمن.
هذا يعطي فرصة وصلاحيات للمحكمة الجنائية الدولية ICC للتدخل في السودان وإجراء تحقيق شامل .
مفاوضات جدة وعودة الطرفين SAF And RSF لوقف الحرب التي شردت اكثر من3 مليون مدني ،وانتهاكات جسيمة لحقوق الأنسان أدت إلى مقتل اكثر من 2500 مدني منذ 15 ابريل 2023م ، وجرح اكثر اكثر من 5 آلاف مدني ،وتدمير الممتلكات العامة والخاصة، وتفاقم الأزمة الإنسانية.
▪️على القوى السياسية السودانية ومنظمات المجتمع المدني والنقابات بناء اكبر جبهة مدنية لإنهاء هذه الحرب العبثية، وتقديم خارطة طريق جديدة ورؤية وخطاب سياسي يتضمن خروج قيادات الجيش والدعم السريع من المشهد السياسي والعسكري الراهن والمستقبلي مع بناء جيش وطني واحد حتى نضمن عدم إعادة إنتاج الأزمة في ثوب جديد.

مقالات ذات صلة

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
زر الذهاب إلى الأعلى
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x