مقالات الرأي

أزمة الصفوة في السودان (1)

بقلم: الطيب آدم موسى (بارشال)

مرت السودان تاريخياً بأزمة نخب في سلطة الدولة وتبلورت في أزمات سياسية ،ثقافية إجتماعية ،وإقتصادية بحيث تسلطت مجموعة بعينها علي السلطة وهي منحلة أخلاقيآ وسلوكيآ هدفها الأول والأخير الوجود في كرسي السلطة ،واتخذت آليات لضمان بقاءها في سدة الحكم، حيث استخدم التعليم وسيلة لتزييف وتدمير المنهج التعليمي بإخفاء الحقائق التاريخية للشعوب وترسيخ مبادى الجهوية والعنصرية وعدم قبول الآخر وتوجيه المنهج لفرض وتوطيد ثقافة محددة للشعب عبر أجهزة الإعلام وألسنة واجهاته أمثال الطيب مصطفي وغيرهم حتي وصلوا المجتمعات المستهدفة لمرحلة إقصاء أنفسهم بأنفسهم (تناقض الذات Self Contradiction ) فعميت أبصارهم وسكنت أُذنينهم، مما نتج تشوهات ثقافية وإجتماعية باهظة الثمن(التغيير المرفولجي البيولوجي_Morphology Biological)، أما الآخرى فإستخدم قوة السلاح،فمارست كل أشكال التفرقة والعنصرية والتهميش الممنهج ضد مجموعات بعينها ونتج عن هذا تعريف المجتمعات بالتراتبية الإجتماعية علي حسب اللون او العرق او الجغرافية لاسيما إقصاء ممنهج لشعب جنوب السودان بدأ بظهور التمرد في توريت مرورآ بالإصلاحات الدستورية 1948م حُدِدِو بتمثيل 13مرشح فقط من قبل مجالس المحافظات في المقاطعات الجنوبية الثلاث من جملة 75 منتخب ،شّكل ذلك الإحساس بالظلم والتهميش فبدأت المقاومة والتمرد في الجنوب الجغرافي للسودان من أجل نيل الحقوق وأداء الواجبات، أن أزمة الصفوة في السودان دائمآ تستخدم سياسة عدم الإعتراف ويتم معالجة المطلوبات بالقوة والعنف المفرط القتل والحرق والتشريد ومحاولة محو وطمس الهويات بدلا من الإستجابة والإعتراف بالآخر للوصول لمعالجات بالطرق السلمية الممكنة،ونموذج لبعض اقاليم السودان (النيل الأزرق ،دارفور و جنوب كردفان ) حيث ارتكبت مليشيات الحكومة حرق القرى والقتل والتشريد بل مورست إبادة جماعية(Genocide ) وتطهير عرقي وجرائم ضد الإنسانية ،(مجزرة الضعين 1987نموذجآ) علي حساب مطالب أساسية إنسانية. والأكثر تعقيدآ استخدم هذه الأنظمة لاسيما نظام عمر البشير ،سياسية ضرب الإخر بالآخر في مجتمع واحد مما نتج عنه حروبات أهلية ولم تسلم حتي حركات التحرر(حركات الكفاح المسلح) التي تجابه النظام من تشذى وانقسامات في داخله ونجح في تفكيكهم وعدم توحيد روؤيتهم بإستخدام خطابات التفرقة والإنتماء الضيق ،فأحيانا حركات دارفور ومرة تشادين وعند الحوجة الماسة ،حركات مسلحة، كل هذه المصطلحات في أزمنة مختلفة لخدمة اجندتها ليتمكن من الثبات في سلطة الدولة ، الصفوة السياسية لايهمها توحد الشعوب ونهضتها بل يكفيها فقط تواجدها في حرم السلطة والمشي علي جماجم شعوبهم المستهدفة صفوياً.

20 نوفمبر 2023م

مقالات ذات صلة

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
زر الذهاب إلى الأعلى
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x