التقارير

بالصور: بشريات السلام ترفرف بمدينة لقاوة

بقلم: علي موسي بيتر

مجتمع لقاوة يستجيب لنداء الفزع

إن الفزع ثقافة مجتمعية راسخة في وجدان الشعب السوداني عندما يتعرض المرء لمكروه أو مصيبة، فيطلق نداء الإستغاثة أو صرخة لنجدته وهو ما يعرف ب(الفزع).

الذي يطلب الفزع لا يحدد فرد أو مجموعة بعينها، إنما يطلق نداء الفزع لأهل المروءة والنجدة.

وعندما أطلق الأستاذ/ حمدان حامد “أبو التُول” نداءه (فزع لقاوة) بتاريخ 9 يونيو 2022م، لم يحدد أسماءًا أو شخصيات بعينها، بل طلب من جميع أبناء لقاوة بالداخل والخارج بأن يهبوا لإنتشال أهلهم من ويلات الصراع القبلي.

والحمد لله تداعي مجتمع لقاوة في رابع أيام عيد الأضحى المبارك بمختلف إثنياته ( مسيرية – نوبة – داجو) ومنظمات المجتمع المدني بلقاوة (تشاركية السلام – لجنة المساعي الحميدة – شباب من أجل لقاوة – أئمة المساجد) ووصلنا قرية “نبقاية” وقد سبقنا إلى ذلك المكان أهلنا “أولاد هيبان” وعمدة قبيلة “الزرق”، وفجأة تقف عربة الناظر/ الصادق الحريكة عز الدين ووفده الميمون.

صدق أو لا تصدق أن هذا اللقاء الجامع (مجتمع لقاوة، ومبادرة أولاد هيبان، والناظر/ الصادق الحريكة الذي علمنا منه أن الأستاذ / حمدان حامد في طريقه إلينا، وقد جاء صدفة من غير ترتيب أو تنسيق مسبق، والكل كان هدفه الوصول إلى منطقة الحدث لتهدئة وتطييب الخواطر ووقف العدائيات بين الأشقاء، وفعلا هذا هو “الفزع” بحق وحقيقة.

نعم أن الجميع قد رتبوا كل علي حدا مع أهلنا بقرية نبقاية وقرية أولاد البصيلي، بأننا سنحل ضيوفاً عليهم في اليوم المحدد، ولحكمة يعلمها الله فقد إجتمع “دعاة السلام الإجتماعي” كلهم في ذات الزمان والمكان!.

وأن الوفد بكامل هيئته إنتقل من قرية نبقاية إلى قرية أولاد البصيلي.

تحدث جميع ممثلو الوفود عن أهمية التعايش السلمي ونبذ العنف وخطاب الكراهية وضرورة الجنوح للسلم وتناسي مرارات الماضي.

ثم تقدم أهلنا اولاد هيبان بمبادرة للصلح بين الأشقاء (داجو نبقاية وأولاد غالي بقرية البصيلي) برعاية كاملة من قبيلة أولاد هيبان ثم تم عرض المبادرة للطرفين، فوجدت الترحيب والقبول التام، وتم تفويض أولاد هيبان ( تفويضاً كاملاً ومكتوباً ومشفوعاً بالتوقيعات) من قبل ممثلي الأطراف المتنازعة، ومن ثم إتفق الجميع علي أن ينعقد هذا المؤتمر بقرية “الرقيقة” يوم الخميس 21 يوليو 2022م، وتم إختيار لجنة ( 5 + 5) لهذا الغرض من الأطراف المتنازعة.

إن الناظر/ الصادق الحريكة قد أصدر خطاباً بإعتماد هذه اللجنة التي مهمتها مراقبة وقف العدائيات وتهيئة المجتمع للمؤتمر.

تقدم الأستاذ/حمدان حامد بنصائح غالية للأهل بقرية “أولاد البصيلي” وكذلك تحدث حديث القلب للقلب للأهل بقرية “نبقاية” وأن نصائحه وحديثه الطيب قد وجد القبول من الطرفين.

إن سكان قريتي (نبقاية وأولاد البصيلي) قد طلبوا من الأستاذ/ حمدان أبو التول أن يسخر علاقاته ويناشد المنظمات الإنسانية والجهات الرسمية بإسمهم بحفر بئر مياه (دونكي) بالمنطقة، وأكدوا أن سبب الصراع الرئيسي هو (مورد الماء).

إن مدينة لقاوة هذه الأيام ولله الحمد قد تبدل حالها كثيراً عن سابق الأيام، والرأي العام فيها كله يتحدث عن وقف نزيف الدم والبحث عن حل جذري للصراعات القبلية التي تندلع بين الحين والآخر.

لا أخفي عليكم سراً إن قلت بأن “دعاة الحرب” لا يعجبهم هذا النهج والمصالحات بين القبائل، وسوف يسعون لإفشال الجهد الذي تحقق بفضل شرفاء لقاوة الكبرى، ويعملون لإشعال الصراعات مرة أخري عبر التحريض الخفي وإثارة خطاب الكراهية، ولكن بعون الله وتوفيقه ومن ثم بعزيمة الرجال ووعي المجتمع، نستطيع هزيمة” محور الشر” ودعاة الحرب، وسوف نعبر بأهلنا إلى بر الأمان وإعادة المياه إلي مجاريها.

بإذن الله سننتصر

17 يوليو 2022م

مقالات ذات صلة

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
زر الذهاب إلى الأعلى
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x