مقالات الرأي

نصف ثورة، حرب ومعاناة مستمرة

بقلم: كمال عبد العزيز

كثيرون مكشرون أنيابهم تجاه الممانعين للمشاركة في الحالة السياسية الماثلة في البلاد إبان الثورة العظيمة! و يعتقدون بانهم عثرة امام إحداث التغيير، و الهزيمة النهائية للدولة الصفوية العميقة، التي تعمل على السيطرة والتحكم في الماضي والحاضر دون إنجاز، والتطلع لمستقبل يطول من الازمة والمشكلة السودانية. البعض يعتقد بان حسن النية و تكرار المحاولة للحل بنفس الطرق والنهج و بنفس العقلية يمكن ان يصل الى حل، من غير إدراك بأن ذلك عين التعطيل للتغيير الجذري.

إن شعبنا قد قاد تجارب ثورية عديدة، وشهد وثائق سياسة فوقية، سواء بين الاحزاب السياسية والمقاومة الثورية من الحركات المسلحة في الكثير من الحقب الزمنية، ولكن كل المحاولات لم تحل مشكلة السودان، وظل التاريخ يعيد نفسه في ثورات جماهرية يقودها شعبنا و تتحكم فيها احزاب إنتفاعية تجيد المراوغة في تفاصيلها الداخلية ولها الإمكانية في إمتصاصها، وخلق نفس الازمة ووضع نفس التحدي امام شعبنا المصادم بشكل متكرر، تنتهى دائما بالاحباط والاستسلام للمكون العسكري.

هذه التجارب المتلازمة والمتكررة كفيلة لنتعلم منها درس مهم، خصوصاً سارقو وإنتهازيو الثورات، بأن نصف ثورة، حرب ومعاناة مستمر. لذا من واجبنا الإستمرار في الثورة و إبعاد كل من يسارك، والمضي قدماً بعزيمة جبارة مع القوة الحية من لجان المقاومة والحركات الراكزة والرافضة للمساومة بثورة الاجيال التراكمية لتحقيق مطالبها الكاملة، بإسقاط كامل لبقايا حكومة الابادة ، تمهيداً لترتيب الفكر الثوري الوطني بحكومة كفاءات وطنية مستقلة تخاطب قضايا السلام العادل والشامل في البلد، ومحاكمة كل من إرتكب جرم في حق السودانيين، لننقل الدولة من حالة الإنسداد التكسبي الى التغيير الجذري وصولاً لحكومة منتخبة يضع نهاية للازمة التاريخية.

22 اكتوبر 2022م

القاهرة

مقالات ذات صلة

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
1 تعليق
Newest
Oldest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
نورالدين محمد هارون
نورالدين محمد هارون
1 سنة

مقالة في غاية التعبير حولي هالة الراهنة للدولة السودانية ، واتمنى للكاتب بمزيد من المقالات لمعالجة البلاد من فوبيا السياسة اللعينة.

زر الذهاب إلى الأعلى
1
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x