مقالات الرأي

الإنقلابات العسكرية: السودان ميدان الممارسة

بقلم: عبد الخالق أبكر (جسور)

السؤال لماذا الإنقلابات العسكرية المتكررة في السودان؟
وكيف نضع حدا للانقلابات؟

للاجابة على مثل هذه الاسئلة هي تحددها فقط النظر لطبيعية فراغ القانون السوداني وغياب انظمة الحكم الحديثة الذي يقضي بذلك احترام ممارسة الحكم في الدولة في إطار عدم كبت الحريات والمساواة والمواطنة والديمقراطية..وغيرها التى تنظم طبيعة نظام في الدولة دون حدوث اي اختلال والفوضوية في ادارة الدولة.

   للمعلومية:_
ما لا يخفى عليكم ان السودان كانت تحت عدة استعمارات سواء التركي المصري والانجليزي المصري اثرت بطريقة سلبية على معادلة المجتمع السوداني من نهب الاموال والقوى البشرية من اجل الرق.
ومع الزمن ادرك السودانيون انهم بحاجة ماسة وحتمية للتحرر من الاستعمار وبجهود ابناء السودان والسعي الجاد لمناهضة الاستعمار بجهود  القوى المدنية والشعبية نال السودان استقلالها في يناير 1956
والكارثة الكبرى ما بعد الاستقلال شهد السودان عدم الاستقرار السياسي واغرقت في دوامة الحلقة الشريرة وهي الانقلابات العسكرية والتى أفقد للسودان هيبته الدبلوماسية
اسفرت على تاريخ السودان عدة حروبات اهلية نتيجة الممارسات التى مارستها الانقلابيون في حقبهم
واول  محاولة انقلاب عسكري بتاريخ 1957 بقيادة اسماعيل كبيدة لحكومة اسماعيل الازهري لكنها بات بالفشل واحبطت المحاولة

يليها انقلاب 1958 بقيادة ابراهيم عبود على الحكومة الائتلافية بين الحزب الامة والاتحاد الديمقراطي والتى اضطهد فيها الجنوبيون وتعريب الدولة السودانية وسقط انقلاب بثورة 1964 دخلت الاحزاب السياسية في صراعات

نتج انقلاب  عسكري 1969 اخر بقيادة جعفر نميري صدر قوانين سبتمبر الذي بموجبه مورست الاحادية الدينية
محاولة اخرى 1971 قاد مجموعة من الضباط المحسوبين للحزب الشيوعي السيطرة على مقاليد الحكم لمدة لا يتجاوز اليومين واستعاد نميري سلطته وحاكم الانقلابيين.
1973 حدث تمرد داخل المؤسسة العسكرية من قبل بعض الضباط متهمين حكومة النميري بالاستعماري ويعمل لصالح الغرب لكن بات المحاولة بالفشل واستمرت ثلاثة ايام وايضا استعاد النميري سلطته.
في عام 1975 محاولة من الضابط حسن حسين بالانقلاب على حكم نميري ايضا بات بالفشل
في بعد عام 1976 محاولة العميد محمد نور سعد وايضا وسحقه نميري بالعنف المفرد
بعد انتفاضة 1985 بعد عصيان مدني شامل انتهى حكم نميري
1989 اعلن العميد عمر حسن البشير انقلابا على حكومة الصادق المهدي وسمته وبحكومة الانقاذ الوطني قاده مع معاونيه في التيار الاسلامي الترابي دامت ثلاثين عاما ومارست ابشع الجرائم وجرائم حرب وابادات جماعية وتهجير قسري وفرض قوانين احادية دينية اسفرت بظلالها فرض عقوبات دولية وخروج السودان من المجتمع الدولي
اطاحت حكومة البشير بعد ثورة سودانية قادتها خير بني السودان من الشابات والشباب وتصاعد وتيرة الصراع السياسي في الفترة الانتقالية بين القوى المدنية والعسكرية وتباعد الرؤى لادارة الفترة الانتقالية
2021 نتج عدة محاولات انقلابية بقيادة عبدالمطلب ومعاونيه 12 ضابطا من الجيش واحبطت
2021 محاولة انقلابية اخرى في زمرة 22 ضابطا بقيادة عبدالباقي الحسن عثمان واتهمت بانهم موالين لحكومة البشير
في اكتوبر 25 /2021 قاد الفريق اول ركن عبدالفتاح البرهان انقلابا عسكريا بعد احتدام الصراع بين العسكر والقوى المدنية والذي يبرره منفذيه بحماية الثورة السودانية ومن بعده زاد الساحة السياسية اكثر حدة واستحالة تقارب الرؤى والبرامج للالتفاف حول تشكيلة الدولة السودانية الحديثة وهي دولة الحلم المنتظر من بني السودان الذين دفعوا من اجله الغالي والنفيس حسب ما ذكرا انفا اسفرت بظلالها بتاريخ 15 ابريل
الصراع العبثي بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع نتيجة وجود هشاشة في كل طيف الدولة

وهكذا نحن في الانقلابات العسكرية المتكررة وعدم الاستقرار السياسي.

مقالات ذات صلة

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
زر الذهاب إلى الأعلى
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x