مقالات الرأي

أنا من أبناء الأزقة…!!

بقلم: صلاح سيبك

ليس حزناً بل إنني أنتمي إليهم وكأني ورثت بولادة من رحم أمي أو كنت أعيش فيها وكأنني مخضرم حقا عشت في بطنها ولازلت أعيش بعد الولادة فالحالة التي رسموا إلينا تؤكد ذلك ، نعم حقا أنا المشرد الذي لازلت أنتقل من زقاق إلي زقاق آخر ووطئت قدماي في بساط التشرد قسرياً لنستكين بلا شيء، لا مأوى ، ولا موارد ، ولا ملبس، أحمل قطعة مشروطة وكأنها لبس ذلك العصر البدائي للفكرة الأولي عن ملابس الوبر أتحدث (جلد يغطي أماكن محددة من الجسد)، ولا حتي العمل عفوا فوجدت أن الجوع أبو الكفار . فكم سوف يستمر هذا في جبين الوطن؟ قسمونا وصنفونا من قبل هؤلاء بأبناء الأزقة، فالشارع أصبح مكانا للمنام وسلات الأكل مكانا لنتقاسم فيها بواقي الأكل(كما يسمونة كارتة) مع القطط، والكلاب من أجل البقاء وليس للحياة وبرد الشتوية غاطسة تلوح بكل عنف تحرق جسدي كالحريقة في الحشيم ، حياتنا معدومة كليا نعيش كالإنسان البدائي الذي كان تتخذ صفقة الشجرة غذاء . نعيش في حياة غريبة الأطوار وكأن الإنسان أعلن إستسلامه للحياة بلا أفكار ، ولا أحلام ، ولا أحزان ، ولا أفراح كالأهبل فبقية تفكيرنا الوحيدة للجوع. عالم تاني أنا من أبناء الأزقة صار حياتنا إلي جحيم وزادت سوءا وفي هذه المرة حياة أبناء الأزقة لا حول ولا قوة أتتخيل كنا نتقاسم في بواقي الأكل مع القطط والكلاب وأصبحت الكارتة بالقروش وبأسعار مختلفة واغلاها الذي كان يحتوي فيها الجواكر ولابديل بقية في هذه المرة سوي ثمة تفكير بسيطة لربما ينجح أن ننزل في أي مطعم جرسون خاصة في غسيل الحفش حتي إن لم تكن بالمقابل في سبيل الحصول علي الكارتة ولكن هل ننجح؟ لن أحمل فيني سوي ربع ملبس ملطخ بالغبار والزيت يغطي نصف جسمي فماذا تتوقع؟؟؟عالم ثالث وفي هذه المرة حتي من كان بالأمس يأكل ويترك باقيها صار هو أيضا يكوسه الكارتة!! إنه إعلان نهائي عن تاريخ أبناء الأزقة.

مقالات ذات صلة

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
زر الذهاب إلى الأعلى
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x