مقالات الرأي

عام على الحرب العبثية

بقلم: محمد عبد الرحمن الناير (بوتشر)

●مر عام على حرب 15 أبريل العبثية بكل بشاعتها وفظائعها ، وقد بات السودان على عتبة الإنهيار والتمزق، وملايين من القتلي والمشردين والمفقودين والمحاصرين تحت وابل الرصاص وحمم القنابل التي يتم إسقاطها على رؤوس المواطنين العزل في دارفور وكردفان والخرطوم والجزيرة.

●أطراف الصراع إرتكبت إنتهاكات فظيعة ترتقي لمرتبة جرائم الحرب والتطهير العرقي والإبادة الجماعية، وقد إستخدام الجيش الغذاء والمساعدات الإنسانية كسلاح في مواجهة المواطنين الجوعي لا سيما في غرب السودان.

●هنالك نذر مجاعة طاحنة تلوح في الأفق ،حيث العشرات من الأطفال والنساء الحوامل وكبار السن يموتون يومياً في دارفور بسبب سوء التغذية وإنعدام الغذاء والأمراض الفتاكة.

●ساد خطاب الكراهية والعنصرية العرقية والجهوية والتحشيد القبلي والمناطقي لتوسعة رقعة الحرب، فإن تسليح المواطنين وعسكرتهم على هذه الأسس سيقود السودان حتماً للحرب الأهلية الشاملة التي باتت أقرب من أي وقت مضى، مما يجر الإقليم بأكمله في أتون حرب مدمرة لا سيما دول جوار السودان التي توجد فيها إمتدادات عرقية وقبلية لكثير من المكونات السودانية.

●دخول التنظيمات الإرهابية المتطرفة العابرة للحدود إلى ساحة الصراع موالية لفلول نظام المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية الذين أشعلوا هذه الحرب بحثاً عن العودة للسلطة بعد أن أسقط الشعب نظامهم بثورة شعبية سلمية، ومن أجل قطع الطريق أمام التحول المدني الديمقراطي الذي يؤسس إلى بناء دولة مواطنة متساوية بين جميع السودانيين وإعادة بناء جميع مؤسسات الدولة وفق أسس قومية جديدة وبناء جيش وطني واحد وخروج العسكر من ممارسة العمل السياسي والإقتصادي.

●لا يلوح الأفق القريب حسم عسكرى نهائي لأي من الأطراف المتحاربة، ولا يزال الحل السلمي عبر التفاوض والحوار بعيد المنال، في ظل تعثر منبر جدة والمبادرات الإقليمية والمحلية، والتعنت في إقرار وقف إطلاق النار وفتح المسارات الإنسانية لإيصال الإغاثة والمساعدات الإنسانية للمواطنين المحاصرين في المدن والمخيمات.

●آمل أن تتحلي أطراف الصراع بروح المسؤولية الوطنية والأخلاقية، وينظروا إلى معاناة شعبنا العظيم بسبب هذه الحرب اللعينة التي أزهقت الأرواح ودمرت البنية التحتية، وعرضت النسيج الإجتماعي والوجدان الوطني إلى هزة عنيفة تحتاج لعقود من الزمان لإستعادة لحمتها وتضميد جراحاتها.

● هناك ضرورة ملحة وآنية لإعلان وقف شامل لإطلاق النار وفتح المسارات الإنسانية والجنوح إلى للحلول السلمية وتجنيب بلادنا خطر الإنزلاق في أتون حرب أهلية وشبح التفكك والإنهيار ، لجهة أن الحوار والتفاوض هو أقصر الطرق للحل وأقلها تكلفة، وشعبنا العظيم يستحق أن ننظر إليه بعين الرحمة والإنسانية.

● المجتمع الدولي صامت عما يجري في السودان ، ولم يحرك ساكناً لإجبار أطراف الصراع بوقف الحرب وفتح المسارات الإنسانية والدخول في عملية سلمية جادة تؤسس لإنهاء الحرب والدخول في عملية سياسية شاملة لا تستثني سوي نظامالمؤتمرالوطني وواجهاته؛ ولم يقم بواجبه الإنساني والأخلاقي بتقديم المساعدات الإنسانية وإغاثة الجوعي الذين يموتون يومياً.

●يجب على القوي السياسية السودانية الشريفة التي يهمها أمر السودان وحاضره ومستقبله عدم التورط في إصطفافات الحرب لأجل مكاسب شخصية وحزبية رخيصة، ويجب أن يصطفوا مع السودان أرضاً وشعباً وعدم دعم مخططات تدمير وتفكيك السودان ، ويجب أن نسعي جميعاً بكل صدق وإخلاص وتجرد لتكوين أكبر جبهة وطنية لوقف وإنهاء الحرب وممارسة الضغط السياسي والجماهيري والدبلوماسي على أطراف الصراع وإنقاذ ما تبقي من السودان، وإستشراف المستقبل والتحول المدني الديموقراطي ومخاطبة جذور الأزمة التأريخية بصورة صحيحة، والتوافق على تشكيل حكومة إنتقالية مدنية بالكامل من شخصيات مستقلة، تلبي شعارات ثورة شعبنا وتضحياته العظيمة، تعمل على تضميد الجراحات وإنصاف الضحايا ومحاسبة الجناة وكافة المجرمين قديماً وحديثاً، فلا تصالح أو عفو مع أي قطرة دم أهدرت في وطننا الجريح.

15 أبريل 2024م

#وقف_الحرب

#إنهاء_الحرب_

#التحول_المدني_الديمقراطي

مقالات ذات صلة

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
زر الذهاب إلى الأعلى
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x