مقالات الرأي

الكفاح المسلح من زاوية أخري

بقلم: محمد رورو

الزاوية اعلاها ليست قائمة لوحدها بل إمتداد للثقافة السياسية الموروثة بتشظي أحزابها ومنظوماتها وحركاتها كنوع من التقليد الحاضر عبر سبع عقود ونيف، وهو التقليد الذي ساهم في طيش البلاد وقعوده سنيناً عددا في قاع الأزمات والإختلالات السياسية كانت ضحيته الأولي المواطن السوداني الصابر.
لا يخفي علي الكل تجربة الحركات التي إتخذت وسيلة الكفاح المسلح في وجه النخبة الإقصائية والظالمة وهي داخلة بالبلاد نحو الإستقلال بدءاً بتمرد الأنانيا الأولي 1955 في الإستوائية مروراً بالحركة الشعبية لتحرير السودان 1983 الي لحظة إنفصال الجنوب.
وفي بداية الألفية ظهرت حركة/جيش تحرير السودان التي تقودها الأستاذ/عبدالواحد نور وعلي مر سنين نضالها ومجابهتها بالسلاح خرجت منها مجموعات عديدة كونت حركات جابهت بها النظام ودخلت في مساومات ومشاركات مع النظام وفي أحايين إلتقت مع منطلقهم الأولي حركة/تحرير السودان وكونت تحالفات مسعاها إسقاط النظام الحاكم وتغيير بنية الدولة المؤسسة علي نهج أحادي خاطي؛ وأبرز تلك التحالفات هي تحالف الجبهة الثورية ووثيقة الفجر الجديد التي مزقها الكثيرون وراحو يتسوقون بإسمه في مجالس المهادنات والمساومات المفضية الي تحقيق الرغائب والمنافع الشخصية والحزبية(حركات طبعاً)، ونفس النموذج نجدها في صف الحركة الشعبية لتحرير السودان شمال وفقط أحسبه منذ العام 2017 ل اللحظة أضف حركة العدل والمساواة السودانية رغم إنحرافها بكامل أصولها ومؤسساتها عن القضايا الوطنية وربما علة برنامجها السياسي. إستبعدت هنا الحركة الشعبية 83 لأنها خارج حلبة السودان الذي نعيشه اليوم.
يجب الإشارة هنا الي ان جميع المجموعات التي تضج الساحة لم تتأسس من تلقاء نفسها لتخرج في الساحة ببرامج ورؤى متجاوزة والواضح أنها خرجت في أوقات كانت كراسي السلطة قد لاحت ضوئها الفضي والكعكعة قد جُهزت تماما في عملية يمكن تسميتها بالإستمالة والخداع دون أن أفسر مدي تفكير المخدوعين بالتجارب الفاشلة المكتظة في دواليب الدولة وهناك بالطبع حركات هلامية صنعتها الأنظمة ؛ والإشارة الثانية التي يجب ذكرها هي ان جميع المجموعات التي خرجت من صميم الحركات المؤسسة لم تعيد مراجعة المشاريع ولم تصوغ لها اي إضافة تذكر بل ذهبت تطرح نفس جوهر البرامج مع الاختلاف بالموقف السياسي المتراجع يوما بعد يوم والذي يعتبر القشة التي قصمت ظهر البعير وهذا ايضا يفسر تعطش هؤلاء بالسلطة والمال.
إن النضال تحت مظلة حركة/تحرير السودان لهو نضال مرير لا يتحمله سوى المؤمن بالنصر المبين للقضية الوطنية والمثابر لطول النضال في حركة لا تخوض مساومات ولا تملك إستثمارات خارجية او فلوس ضخمة تأتي من الخارج فقط ما في جعبتها هي قضية وطن وذلك بإعادة ترميم الدولة بوجه يستوعب السودانيين كافة ويضع خارطة إستقرار ورفاه لمواطنينه الذي رزحو عقودا تحت نير الظلم والفقر والجهل.
وجود هذه المجموعات هو أمر واقع وللأسف أنها متفرقة ومحتربة وهذا لا تخدم القضية الوطنية إذ أنها تتعامل مع بعضها وكأن ذلك هي القضية الأساسية؛ وللخروج المعترك والإلتفاف حول القضية الوطنية لابد من توحيد الصف المسلح كمرحلة وعموم الصف السياسي جمعاء كضرورة مرحلة أيضا وذلك بالإتفاق حول القضية الوطنية ففي الوحدة تكمن القوة لنأجل التنافس السياسي والحزبي الي رحاب الدولة التي يتنافس فيه الجميع ببرامجه ورؤاه تحت ظلال الديمقراطية والليبرالية.

مقالات ذات صلة

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
زر الذهاب إلى الأعلى
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x