مقالات الرأي

الدعم النفسي والإجتماعي للأطفال في ظل الحروب

بقلم: محي الدين توبا

في ظل الصراع المستمر بين الجيش والدعم السريع وسط المدن، من خلال قصف المنازل وهدمها في عيون الأطفال، و اعتقال أو قتل عائلاتهم بشكل غير مباشر من خلال مشاهدة انتهاكات الحرب، يتزايد ميلهم نحو العنف الشديد . وتغير عام في المزاج. ويعانون من فقدان الشهية، والشعور بعدم الاستقرار، واضطرابات النوم، والقلق، والاكتئاب، والحزن، والخوف، وتشتت الانتباه، وضعف في الذاكرة. كما أن لديهم مشاعر القلق والخوف ومشاكل في والتبول في الفراش والأمراض النفسيجسمية ، وهم بحاجة ماسة لمن يتعامل معهم ليأخذ في الاعتبار هذه الخصوصية التي يتمتع بها أطفال الحرب.
لأن ذلك يشكل خطراً مستقبلياً قد يؤدي إلى اضطرابات ما بعد الصدمة. لذلك لا بد من تطوير برنامج الدعم النفسي لدعم ضحايا الحرب، وخاصة الأطفال، لأنهم يتمتعون بالعديد من الخصائص التي تجعلهم أكثر عرضة للخطر من الفئات الأخرى. ويعزو علماء النفس وعلماء الاجتماع ذلك إلى عدم اكتمال النضج النفسي والاجتماعي لدى الأطفال.
لذلك إذا كانت ظروف الحرب فوق قدرة الكبار فهي تفوق قدرة الأطفال بشكل مضاعف لأنهم لا يستطيعون التعبير عن مشاعرهم وغضبهم وخوفهم بكلمات مثل الكبار، ولكن يتم التعبير عنها بلغة أخرى وهي البكاء، وعدم الاستقرار. ولذلك سأعرض لكم وضع الأطفال أثناء النزاعات، والتداعيات النفسية والاجتماعية التي تصيب الأطفال، وآليات مواجهتها. ، وبعض الإرشادات المهمة للتعامل مع الأطفال في الظروف القاسية التي يمرون بها.
1- لا بد من التعامل معه بطريقة خاصة، خاصة مع المعرفة الكافية بمشاكله واحتياجاته وتلبيتها بأهمية أكبر من غيره تردد، فهو في حاجة ماسة إلى الشعور بالأمان، لأن الطفل بطبيعته يستمد الشعور بالأمن والأمان ممن هم أكبر منه سنا.
2- إخفاء مشاعر القلق والخوف قدر الإمكان أمام الأطفال.
3- تشجيع الأطفال على مواصلة أنشطتهم اليومية العادية وخلق البدائل لهم في حال عدم قدرتهم على ممارستها.
4- مساعدتهم على فهم انطباعاتهم وردود أفعالهم تجاه المواقف والتجارب السابقة.
5- توجيه انتباه الطفل الخائف إلى الأطفال الآخرين الذين يتعاملون مع الأحداث الصادمة دون خوف من خلال سرد قصص عن أطفال تعرضوا لمواقف مماثلة وكيف تم التغلب على خوفهم.
6- إشراك الطفل في الأنشطة البدنية والألعاب والأغاني وكتابة القصص وورش الرسم لتخفيف التوتر والضغط النفسي لديه.
7- تكليف الطفل بأعمال ومهارات صغيرة لتقوية حس الكفاءة والثقة بالنفس لديه.
8- العلاج الفعال لإخراج الطفل من هذه الحالة هو منحه الحب وشعوره بالتقدير والاهتمام.
9- اجب علي أسئلة طفلك بصدق واختصار ، حيث أن الكثير من التفاصيل تربكه وتشعره أن العالم مكان سيء وغير ءامن، تعود علي سماعه الاخبار الجارية في الراديو أكثر من التلفزيون ويجب تجنب الاطفال من المشاهدة لأنها يمكن أن تكون مخيفة جدا وصادمة لدي الأطفال عند رؤية الاخبار المباشرة .
10- اشرح للأطفال أسس السلامة والتصرف أثناء التعرض للخطر عن طريق اللعب .
11- انتبه الي عدم تعرض الأطفال الي الصور المرعبة سواء في الهاتف ام التلفزيون.

ختاما

تعرف بشكل أفضل مدى نضج طفلك، ومقدار المعلومات التي يمكنه التعامل معها، وعلى هذا الأساس يمكنك تحديد ما يمكن قوله وما ينبغي التوقف عنده، لكن لا تستمر في الحديث إذا شعرت أن طفلك لا يحتمل المزيد، وفي أي حوار ينبغي أن يشعر بالأمان، وغالباً ما يشعر الأطفال بمزيد من الأمان والثقة عندما يعلمون أن هناك شيئاً يمكنهم فعله للمساعدة، يمكن تعليمهم أنه رغم الحرب يمكننا مساعدة الآخرين، كدعم الأصدقاء أو التبرع بالدم أو بالدواء والغذاء، إلى جانب الصور المختلفة من الأعمال التطوعية.

ولا تنسَ أنه من الطبيعي أن يشعر طفلك بالقلق والارتباك والانزعاج من مشاهد الحرب، لذلك راقب حالته النفسية، إذا شعرت بتغير مزاجي لعدة أيام متواصلة، أو أعراض مثل نوبات القلق ومشكلات النوم أو التبول اللاإرادي أو التأتأة في الحديث أو الصراخ والبكاء بدون سبب واضح، فيجب حينها عرض الأمر على الطبيب المختص.

مقالات ذات صلة

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
زر الذهاب إلى الأعلى
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x