منوعات

الأغنية الكردفانية: لمحة عن أنماط الغناء والإيقاعات في كردفان

بقلم: مهنا حامدين موسي

من أهم الركائز التي تشكل وجدان وثقافة اي شعب نجدها تتمثل في الموسيقي والغناء.الارث الثقافي في كردفان غني وثري باغانيه وايقاعاته،نسبة لتعدد المجموعات السكانية والتنوع القبلي ،وكذلك الارتباط بالبيئة والتاريخ .
هذه الأغاني لها دور كبير في بناء الحضارة وتشكيل الهوية.
ولكن رغم جمالياتها وأصالتها لم تجد الأغاني الشعبية والإيقاعات في كردفان حظاً في التوثيق وفي مجال البحوث والدراسات. يعرف العلماء الموروث بأنه كل الثقافة المادية والروحية التي تتناقلها الأجيال.
ولتاكيد ان الغناء مرتبط بالبيئة نجد هناك أغاني للرعاة أو القبايل المترحلة،كذلك أغاني للقبائل المستقرة التي تمارسة مهنة الزراعة ،التجارة أو حرف أخرى. أيضاً هناك تقسيم حسب النوع ، مثل أغاني الميلاد والحصاد التي تبث النشاط،واغاني الحماسة والحرب وغيرها- وتشتمل علي صور بلاغية وخيال وتتميز كذلك بقوة التطريب.
ومن أمثلة تلك الاغنيات والابقاعات:

  1. الجراري وهو نوع من الغناء والرقص يتقدم بدون مصاحبة الآلة الموسيقية ، وينتشر في شمال وغرب كردفان وشمال دارفور .ومن أشهر أغانيه ،اغنية الليلة والليلة دار أم بادر يا حليلة التي تغنت بها وقدمتها الفنانة ام بلينا السنوسي.
  2. التويا يؤديها الرجال والنساء في شكل كورس من خلال لحن دائري.
  3. الكرنق اكثر الاغنيات انتشاراً في البيئة الكردفانية ،حيث تمارسه حوالي 99 قبيلة من قبائل والنوية في جبال النوبة وقبايل اخري مجاورة لهم.تعتمد رقصة أو ايقاع الكرنق علي الة موسيسقة وهي الطبلة مصاحبة برقص بين الفتيات والفتيان.
  4. المردوم ينتشر في جنوب وغرب كردفان عند قبائل البقارة،ويتم فيه ضرب الأرض بالأرجل بصورة منتظمة ومرتبة- ومن أشهر أغانيه: الجنزير التقيل ، والله الليموني واللوري حل بي للفنان عبدالقادر سالم. ويتميز المردوم بسرعة الإيقاع وقوته وهو شبيه بطبيعة الكلام والتصويت عند البقارة سريع وقوي، عكس الكلام عند الابالة لين وبتنغيم.
    4.الدوبيت وهو غناء حر لا يتقيد بوزن،ويتالف من بيتين من الشعر وينتشر في شمال كردفان .
  5. الحسيس أو الهسيس هو شبيه بالجراري إلا انه أسرع في إيقاعه ونجده في شمال كردفان.
    ومن الفنانين الذين قدموا الأغنية الكردفانية من الرواد فرقة فنون كردفان، إبراهيم موسي أبّا ، عبد القادر سالم، صديق عباس ، عبد الرحمن عبد الله والملحن والموسيقار جمعة جابر. ومن جيل الشباب الراحل محمود عبدالعزيز والراحلة الفنانة شادن. تظل أغنية مكتول هواك مفارقة نوعية حيث كتبها الأستاذ المعلم عبد الجبار عبد الله في منتصف الستينات وهو من أبناء منطقة الجيلي شمال الخرطوم،وقدم فيها الشاعر تجربته ومحبته عندما كان يعمل هناك مُعلماً.
    الموسيقي والغناء ركيزة أساسية من ركائز الفن والابداع والتراث،حيث أنهما يشكلان وجدان الشعوب والهوية القومية،وبث قيم ومواقف اخلاقية وانسانية.وكان الأستاذ عبد القادر سالم اسهاما كبيرة في التعريف بالاغنية الكردفانية محلياً وخارجياً.

مقالات ذات صلة

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
زر الذهاب إلى الأعلى
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x