بقلم : المخضرم الطاهر
أنّ أُسس الحكم الراشد في إستراتيجية السلام المستدام مرتبطة إرتباطاً وثيقاً بالثقافة السياسية للمجتمع نفسه ، وهي عملية تلقين المعارف والقيم والسلوكيات السياسية وتعليم الفرد معايير السياسة والأساليب الأفضل لعمليات الحكم والممارسات التي يتم من خلالها إتخاذ قرارات مناسبة بشان الإهتمام بالقضايا ذات الطابع القومي التي تساهم وتساعد في عملية إنجاح الإستقرار السياسي ،كما تقوم بتكريس ثقافة الحكم الراشد التي قوامها قيم الحرية والعدالة والسلام والديمقراطية وسيادة حكم القانون والمساواة والنزاهة لتشكيل وتكوين جيل واعٍ ومساهم لكي يعمل في بناء منظومة الحكم الراشد، التي أساسها التساوي بين الشعب وضمان حقوق الإنسان والحريات العامة ،والشفافية الخاضعة لمساءلة وتعميم القطاع العام بصورة فعالة تساهم في إستدامة التنمية و الإستقرار السياسي وتعزيز المسؤولية الجماعية وضمان التسامح الإجتماعي والثقافي بين مكونات المجتمع وتضافر الجهود المبذولة لتحقيق غايات الشعب ، و الإلتزام بحقوق الأقليات والحقوق المدنية التي تمثل في الثقافة و الإقتصاد و السياسية لتقوية أفراد المجتمع المدني، لاسيما أن الحكم الراشد يعزز معايير المجتمع وتعايشه في الدولة على قدم المساواة، و أن تلك المعايير خاضعة لسلطات الدولة ، و على السلطة أن تُخضع على تلك المعايير وحمايتها من الإنهيار لكي تساهم نحو إستدامة السلام و وضع القوى السياسية في بوتقة واحدة متلائمة تنظم سياسته و إدارة الشؤون والمسؤوليات المجتمعية وترسيخ مبادئ و أسس الديمقراطية في المؤسسات الرسمية وغير الرسمية ،كما تنشأ آليات لإدماج فئات إجتماعية متعددة في إتخاذ القرار، يمكنها أن تُساعد في الإستقرار مع توفير الخدمات الأساسية التي تساهم في نهضة ورفاهية حياة الإنسان ،وضمان المبادرات المتعلقة بالإصلاح السياسي في السودان بمساءلة و شفافية و التمثيل القومي في عملية صنع القرارات وتحقق إصلاح التشريع والقانون وبناء قدرات الشعب لكي تلائم مع مؤسسات الدولة وحماية كافة الحقوق اللازمة للشعب إن كانت ثقافية أو إجتماعية أو سياسية و إقتصادية حتى تسود عبره الإستقرار السياسي في ربوع السودان ، لاسيما أن الإستراتيجية كرؤية تعبر عن الحلم الوطني عما ستكون عليه الأوضاع عند نهاية تنفيذ الخطة الإستراتيجية وهي الإنتقال من وضع راهن معين عند بداية التخطيط إلى وضع مستقبلي أفضل ،فضلاً للإستفادة منها في عملية الإستقرار السياسي وتنفيذ الأهداف والأنشطة المستقبلية على المسرح السياسي بغرض تحقيق الغاية المنشودة ، أما السلام المستدام إتسع ليشمل كافة مناحي الحياة التي تتصل بمعاني الهدوء والسكينة والإستقرار في العلاقات الودية بين أبناء المجتمع السوداني، و الحرص على تطور تلك المعايير التي تساهم في الإستدامة ،لذا أن للحكم الراشد دور في توفير بيئة ملائمة عبر إرساء أسس و قواعد الديمقراطية و مبادئ الحكم الراسخ في المجتمع ، الثقافة السياسية تساعدنا في تشكيل أو تكوين شخصية المواطن القومي و تعد حجر الزاوية لتأسيس نظام سياسي و إجتماعي و إقتصادي جديد وسليم في السودان .
