مقالات الرأي

إسقاط الإنقلاب، محاربة مصر، تبادل المنافع مع إثيوبيا

بقلم: سيف الدين ادم احمد عبد الله (ديفيد)

بالماضي و الحاضر لن نترك السودان ان يكون كما الأمويين الجدد و العسكر و سنقف سدا منيعا في وجه الطغاة لأسباب هي التي جعلت دولتنا السودان  ان تكون هي الدولة التي تستفغر شعوبها الي الإنتماء للأصالة حيث يكون الولاء فيها للهويات العرقية الدينية القبلية ان تكون في دوام  الصراع  الدائري دون الوصول الي إنعقاد عقد إجتماعي في بينهما حتى يطول في مسألة السواقة وفقا بالمصطلح المتعارف عليها في  وسط الجيل الحالي (السواقة بالخلا) حتي لا يتسنى للجميع  المناهضة للإنقلابات المتكررة التي باتت بالفشل ليس إبتداءا من أول إنقلاب … عندما ساهمت المستعمر بتكوين قوى عسكرية بسببها فكر ابناء الجنوب القيام  بشق صف القوى العسكرية في ١٩٥٥م و هي كانت إنشقاق الفرقة الجنوبية من الجيش السوداني و اصبحت قوى متمردة ضده قبل إعلان الإستقلال ١٩٥٦م التي واجهت أول إنقلاب لها في ١٩٥٨م اي بعض عامين من المساومة و قد استمرد نهج الإنقلابات حتى اليوم و بالأخص إنقلاب مليشيات الدولة التي ساهمت فيها كل من ليس له إرادة لتقدم السودان كدولة  ليس لهم الفعل الواضح ان يخرج في طريق الشفاء مهما ضاق بنا إحساس الوطنية فحتما سوف يتم وضع اللبنة الأساسية للبناء و يتم محاسبة كل من ساهم في ذلك من الجيش، الشرطة، و حل الدعم السريع و الحركات المسلحة(جوبا) لإفتقادهم الهمة الوطنية  و بيع دماء الشعب السوداني وتحالفهم مع العسكر من أجل مصالح ذاتية يخصهم دون الشعب وبالتالي عمل إستنفار لحواضن النظام البائد وتحريكهم وإعلان موكب سيظل مردودة في أفواه الشعب (موكب الخيانة الكبرى) في 19اكتوبر اتجه الموكب نحو القصر وجعل القصر مكانا لإعتصامهم (إعتصام الموز) ناصروا بع المكون العسكري كإعتصام مضاد للنخب ومن ثم تنفيذ الإنقلاب في 25أكتوبر مع أجهزتهم الأمنية  وظهور مصر كمحور و عقلية مدبرة وهذا ليس أول مرة ان يتدخل مصر بالشأن السوداني .. مصر موقفها سيئ في السياسة السودانية  و لكن يجب علينا ان نضع حد لذلك لان عبر هذه الإنقلابات قد تكون بلا شك السودان هي الدولة الفاشلة الغير قادرة على حماية مواطنيها من العنف و الدمار و التشريد و الإغتصابات و النزوح الممنهج و اللجواء و القتل خارج القانون و التي تميل في نزعتها الي إعتبار نفسها فوق القانون على الصعيد المحلي و الدولي .
فعلى الجميع التفكير في كيفية اخراج البلد من هذه الوضعية بأي وسيلة من وسائل النضال  المختلفة لابد من ان نخرج السودان من هذه المعمعة التاريخية التي اصبحت مأزق في تاريخ الإنسانية نحو بناء الدولة التي تحقق الإستقرار و تعم السلام بالبلاد و تحافظ على ما تبقى من مواردها الإقتصادية و تدافع عنها و تحمي حدودها و هذا لا يأتي الا بإسقاط انقلاب ٢٥ اكتوبر و محاسبة كل شريك فيه كي نبني مؤسسات وطنية مدنية و عسكرية قائمة على مهاماتها المهنية حتي نستطيع ان نخرج بهذه المؤسسات العسكرية التي تستغلها مصر منذ عهد الإستعمار وشركائها بريطانيا و تركيا من كانوا سببا بأن تكون المؤسسات العسكرية بهذا الشكل وتكن ولاءها للأشخاص وتساهم في احتواء الإرهابين مثلآ (أسامة بن لادن ) و ( كارلوس) ودعم الحكومات الإرهابية مثل اليمن والسعودية مقابل حفنة من الأموال مقابل القتال بالوكالة والخوض في  نهب موارد البلاد  و تخريب علاقات مع دول الجوار مثلا تشاد و افريقيا الوسطى و كلها ليس في مصلحة السودان و شعبها التي لا يجد حكومة تدعم رغباتها مما دفعتهم بالخروج في ايام تاريخية من ديسمبر ٢٠١٨م الي ابريل ٢٠١٩م بسند من قوى تحررية وطنية بإسقاط اكبر طاغية في التاريخ .
دعونا نعود الي ال٢٥ من اكتوبر من اجل إكمال ما تبقى من حفنة من البشر يريدون بنا ان نكون دون رغبتنا شعب يفتقد جميع مقاومات الحياة من اجل ان يطول عمرهم لتبديل كل من كان في الماضي بالاصلة الي الجديد الديمغرافي و لن يحصل هذا و حتمآ نكون في موعد التغيير الحقيقي التي تبنى بها الأوطان و المؤسسات القائمة على النظم و القوانين و بالأخص العسكرية و على راسها الجيش للإستعداد للحرب القادم ضد  مصر حكومة و شعب اذا اتاحت الضرورة ذلك من اجل استرداد ارضنا التي اصبحت واضح بان الإنقلاب لديها ايدي في بيعها لمصر كل من (حلايب و شلاتين ) ارضآ و شعبآ و معالجة اثارها التاريخية على المجتمع التي استعمرت من قبل مصر لتكون شعب خالصة بهويتها في التاريخ و لكي  نسترد موارد الشعب السودان باي شكل كان و هذه المعركة قد لا تكون مؤجلة طويلة المدى إنها بالقريب و ايامها قد تحسب بالأيادي ، و لتزكار بان ثورة ال٢٥ من اكتوبر المصري و في عام ١٩٥٣م قد يزكرنا بالزيارة بعضو مجلس قيادة الثورة المصرية و المسؤال عن ملف السودان مصر اذا ارادو بإقامة علاقات منظمة و بقوانين تصب في مصلحة الشعبين حينها يكون لنا حديث في هذا التاريخ التي نمتلك مفتاحها .
و على كل حال اذا اردنا قول  الحقيقة بان السودان يكون مفتاح للتطور و التنمية للوطن و لإفريقيا هي التوجه نحو إقامت علاقات و تبادل منافع للشعبين مع الجارة اثيوبيا و جنوب الوطن التي فصلت لصالح الأمويين الجدد في الشمال (دولة جنوب السودان) التي نالت استقلالها ٢٠١١م و  يوغندى و كينيا و روندا و جنوب افريقيا كدول يترأسها حكومات لها علاقة بالثوارات في بلادهم و لكن بالنظرة الدقيقة لحساسية التعامل مع بعض الرؤساء في بعض الدول الإفريقية رؤساءها  قد تحولوا الي دكتاتوريات مثلا يوسفيني الذي تقلد الحكم في بلاده منذ  ١٩٨٦م قبل إنقلاب الانقاذ في السودان ١٩٨٩م بثلاث اعوام  فقد  نريد منهم عدم التدخل في الشأن السودان و تبادل المنافع للبلاد  و بالرجوع الي إتفاقية تقاسم مياه النيل بين مصر و السودان في العام ١٩٥٩ لكي تكتفي مصر بنصيبها دون التدخل في نصيب الاخرين حتي نترك الجارة اثيوبيا للنهوض بالتمنية في بلادهم بالأخص عملية إستكمال سد النهضة التي تبعد من السودان 150 كليو متر من الحدود السودانية و التي كانت السبب بزيارة رئيس الوزراء الاثيوبي الي الخرطوم في ال 26 من يناير من هذا العام  لكن هاؤلاء الإنقلابين ليس لهم عهود لأن من تربى على عرش ابآ ظالمآ منافقآ دمويآ خائنآ و هنا اريد ان اوصف منظورة للخيانة في نظرية بسيطة و هي ( من خانك مرة في التاريخ لا تثق به العمر كلها ) و في نظري هي زيارة ألحق موارد بلدك قبل ان تنهب فهي اهم لشعب بدل ان يأكلها الانقلابين و سارقي موارد السودان ارضآ و شعبآ (مصر)، فهل لنا النفس الطويل يا شعبي لهذا المعركة الطويلة دون التنازل و بيع طريق النضال في المنتصف؟.

اما ان قدرة هذا الجيل لم يتكي على قدرات الأجيال بالماضي و قد لا ننسى بان النضال تراكمي حتى لو اصبحنا جميعآ في مقبرة إن كنا مخلصين سوف يثورون من خلفنا ؟ فلا تراجع ان نثبت للكون بأننا أناس سودانيين بإنسانيتنا و بتاريخنا.

مقالات ذات صلة

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
زر الذهاب إلى الأعلى
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x