مقالات الرأي

إنسداد المنافذ أمام أربعين مليون إنسان إلا واحد…!!

بقلم: كمال عبد العزيز (كيمو)

لم يبق في هذا البلد الطيب وشعبه من شر وسوء وأذى وخبث إلا مُورِس منذ فجر كتابة تأريخ السودان كدولة موحدة، وتحديداً في عهدها الحديث كدولة ما بعد خروج الغزاة البيض الإنجليز المستعمرين (Colonists) الباحثين عن المال والتوسع، وورثت من بعدهم سدنة مصابة ومدمنة بالسلطة والمال تفوق اسيادهم الذين جعلوهم وكلاء (dealership) اثناء خروجهم، ومن المعروف بان الأمم والشعوب تُبنى على قيم ورؤى وأهداف سامية دفُعت ويمكن ان يدفع من خلالها الثمن لنيلها، وهي التنمية والسلام والأمن والإستقرار والمنافع المشتركة التي تجمع المجتمعات، ويبقى السؤال هل من تكلفة أكبر من تمادي السودان بشكله الحالي وما يواجه إنسانه من عجز ومعاناة وبؤس وأوجاع؟
إذ أن صفوتها السياسية ومفكريها ومنظريها منذ فجر الإستقلال يعملون بغرض نقيض لكل قيم الوحدة والحرية والإنصاف والتعايش؟ وكأنما شعب محبوس جائع عطشان يتصفح صفوة حاكمة بعذاباتها من حروب وفقر ونزوح ولجوء وصراع مستميت حول السلطة.
هذا الشعب المكافح الطموح أرهقته وأتعبته بالقيام بالثورات والركوب على اعتابها صفوة فاشلة ومُنحطة أخلاقياً، يساومون بالثورة ومبادئها مراراً وتكراراً، رغم ذلك لم ييأس ولم يحُبط شعبنا. وقد قام باروع ثورة سياسية وفكرية قبل اربع اعوام، ولكن يبقى الكلب كلبُ حتى ولو ترك النباح لحين! اقمع هذا الطغمة العسكرية المنتفعة والنخب الصفوية الانتهازية هذه الثورة العظيمة وبقيت يلتهم فيها حتى الان بحِيل واهية بارعة تتقاطع امام غايات الثورة واهدافها في الحرية والسلام والعدالة، قاصدين من خلالها الإستمرار في برك الدم والدموع والسير في تناوب دوران الازمة. اليوم اوصلوا الازمة في اخر تجلياتها بين رباعية اقعدت السودان سنين طويلة ضمنها العسكر، والدعم السريع، والاحزاب الصفوية، الى جانب المؤتمر الوطني (الحركة الاسلامية). هذه الاجسام تشكل تحدي امام نجاح الثورة وبقاء سودان موحد معافى، وما يجري اليوم في مروي إنسداد كان متوقع من بدري في ظل وجود منظومة عسكرية متشبثة بعناصر اسلامية تهندس المشهد من خلف الستار. وبوجود هذا الحرس الملغوم باحزاب صانعة السموم والعقبات لا ثورة انتصرت ولا دكتاتورية حكمت، وبذلك يمكث الشعب طايح و رايح عقود تُسرق غاياتها وتُقتل فُرصها للتطلع الى الافضل. وعليه امام الشعب السوداني خيار واحد وحيد وهي كنس وإكتساح هولاء من السلطة بانتصار كامل للشارع، لنقي سوداننا من إستمرار الفوضى بكل انواعها، والتي ستنتهي بتفكيك ما تبقى منها. وكضرورة حتمية علينا جميعاً مسؤلية رص الصفوف الثورية والنزول من جديد ضربة واحدة لنتوج ثورتنا التراكمية الطويلة بإنتصار غير مسبوق في تاريخ السودان والفرصة متاحة اليوم، بإنهاء عهود انصاف الحلول وتجزئة القضايا، وتأسيس حكومة ثورة إنتقالية تضع اساس وطني بحوار وتفاهم سوداني خالص وسلام عادل يخاطب جذور الازمة، ليُطوى كل صفحات الماضي، والقصد والسير اتجاه الامل والمستقبل التي مرساها ومرماها دولة المواطنة المتساوية دولة العدل والإنصاف، ودونها الطوفان في الطرقات يهدد وجود السودان كدولة.

13 أبريل 2023م
القاهرة

مقالات ذات صلة

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
زر الذهاب إلى الأعلى
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x