مقالات الرأي

إنقلاب النيجر…تحديات حاضر ومستقبل شعوب غرب إفريقيا


بقلم: آدم موسي (أوباما)
باحث في الشأن السوداني وغرب إفريقيا

.النيجر مستعمرة فرنسية تعني Colonie ,Nager كانت مملكة استعمارية فرنسية، تغطي معظم أراضي دولة النيجر الحديثة في غرب إفريقيا بالإضافة الي أجزاء من مالي وبوركينا فاسو، وتشاد. كانت موجوده بأشكال مختلفة من 1900م إلى 1960م و تسمي النيجر فقط .
من عام 1922م إلى 1960م أصبحت من الناحية الإدارية جزء من مستعمرة سينيفاميا والنيجر .ومن عام 1902م إلى عام 1904م آلت لمستعمرة السنغال والنيجر ومن عام 1904م إلى عام 1911م ،كانت ميزانيتها وإداراتها وقيادتها من قبل ضباط البحرية الفرنسية، وتم تغيير إسم الإقليم الي منطقة النيجر العسكرية عام 1910م وسلمت أجزاء من شمال شرق مالي الحديثة إلى دائرة جاو، شمال تشاد وفي ٢٠يونيو 1911م،تم التنازل عن دائرة جاو للسودان الفرنسي، وذلك في آوخر القرن التاسع عشر. بذلت فرنسا جهودا لانشاء مراكز دائمة في الشمال والشرق.
تبلغ مساحة النيجر 126700 كيلو متر ،أما عدد السكان حوالي 15 مليون نسمة تقريبا ، وهي دولة حبيسة، أهم الأنهار فيها، نهر النيجر، يبلغ طوله حوالي 200م ، وتعتبر إحدى أفقر بلدان العالم، القليلة النمو، حيث تغطي الصحراء الكبري ما يقارب ٨٠% من إجمالي مساحة البلاد .
تولي الرئيس المنتخب محمد بازوم السلطة في أبريل ٢٠٢١م و أدي اليمين الدستورية، ونقلت إليه سلطة ديمقراطيا، من رئيس مدني منتخب هو محمد ودايسوفو بعد دورتين إنتهت في فبراير ٢٠٢١م.
صعد محمد بازوم، و هو من الإقلية العربية في النيجر بعد حصوله على ٥٥% من أصوات الناخبين النيجريين متقدما على خصمه، ماهان عثمان.
ولد محمد بازوم في قرية نجوري عام 1960م بمنطقة ديما جنوب النيجر قرب الحدود مع نيجريا، و ينحدر من المياسة إحدي بطون قبيلة أولاد سليمان التي يقطن فرع منها النيجر، بينما الأغلبية في جنوب ووسط ليبيا، درس بازوم في النيجر، وحصل علي الشهادة الثانوية سنة 1979م توجه بعدها إلى داكار عاصمة السنغال لدراسة الفلسفة الأخلاقية والسياسية في جامعة الشيخ انتاديوب أكبر جامعة بغرب إفريقيا آنذاك، أطلق عليه لقب الفيلسوف، نسبة لميوله اليسارية، التي ظهرت من خلال نشاطه الطلابي ثم عاد إلى بلاده النيجر ليعمل مدرسا بها .
في ٢٦ يوليو ٢٠٢٣م وقع الإنقلاب على الرئيس المنتخب محمد بازوم من قبل الجنرال عمر تشياني وهو مسؤول الحرس الرئاسي بالقصر، وتشير المعلومات الأولية أن الرئيس محمد بازوم كان ينوي إقالته من منصبه، حيث ظل يشغل قائد الحرس الرئاسي منذ فترة نظام الرئيس السابق محمد أسوفو، وأن سبب الخلاف بينه والرئيس المنتخب محمد بازوم ، عزم الأخير تغيير بعض الوجوه بأوجه جديدة.
إن ما جري في النيجر هو صراع بين عناصر النظام البائد محمد ايسفو والرئيس المنتخب محمد بازوم الذي يريد توطيد الديمقراطية في هذا البلد المنكوب بالإنقلابات العسكرية، وما حدث يمثل هجمة مرتدة من قبل الدولة العميقة التي يشكل قوامها الزبرما والهوسا والفولاني والتبو.
وعرقية الهوسا وحدها تمثل أكثر من نصف سكان النيجر. وجد محمد بازوم عشية تصيبه دعما سخيا من حميدتي.
فعشية تنصيب بازوم زار حميدتي العاصمة نيامي مهنئا بالفوز العظيم واجتمع بوفد من قبيلة أولاد سليمان العربية المتفرعة من المحاميد، وتشير تحليلات المراقبين أن حميدتي جاء للتشاور معهم حول صناعة المزيد من دول العربان .
.محمد بازوم هو أول رئيس عربي يحكم النيجر والخطوة التالية كانت تقضي بتقوية تحالفات ذات العشيرة العربية للسيطرة علي تشاد والإطاحة بالزغاوة بالتزامن مع صعود حميدتي (أية الله ) لسدة الرئاسة في السودان.
في خضم هذا المشهد كثيف الصور والتقاطعات، هناك مسرحية موازية لإعادة ترتيب الأوضاع في السودان ومالي والنيجر وتشاد وليبيا وإفريقيا الوسطي.
أبرزها تأجج المشاكل العرقية والصراعات بين الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا وبوركسل وروسيا، في الحرب الروسية الإوكرانية، وإتجاه روسيا للسيطرة علي المستعمرات الفرنسية في غرب أفريقيا مثلما حدث في مالي وبوركينا فاسو.
توالت رود الأفعال الدولية لدعلى إنقلاب ٢٦ يوليو ٢٠٢٣م في النيجر حيث إدانت الأمم المتحدة والإتحاد الأفريقي ومجموعة دول غرب إفريقيا إيكاواس، والولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا الخطوة، وطالبت كل تلك الجهات بعودة الرئيس المنتخب محمد بازوم إلى منصبه ورفضت تغيير الأنظمة عن طريق الإنقلابات العسكرية.
أما روسيا فسمت ما حدث في النيجر بالنزاع الداخلي، وهذا يؤكد أن المجموعة التي إنقلبت علي السلطة في النيجر لها علاقة بروسيا.
كذلك تزامن إنقلاب ٢٦ يوليو مع إنعقاد قمة سانت بطرسبيرج بين روسيا وزعماء الدول الإفريقية، وفي هذا الشأن أشارت صحيفة التاميز البريطانيه في أكتوبر إلى ان الدولة الثانية التي تخسرها فرنسا لصالح روسيا هي النيجر بعد مالي وبوركينا فاسو، وهكذا يبدو المشهد في غرب افريقيا تتداخل فيه التحديات الداخلية والخارجية، بصورة تهدد استقرار المنطقة كلها التي عرفت بحزام الإنقلابات ..

مقالات ذات صلة

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
زر الذهاب إلى الأعلى
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x