مقالات الرأي

الآلية الممكنة لتطوير المناهج التعليمية والتربوية

بقلم: أحمد محمد عبد الله

لا شك في أن المناهج التعليمية في السودان مكرّسة بأفكار أيدولوجية محددة بدافع السيطرة على الشعب واغتيال أفكاره وتغذيته بمفاهيم غريبة جدآ لضمان البقاء والدوام على السلطة ؛ فأصبح المنهج فارغ تماما عن محتواه لذا الغاية الأسمى في تطوير المناهج هي المواكبة مع مستجدات العصر الحديث والاستفادة من التقنيات التعليمية الإلكترونية.

فالحقيقة التي لا يمكن الإستغناء عنها أو إنكارها هي ” لا حدود للمعرفة ” ولكن طبيعة الأنظمة الإستبدادية الحاكمة مألوفة بتدمير كل ما يساهم بشكل مباشر في تطوير الأمة فأستخدمت وسائل هدامة في المنهج وغيرت مسارها العلمي بتمكين أفراد ذات ولاية تنظيمية للحزب الحاكم الطاغي بغض النظر عن الكفاءة التي يمتلكها الفرد ونفي كل من له صوت مغاير أو معارض للنظام والنتيجة الوخيمة هي إنتاج كادر بشري هش لا يبالي للإختلاف شيئآ سوى إفتعال الحرب.

الأزمة التاريخية في النظام التعليمي السوداني هي تسيس المنهج وإستخدامه كسلاح لمحاربة الآخرين وما توصلنا إليه هو تفشي نعرات العنصرية والكراهية في أذهان الصغار بإعتقادهم بأن الأخر المختلف عرقياً ودينياً وإثنياً عدواً لهم ولا يشبههم في تفاصيلهم الصغيرة والكبيرة بدلا من إرساء قيم المحبة والسلام والتسامح بين الأفراد وتدريبهم بأن كل شيء جميل مصدره التعدد والتنوع.

أسس تطوير المناهج:

  1. الأساس الإجتماعي ‘ لابد من تكوين لجان من مختصين تربويين بناءا للكفاءة والمعرفة فيما يترتب على المنهج وبعدها توزيعهم إلى غرف مصغرة وبعدد مقدر لتغطية كافة أقاليم السودان المختلفة والدافع من وراء هذا هو تقصي الحقائق لمعرفة نمط المجتمع لوضع منهج يتماشى مع العادات والتقاليدوالاعراف ويشبه الإختلاف السوداني.
  2. الأساس التربوي، والمعنى هنا تكمن في الإصلاحات التربوية بوضع خطة جديدة تضمن مواكبة المنهج مع ظروف العصر المعاش ونسعى للأفضل بتوفير وسائل نقل المعلومات وفقا لإتجاهات العالم بنظام تقني حديث.
  3. البيئة المدرسية، لابد من تحسين وتوفيق الوضع المدرسي لجعل البيئة الدراسية أمنة و مهيئة قادرة لإستيعاب الطلاب بتجديد الرغبة لإحداث نمط يلغي الواقع الأسري الكئيب ويفتح فرص ثمينة لتلقي المعرفة والتي بدورها تساهم في تغيير البنية الإجتماعية والأسرية ويحدث نقلة علمية تنهي الماضي السيء بوضع أساس للحاضر ونورا مشرقا للمستقبل.
  4. مجلس التربوي، لتحقيق الأمل الذي يتبناه الكثير من شعوب العالم وهو تطوير المجلس التربوي وتزويدهم بمفهوم التعليم وما يحمله المعنى بفتح مجالاً واسعاً للحوار والنقاش حول القضايا العلمية المعاصرة لمواكبة العالم مع إحداث النقلة نحو التقدم والإزدهار وصولا للرقي في كل جوانب الحياة بهدف إنتاج كادر قادر على القيادة.
  5. مجلس الأباء، يجب تطويره حتى يعلم جميع أولياء أمور الطلاب بأن لهم حق المشاركة في مواقع إتخاذ القرار ويمثل المجلس جسم رقابي للإدارة المدرسية والطاقم العامل بهيئة التدريس بتقديم الملاحظات التي يرونها عند أبنائهم.

يواجه العالم المعاصر بتحديات جسام من متغيرات التعليم والتي تنطوي عليها الدراسة لمواجهة العقبات المصاحبة بتطوير المناهج التعليمية والتربوية والتركيز لحاجات الطلبة وإهتماماتهم وهواياتهم الفنية لبناء جيل قوي قادر لجعل المستحيل ممكنا…!!.

الخلاصة:
أرى انه لابد من تطوير المناهج تطوير يجعلها تواكب التطور المعرفي الهائل في العالم والاستفادة من تجارب التي تقدمت في هذا المجال مع مراعاة الاختلاف.

مقالات ذات صلة

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
زر الذهاب إلى الأعلى
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x