مقالات الرأي

الأطفال وتدعيات الحرب في السودان (بين الحاضر والمستقبل)

بقلم: صدام علي آدم أبوه (عولمة)

إن في السودان لن ينتهي آلام الحرب بمجرّد وقف إطلاق النار واِنتهاء العمليات العسكرية بين المكونين ( الجيش+ الدعم السريع )، بل تمتد المأساة لسنوات طوال بعدها ، عندما يصحوا الناس على ما خلّفته الحروب من ندوب عميقة داخل نفوسهم كباراً وصغاراً ، وهذا يعتبر انتاج ازمة جديدة التي تحاصر الاجيال القادمة في المستقبل.
ولدليل علي ذلك يبلغ عدد الأطفال في مناطق النزاع الحربي نحو 400 مليون طفل تقريباً ، يواجه هؤلاء الأطفال الأذى الجسدي والعقلي نتيجة للحرب القائم داخل الوطن بين الجيش والدعم السريع الذي يوصف بأنه صراع العبثي و بلا معني.

 إليك أهم المشاكل النفسية للتنشئة الاجتماعية للاطفال في مناطق الصراع:

1/اِضطرابات نفسية ما بعد الصدمة.
2/اِضطرابات الأكل (ينتج عنها أمراض سوء التغذية).
3/اِنتشار الاِكتئاب والقلق واليأس في المستقبل.
4/إدمان التدخين أو المخدرات أو الكحوليات نتيجة لضغوطات الحرب.
5/ العقدة النفسية والاِنعزال عن المجتمع.
6/صعوبة النوم وضعف الذاكرة.
7/الشعور الدائم بالغضب وجلد الذات.
8/زيادة معدّلات الاِنتحار نتيجة للاثار المتراكمة.
9/ عدم الثقة في النفس والشعور بالنقص والانطواء.
10/ الشعور الدائم بالخوف والقلق والاِكتئاب.
11/ تأخر النمو العقلي والبدني والعاطفي.
12/ صعوبة الاِندماج في المجتمع والعجز عن بناء روابط عاطفية مع الآخرين.
13/ الاِضطرابات السلوكية وردود الفعل العِدائية.

الآثار النفسية للحرب التي تصيب حتي البالغيين:

هذه الاثار الناتجة عن الحرب لم يتنهي عند الاطفال فقط بل حتي البالغين ، رغم اِمتلاكهم قدرةً أكبر على التحمّل مقارنةً بالأطفال، لا ينجوا البالغين من تداعيات الحرب السلبية على نفسياتهم ، إذ تتفاقم الضغوطات المفروضة عليهم مع سوء الحالة الماديّة والفقر  وحتي الجانب النفسي ، خاصّةً إذا كانوا مسؤولين عن إعالة أُسرهم وتأمين لقمة عيشهم، مما يجبرهم على الكتمان ومواصلة الكفاح دون أن يدري أحد بالألم الذي يعيشونه.

وفقاً لأحد التقارير الصادرة عن “منظمة الصحّة العالمية”، (فسيعاني جميع الأفراد المتضرّرين من الحروب ضوائِق نفسيّة بشكل فوريّ أو بعد فترة من الزمن).
 
الحياة في ظل الحرب وتأثيرها علي الأطفال:

1) في الظروف العادية، يُعاني واحد من كل (30) شخص من مشاكل نفسية.
2) بينما في حالة الحروب والنزاعات، يُعاني واحد من كل (30) شخصاً من أزماتٍ نفسيّة أكثر حدّة، أي بمعدل (75%) في السودان.
من الطبيعي أن تخلّف الحرب تأثيراً عميقاً ودائماً على الأطفال، ينجم عن التجارب المؤلمة التي عاشوها في بيئتهم ، ممّا يُعّطل إحساسهم بالأمان والاِستقرار ويجعلهم أكثر عرضةً لخطر الجوع والمرض والعنف والتجنيد العسكري والاِستغلال والاِعتداء الجنسي.

الجانب النفسي للاطفال في مخيمات اللجوء والنزوح:

بعد فترة مريرة وطويلة جدآ من المعاناة والنجاح من الموت ، يصلُ اللاجئون إلى المخيمات ومناطق النزوح فاقدين كلّ ما لديهم من طاقة جسدية ونفسية ، لتبدأ بعد ذلك حلقة جديدة من مسلسل الألم الذي لم ينتهي، لتعلن الأزمات النفسية والعقلية ظهورها تدريجيّاً في مجتمعات اللجوء.
تسوء الحالة النفسية للاجئين يوماً بعد يوم، بالتوازي مع تردّي الظروف المعيشية في المخيمات ، إذ يعاني النازحين مجموعة من المشاكل النفسية ومن بينها:

1/ اِنتشار الفقر والمجاع واِنعدام فرص العمل وسبل كسب العيش.
2/ سوء الخدمات الصحية.
3/ مشاكل سوء التغذية ونقص التمويل.
4/ نقص مياه الشرب ومشاكل الصرف الصحي.
5/ تفشّي الأمراض والأوبئة.

ماهي دور الاسرة والمنظمات المدنية في تخفيف المعاناة للاطفال في الحرب:

يا عزيزي الدعم النفسي للمتضررين من الحرب  ليس رفاهية ! بل إنما هي ضرورة قصوى تقع مسؤوليتها على عاتق المنظمات الحقوقيّة ومؤسسات المجتمع المدني. انطلاقاً من هذه الرؤية.

أهم خدمات الدعم النفسي التي م̷ـــِْن الضرورة ان يتم  توفيرها لاطفال الحرب:

  • تقديم مشورات فردية وإحالة الحالات الحرجة للدعم التخصصي.
  • إقامة حملات التوعية النفسية لتعريف الناس بأهمية الصحة النفسية ( الارشاد النفسي).
  • زيارة العائلات والأفراد الأكثر عزلة في المجتمع.
  • إنشاء مساحات اللعب الآمن للأطفال.
  • إقامة عروض مسرحية وأنشطة ترفيهية للأطفال.
  • تثقيف الأهالي حول كيفية العناية بالطفل في كافة مراحله العمرية.
  • دعم ذوي الإعاقات الناجمة عن الحرب ودمجهم في المجتمع.

كيف نساعد الاطفال المحرومين م̷ن الأسرة اثناء الحرب:

  • بناء و تجهيز مراكز الاستقبال و الإدماج الاجتماعي المهني عبر جهات معنية.
  • تحسين جودة الخدمات المقدمة لهؤلاء الاطفال في كل مؤسسات الاستقبال والرعاية التابعة للعصبة.
  • تحسيس السكان وتوعيتهم بقضايا الطفل المحروم من الأسرة.

الحلول وكيفية حماية الاطفال م̷ـــِْن الحرب:

تعزيز عملية الرصد والإبلاغ عن الانتهاكات الخطيرة ضد الاطفال من اجل تحسين مستوى الامتثال للقانون الإنساني الدولي وقانون حقوق الإنسان الدولي ومعايير حماية الطفل ولتكريس مستوى مساءلة أكبر.
فبالضرورة ان نعزز احترام القواعد التي تحمي الاطفال في الحرب بصفة اخص في الاتي:
1) حظر تجنيد ومشاركة الاطفال في الحرب .
2) لهم الحق في الحفاظ على وحدة الأسرة واستعادة هذه الوحدة.
3) تلقي المساعدة الطبية والنفسية والاجتماعية.
4) تحليل احتياجات وقدرات حماية الطفل والتخطيط للاستجابة.
5) وضع جسم معين ومهامه هي تحديد الاطفال المعرضين للخطر وتحديد أولوياتهم وتقييمهم وإحالتهم .
6) مكافحة فصل الاطفال  عن الآباء ومقدمي الرعاية والاستجابة له.
7) ضمان خدمات الرعاية البديلة المناسبة لهم .
8) تقديم الدعم النفسي والاجتماعي للأطفال والآباء ومقدمي الرعاية.

الاطفال هم ضحايا الحرب والصراع اللعينة التي ساهمت في تفكيك الوطن وشتات المجتمع.


المجد والخلود لشهداء الوطن

مقالات ذات صلة

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
زر الذهاب إلى الأعلى
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x