مقالات الرأي

قرءاة في إتفاق وقف إطلاق النار وجدواه (5)

بقلم: آدم موسي أوباما

أعلنت المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة يوم السبت الموافق 17 يونيو 2023م إتفاق ممثلي القوات المسلحة والدعم السريع، لوقف إطلاق النار لمدة 72ساعة في جميع أنحاء السودان تدخل حيز التنفيذ اعتبارا (18-21 يونيو) تبدأ من الساعة السادسة صباحا بتوقيت الخرطوم، واتفق الطرفان علي أنهما خلال فترة وقف إطلاق النار سوف يتوقفان عن التحركات والهجمات واستخدام الطائرات الحربية و الطائرات المسيرة، والقصف المدفعي، أو تعزيز المواقع أو إعادة إمداد القوات.

اتفق الطرفان السماح بحرية الحركة وإيصال المساعدات الإنسانية في جميع أنحاء السودان.
وفي سياق آخر أعلنت المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة عن مؤتمر (المانحين الإنساني) يوم 19 يونيو ودعا الميسران طرفي النزاع، النظر في المعاناة الحادة، التي يعاني منها الشعب السوداني، وضرورة الالتزام التام بوفق إطلاق النار، وتوقف العنف، كما هدد الميسران في حال عدم إلتزام الطرفين، بوقف إطلاق النار لمدة 72ساعة، سيضطر الميسران إلى النظر في تأجيل المحادثات في جدة.
بهذه الهدنة وصل عدد الهدن إلى ١١ ومن المؤسف، ليس هناك أي إلتزام من الطرفين بوقف إطلاق النار خارج العاصمة الخرطوم والوضع الإنساني يتدهور بشكل خطير في كل من الأبيض ونيالا والفاشر وزالنجي، والجنينة، التي شهدت انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان مما أدي إلى مقتل أكثر من ١٢٠٠ وجرح أكثر من ٢٠٠٠ ألف من المدنيين الأبرياء ، حسب توثيق منظمات حقوقية محلية ودولية، وتشريد أكثر من ٢٠٠ ألف من المدنيين، وتدمير المستشفيات، ونهب ممتلكات المواطنين، ومقتل السيد والي غرب دارفور، خميس أبكر بدرجة من البربرية والوحشية والقساوة، تحتاج إلى تدخل من الأمم المتحدة، ومجلس الأمن الدولي، لإيقاف المجازر البشرية والإبادة الجماعية المرتكبة بواسطة قوات الدعم السريع والمليشيات المساندة لها في عاصمة ولاية غرب دارفور، مدنية الجنينة بحق المدنين العزل .
إن القوات المسلحة تتحمل المسؤولية الكاملة تجاه هذه الجرائم، وفقا للدستور حيث توجد قيادة فرقة للجيش، كاتت تتفرج على استمرار الانتهاكات الجسيمة لحقوق الأنسان بحق المواطنين العزل
فالمؤسسة العسكرية الموجودة في المشهد السياسي، لايمكن أن تكون جزء من أي حل سياسي قادم، لابد من ابعادها من المشهد.
السياسي بعد انتهاء الحرب، وإصلاح المنظومة الأمنية والعسكرية، وإعادة هيكلتها، ودمج جميع قوات الحركات المسلحة وبناء جيش بعقيدة قتالية وطنية، يكون الولاء فيها للوطن وليس لأي جهة سياسية.
عندما انقلبت الحركة الإسلامية في ١٩٨٩م قامت بتسييس الجيش وأدخلت عدد كبير من الإسلاميين في الجيش .
واليوم في ظل الأزمة السياسية والإنسانية التي يمر بها السودان أغلقت كل دول الجوار حدودها ما عدا دولتي جنوب السودان و تشاد، التي فتحتا حدودهما لاستقبال اللاجئين السودانيين، الذين فروا من ولاية غرب دارفور الجنينة، بعد هجوم الدعم السريع والمليشيات المساندة لها علي المدنية، ووصل إلى تشاد أكثر من ٢٠/٠٠٠ ألف مدني، وفي موقغ إنساني نبيل وصل إلى منطقة أدري التشادية، رئيس دولة تشاد، سعادة الفريق محمد إدريس دبي، في زيارة لتفقد أحوال اللاجئين السودانيين، يوم السبت الموافق 17يونيو 2023 والتقى قيادات الحكومة المحلية ومنظمات المحلية والدولية، لتقديم المساعدات للاجئين السودانيين.
يذكر بعد انفجار الازمة في 15ابريل 2023م بين الجيش والدعم السريع، بذلت جهود إقليمية ودولية، لحل الأزمة منها تحرك الإتحاد الإفريقي والإيقاد، بعد إجتماع جيبوتي، تم تكليف رئيس كينيا السيد وليم روتو لحل الأزمة السودانية، إلا أن البرهان أعترض على الوساطة الكينية، وعلى عودة السيد فلوكر بيرتس ممثل الأمين العام للأمم المتحده إلى السودان، فإلى أين يريد البرهان أن يقود السودان، بعد الحرب الشاملة، والأزمة الدولية مع الأمم المتحدة والإتحاد الأفريقي.

وزاد الطين بله السيد مالك عقار الذي كلفه البرهان قائد الإنقلاب بمنصب نائب رئيس مجلس السيادة، وهو ليس له أي وضع دستوري في وثيقة ٢٠١٩ التي إنقلب عليها البرهان وحميدتي ومجموعة سلام جوبا، بعد أن وصل إلى القاهرة، يوم السبت الموافق 18يونيو 2023 والتقى الرئيس المصري السيد عبدالفتاح السيسي الذي أكد علي ضرورة وقف شامل أطلاق النار في كل السودان، و مصر ليست مؤهلة لقيادة أي وساطة بين طرفي الصراع في السودان، لأنها هي أحد داعمي طرفي الحرب، وكذلك سبب في إشعال هذه الحرب بين الجيش والدعم السريع ودعمها للانقلاب ٢٥ أكتوبر ٢٠٢١م. معروف
يجب إيقاف هذه الحرب العبثية وأن يجلس الفرقاء علي طاولة المفاوضات، فهناك عدد من المبادرات التي قدمت لحل لمشكلة السودان وهذا يتطلب تكوين كتلة مدنية تعمل لايقاف الحرب، وتشكيل حكومة مدنية تتولي قيادة المرحلة الإنتقالية، حتى قيام انتخابات حرة ونزيهة.
ليس هناك إمكان أي طرف من الأطراف تحقيق نصر عسكري في هذه الحرب اللعينة، هذا ما تقوله الوقائع والشواهد خلال ال 65 يوما التي مضت عليها

مقالات ذات صلة

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
زر الذهاب إلى الأعلى
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x