مقالات الرأي

مآلات هذه الحرب اللعينة

عبدالحميد عبدالله ( باقا )

بعد الرحمة والمغفرة على أرواح الشهداء وعاجل الشفاء للجرحى ، سيما المدنيين الذين يدفعون ثمنآ انسانيآ باهظآ جراء هذا النزاح المسلح الجاري بين القوات المسلحة و قوات الدعم السريع في العاصمة الخرطوم ، والذي بسبب ذلك حدث مخالفات فاسدة لاتفاقية جنيف الرابعة ، والتي وضعت قواعد جلية لحماية المدنيين والزمت أطراف النزاع بضرورة مراعاة لنصوص الاتفاقية بصورة تتوائم مع روح المعاهدة الا ان الواقع المعاش يشير إلى وجود إنتهاكات ممنهجة بحق المدنيين من كلا الطرفين ، إذ ان المادة 3 المشتركة من اتفاقيات جنيف الأربعة وضعت مسلكآ واضحآ يجب اتباعها لحظة النزاعات ، كما أشارت ان على أطراف النزاع ان تعمل فوق ذلك عن طريق اتفاقيات خاصة على تنفيذ هذه الاتفاقية او بعضها ودون ان يقيد الحقوق الممنوحة بمقتضاها ، ولكن للأسف لم نر التزامآ صارمآ بروح الاتفاقية ناهيك عن جلوس الطرفين للمناقشة حول اتفاق خاص فوق مبادئ جنيف ، وذلك نسبة لغياب رغبة طرفي النزاع في الإيمان بأن البندقية يمكن ان تسبب تخريبآ ولا تبسط الأمن والاستقرار والتجارب المحلية منذ 1955م كأول شرارة ثورة مسلحة حتى 2002 كميلاد اخر قوة ثورية وكانت التوجه لدى المؤسسة العسكرية فقط القضاء وذلك بالارشاد من السلطات السياسية المدنية المتعاقبة ، وكذلك النماذج الاقليمية حية امامنا ، والذي قضى باستحالة تمكين اي طرف للقضاء على الآخر كما يزعم كلا الطرفين إذ ان اصرارهما على مواصلة الاقتتال وسط أحياء معهولة بالمدنيين ودون أدنى التزام بالهدن المعلنة وفتح ممرات آمنة، أدى إلى مخالفة واضحة للمادة 10 من اتفاقية جنيف الرابعة بسبب إعاقة نشاط الجهات الإنسانية والدولية لعرض خدماتهم إلى من هم في حاجة ماسة من المدنيين ، الذين يعيشون ويلات الحرب وقعطت عنهم ابسط خدمات انسانية ،، هذا فضلا عن خروج عدد مقدر من المستشفيات المدنية عن الخدمة إما بسبب القصف العشوائي بشتى الاليات او هيمنة قوة مسلحة والاعتداء على الكوادر الطبية لحظة القيام بواجبهم الإنساني في ظروف بالغة التعقيد ، حيث فقدوا أرواحهم ، وهذا يعتبر واحد من أسوة انواع الانتهاكات الممنهجة والمخالفة لنص المادة 18 والتي الزمت الجميع على ضرورة الحفاظ على احترام المستشفيات في جميع الأوقات . إذ يجدر بجلاء ان على الطرفين الحرص على سلامة المواطن واملاكه ، ولكن من الملاحظ ان هنالك اعتداء سافر ومتكرر بحق المواطن الاعزل وممتلكاته من قبل أفراد قوات الدعم السريع أمام مرأى الجميع وتحت وطأة التهديد وبممارسات شبيهة بما حدث بدارفور وإن كان اقل حدة ، ولا نعلم هل هذه موجهات تنظيمية ام ممارسات فردية ؟ وكيف لممارسة فردية ان تصبح شايعآ كما هو مشهود ؟ نعم علم الجميع أن البرهان ومن معه من الاسلاميين غير راغبون في التحول الديمقراطي المدني وما يؤكد صحة ذلك الفيديو الذي نشر مؤخرآ يظهر فيه الإسلامي انس عمر وهو في قبضة الدعم السريع ،، ولكن هنا السؤال الذي يطرح نفسه بالقوة وهو هل الديمقراطية تصنع وتحمى هكذا بنهب وإغتصاب الاملاك الخاصة ؟ هل فات على قادة الدعم السريع ان بسط الامن واعادة مظاهر الحياة على طبيعتها واحد من الاسس الذي يقاس عبرها انضباط الجنود ؟وللاسف كل هذه المخالفات تحدث بغياب تام لأي مظهر من المظاهر العسكرية للقوات المسلحة إلا خبراءها الاستراتيجيين الذين يظهرون عبر قنوات الفضائية بإيداحات يجافي تمامآ لمقتضيات الواقع ، ويوعدون وعودآ اشبه بوعد عرقوب لأخاه بيثرب . .

لا للحرب

20 مايو 2023

مقالات ذات صلة

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
زر الذهاب إلى الأعلى
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x