مقالات الرأي

إنتشار ظاهرة تشرد الأطفال بولاية شمال دارفور

بقلم: سارة آدم (الليبرالية)

أصبحت ظاهرة التشرد والتسول اليوم في المجتمعات من أخطر المشاكل التي تعاني منها كثير من دول العالم وخاصة في مناطق النزاع وسط الأسر ذات الدخل المحدود.
وقبل أن نغوص في هذه الظاهرة السلبية ، هنا بعض التساؤلات؟!
ماهي الأسباب التي تؤدي إلى التشرد، وخاصة أطفال دون سن الثامنة عشر؟!

هل لدوافع إجتماعية أم إقتصادية أم سياسية؟!

هل المسؤولية الإجتماعية خاصة بالأسرة أم الدولة؟!

لماذا لم تكن هنالك جهات حكومية مسؤولة عن الأطفال المتشردين؟!

ما الفائدة من وجود مؤسسة الضمان الإجتماعي؟!

أين دور الرعاية الاجتماعية؟

أسئلة كثيرة تدور في أذهان الكثير من المجتمعات، وللإجابة على هذه الأسئلة الجوهرية، أولآ نقول أن المسؤولية هي مسؤولية جماعية.
يموت الانسان مرة واحدة في الحياة ، لكن نجد في السودان منذ الصغر يموت مراراً وتكراراً ، لعدم وجود مأوى أو مكان يحتويه، بسبب تأزم الأوضاع الإقتصادية ( المعيشية) وتراكم الأزمات الناجمة عن هذه الظاهرة ، يموت الطفل وهو متشرد في شوارع المدن، القرى، الزقاقات، الخيران، الكباري وأماكن أخرى.

ما ذنب هؤلاء المشردين؟!
أليس لهم حقوق كي يعيشوت مثل الآخرين؟

لمحة تأريخية لأسباب ظاهرة التشرد والتسول: إن الظاهرة ترتبط إرتباطآ وثيقآ بالتطورات الإجتماعية والإقتصادية والسياسية، بالتالى تشرد الأطفال ناتج من الأسباب الآتية:

-الحروبات الأهلية.

-الصراعات الداخلية.

-الإضطرابات الإجتماعية.الإضطهاد الأبوي الناتج عن السلطة الذكورية المغروزة في عقل الرجل السوداني منذ ميلاد الدولة ودخول بعض الثقافات التي تحرم الأطفال من حقوقهم.

-الجهل وقلة التربية والتعليم.

اليوم يواجه الأطفال تحديات بالغة الخطورة والضرر والإهمال الحكومي، خاصة حكومة ولاية شمال دارفور ، ما من مسؤول أو جهة تسأل عن هؤلاء الأبرياء، بل يتم شتمهم والتقليل من شأنهم بأسوا الألفاظ والعبارات اللانسانية، وأيضا يواجهون صعوبات وإتهامات وانتهاكات للإنسانية من السلطة الأسرية والإجتماعية المهيمنة بالتسلط والانتهاك من الأنظمة الديكتاتورية العسكرية خاصة حكومة الولاية وأعوانهم ، وممارسة العنف تجاه الأطفال المشردين.
لذا من واجب ومسؤولية السلطات الحكومية بالولاية:
١/ توفير الرعاية الخاصة للطفل عن طريق ضبط نشاطاته وسلوكياته ومراقبتها.

٢/ وضع حد لإنتشار ظاهرة التشرد والتسول في السودان عموماً وولاية شمال دارفور (الفاشر) بالتحديد.
فإن هذه الظاهرة من أصعب الظواهر المحيطة بالولاية ومن المشكلات الجوهرية التي تواجه مجتمع الولاية والأسرة البسيطة وخاصة ( النازحين).


أصبحت ظاهرة التشرد والتسول منتشرة في جميع ولايات السودان نتيجة للفقر وسوء الإدارة ، وقد بصورة مخططة من حكومة الولاية (مصدر دخل) لجهات معينة ومستفيدة من تشريد وتسول وتهجير الأطفال.
علاوة على ما ذُكر، قد أصبح مستقبل الأطفال في خطر كبير يواجه أغلبية الأطفال دون سن الثامنة عشر، لذا يجب وضع التدابير اللازمة لحل مشكلة التشرد والتسول في ولاية شمال دارفور.
بدأت هذه الظاهرة الإنتشار في السنوات الأخيرة بصورة كبيرة جداً، ولها أبعاد أخرى وهنالك جهات مستفيدة منها كما الحروبات والصراعات الأيديولوجية والإنتهاكات اللانسانية التي تمارسها السلطات في إقليم دارفور. الأحداث المؤسفة بالولاية قد تسببت في نزوح المواطنين من أماكنهم إلى مخيمات النزوح واللجوء، وجراء هذه المشاكل فقد الأطفال أسرهم، وعشرات الآلاف منهم يعيشون بدون آباء وأمهات ولا من جهة تعولهم ، وأغلبهم محرومين من الرعاية الإجتماعية والصحية والتعليم.
تأثيرات وتداعيات الحرب يشكل خطراً كبيراً على قدراتهم العقلية والنفسية، وكذلك الإجتماعي المتمثل في الزواج الفاشل الذي ساهم بدوره في ظاهرة التشرد والتسول لعدم الإختيار الصحيح بين الأزواج وإحترامهم لبعضهم البعض، وهروب الأزواج من المسؤولية الإجتماعية وترك الاطفال ، أو هروب أحد الأبوين من المسؤولية بسبب الخلافات الزوجية وقهر الطفل وسوء المعاملة.
أيضاً العامل الإقتصادي يلعب دوراً أساسياً في المشكل الذي أجبر هؤلاء الأطفال علي التشرد في الأسواق والشوارع، ونجد أن الجهات الحكومية ليس لها دور فعال لحماية حقوق الأطفال، بالرغم من وجودهم في الشوارع ، بلا مأوى ويتم إذلالهم وإهانتهم وإستغلالهم.
أما البنات يتعرضن لأبشع أنواع العنف والتحرش والإغتصاب.
والأخطر من ذلك فقد لجأ أغلب هؤلاء الأبرياء إلى تناول الكحول والمخدرات.
إن ظاهرة التشرد والتسول هي مسؤولية جماعية ، وعلينا أن نعمل على محاربتها بكل ما نملك، لخلق جيل معافى يساهم في بناء وتطور المجتمع وخدمة الوطن.

17 مارس 2022م

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى