مقالات الرأي

القبلية كستار لتصفية الحسابات السياسية

بقلم / منصور عبدالحميد محمد

ترمز القبيلة إلى مجموعة أو جماعة من الناس يرجعون إلى نسب و جد واحد ، و من هنا يأتي الإحساس بالإنتماء إلى القبيلة بإعتبارها الأصل بالنسبة للفرد داخل المجتمعات، وهي بذاتها أي ( القبيلة)ليست مشكلة لأنها أساس المجتمعات بتدرجها من فرد لأسرة لقبيلة وعشيرة ومجتمع… ألخ؛ ولكن تكمن المشكلة في التعصب للقبيلة والتي بدوره يقودنا إلى القبلية والتي تنتج عنه صراع وحروبات، إذا لم تدار تلك الصراعات بشكل رشيد وعقلاني.

إنّ إقحام القبيلة في الصراعات السياسية تمثل إحدى جوهر المشكلة التي واجهت السودان إلى يومنا هذا بنتائجها الوخيمة التي أنتجت تشظي وتأكل وتفكك المجتمع السوداني و ساعدت على تأخر السودان وعدم خروجها من النفق المظلم و الدائرة الجهنمية.

إستخدمت معظم الحكومات التي تعاقبت على حكم السودان القبلية لتصفية حساباتها وخصوماتها السياسية وذلك عبر إستخدام رموز الإدارات الأهلية والمنتفعين الذين ساهموا بصورة أو بأخرى بدخول القبائل في المعارك السياسية لتنفيذ أجندة السلطة بلا وعي أو بوعي منهم لتوطيد حكم تلك الحكومات والقضاء علي معارضيها مما إنعكس سلباً على التنمية والإزدهار والتطور.

أسوأ ما في إقحام القبيلة في الصراعات السياسية دائماً نتائجها وخيمة ومجحفة في حق الوطن والمواطن ومكلفة للمجتمعات المتصارعة والدولة والتي سرعان ما ينعكس علي شتى نواحي الحياة السياسية والإقتصادية والإجتماعية و… إلخ.

لذا يجب علينا جميعاً التصدي لهذا الفيروس(القبلية) بتوعية المجتمع بأن القبيلة تمثل إحدى ركائز الدولة ويجب أن تكون بعيدة كل البعد من الصراعات السياسية ، كما لا يسمح للمنتفعين والعملاء بإدخال القبيلة في الصراعات السياسية لأغراضهم الشخصية، و يجب للمنظومات السياسية والحكومة الإبتعاد عن إستخدام القبائل في معاركهم وتنافسهم السياسي .

مقالات ذات صلة

5 1 vote
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
زر الذهاب إلى الأعلى
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x