مقالات الرأي

إجتماع توغو التشاوري .. العبرة بالأفعال لا الأقوال


بقلم: آدم موسى (أوباما )
باحث في الشأن السوداني وغرب أفريقيا

انعقدت في دولة توغوا لقاء تشاوري في الفترة بين 23 إلى 24 يوليو ٢٠٢٣م لقيادات سياسية ومدنية من إقليم دارفور بشأن الوضع بالاقليم والسودان.
قدمت 5 أوراق كالآتي:
1/سرد تاريخي لتكوين الدولة السودانية والاختلالات التي صاحبت طريقة تكوينها، قدمها الأستاذ محمد حسن التعايشي.
ومن المؤسف يا استاذ التعايشي انكم تمارسون نفس أخطاء السودان القديم، فلايمكن لمجموعة قليلة ان تقرر في مصير السودان كدولة، هناك قوى سياسية ومنظمات المجتمع المدني والنقابات ولجان المقاومة السودانية أين هم من لقاء توغو، علينا أن نتعلم من تجارب ثورة ديسمبر المجيدة ٢٠١٨م الي ٢٠١٩م أن السودان اليوم لايمكن لمجموعة قليلة ان تقرر في مصيره ،إقليم دارفور جزء من السودان ومساحته اكبر من دولة فرنسا، بالتالي لايمكن أن يتم تقرير مصيره أو مناقشة قضاياه بمعزل السودان .
منذ تشكل السودان كدولة في عام 1821م إلى اليوم، ليس هناك نقاش أو مؤتمر ضم كل إقاليم السودان لمناقشة الاختلالات التي صاحبت تكوين السودان، حتي بعد خروج المستعمر.
ومن المؤكد أن المجموعة التي خلفت الاستعمار في الحكم، فشلت في تأسيس دولة المواطنة.
بنية الخلل في السودان تحتاج إلى مؤتمر دستوري تشارك في كل اقاليم السودان والقوى، بمختلف تنوعها وخوض حوارات لبناء دستور دائم للسودان.
2/ورقة حول أسباب اندلاع الحرب بين الجيش والدعم السريع وطريقة ايقافها،الأستاذ يوسف عزت .
منذ بداية الحرب العبثية بين الجيش والدعم السريع في ١٥ ابريل ٢٠٢٣م الكل ينادي بانهاء هذه الحرب التي قضت علي الأخضر واليابس في السودان، والذي يملك آليات وقف الحرب هما الطرفين RSF and SAF ،لأنهم يتحكمون على الأرض.
هذه الحرب شهدت انتهاكات جسيمة لحقوق الأنسان من طرفي الصراع،الأستاذ يوسف عزت يمثل مستشار سياسي لقائد الدعم السريع الفريق محمد حمدان دقلوا، كان بامكانه الضغط على حميدتي لوقف الحرب.
هناك جهود إقليمية ودولية بذلت ومازالت لوقف هذه الحرب، منها مبادرة دول الايقاد، والإتحاد الأفريقي ومجلس السلم الأمن الأفريقي والإتحادالأوربي، والترويكا، ومنبر جدة تحت رعاية المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة، لوقف الحرب،ولكن ليس هناك إلتزام من طرفي النزاع في الاتفاقيات السابقة التي وقعت من الطرفين للوصول لوقف أطلاق نار شامل،ان الوضع الأمني في السودان له تأثير كبير علي دول جوار السودان مصر ،واثوبيا اوارتريا وجنوب السودان وتشاد وأفريقيا الوسطى،كما أن لديه تأثير على السلم والأمن الدوليين مع وجود بعض الجماعات الإسلامية المتطرفة مثل داعش في لبيبا، ومصر ،وبوكوا حرام في نيجيريا والحدود مع تشاد،ومناطق الساحل الأفريقي تشمل تشاد مالي النيجر والصراع الروسي الفرنسي الأمريكي في دول الغرب الأفريقي، وهذا سيهدد السلم والأمن الدوليين.

قيادة الجيش والدعم السريع ظلوا يعملون كتلة واحدة ولديهم مصالح مشتركة ،قاموا بانقلاب ٢٥ اكتوبر ٢٠٢١م ومعهم مجموعة سلام جوبا والنظام البائد ضد الحكومة المدنية التي ولدت من ثورة ديسمبر المجيدة، بعد الانقلاب تفرقت مصالح البرهان وحميدتي، واي طرف يفكر في القضاء على الآخر ،فلجأ الطرفين إلى حواضنهم الاجتماعية وحشد كل طرف لقواته داخل العاصمة الخرطوم وهذا كله كان مؤشر للحرب بين الطرفين.
٣/ورقة حول خلفية الصراع القبلي في مناطق الجنينة وما جاورها، وما هي أحسن الطرق التي يتم سلكها للمساعدة في إيقاف نزيف الدم ورتق النسيج الاجتماعي في المنطقة ،دكتور صديق الغالي .
وقف نزيف الدم خطوة ضرورية دكتور صديق الغالي ،ما يحدث في إقليم دارفور منذ سقوط النظام البائد عن طريق ثورة ديسمبر ٢٠١٨م إلى ٢٠١٩م ليس صراع قبلي وإنما جرائم جنائية تقع على المدنيين الأبرياء من قبل الدعم السريع والمليشيات ومنها أحداث قريضة ٢٠٢٠م.
هل الهجوم على مدن كتم، والجنينة ونيالا وزالنجي وكبكابية وكأس ومورني، وفوربرنقا، ومستري ،كرنيك وقتل المدنيين وتدمير الممتلكات العامة والخاصة وحرق منازلهم ونهبهم، هل هذه الجرائم الممنهجة من قبل الدعم السريع والمليشيات المساندة لها تحت مسمي محاربة دولة 56 .
علي الدعم الاعتراف بهذه الجرائم والتعاون مع المؤسسات الدولية والحقوقية وعلى رأسها المحكمة الجنائية الدولية لإجراء تحقيق عادل وشفاف وتقديم الجناة إلى العدالة ،وعدم الافلات من العقاب. الجرائم التي ارتكبت في إقليم دارفور منذ ١٥ ابريل ٢٠٢٣م حتي اليوم وفقا للقانون الدولي الإنساني ترتقي إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
اصدرت البعثة الأمم في السودان لدعم الإنتقال UNTMAS بقيادة السيد فلوكر بيرتس من نيروبي تقرير حول الوضع في إقليم دارفور في ٣ أغسطس ٢٠٢٣م.
عبرت فيه البعثة عن قلقها البالغ إزاء استهداف قوات الدعم السريع والمليشيات المساندة لها، محلية سربا بولاية غرب دارفور الجنينة على بعد ٤٥ ك شمال الجنينة، في الفترة من ٢٤ إلى ٢٦ ،حيث تم قتل ٢٧ من المدنيين الأبرياء العزل.
دكتور صديق الغالي ما يحدث في دارفور ليس له علاقة بالصراع القبلي وإنما جرائم منظمة وممنهجة ضد المدنيين genocide and crimes against humanity ،كذلك تقرير منظمة العفو الدولية Amanesty international التي أشارت فيه لاستهداف الدعم السريع والمليشيات المساندة له للمدنيين .
المجموعة التي اجتمعت في العاصمة توغو لومي هم يمثلون أنفسهم وليس إقليم دارفور، والدليل على ذلك أن عدد من منظمات المجتمع المدني والروابط الداخلية والخارجية لأبناء دارفور اصدرت بيانات وادانت ما حل باسم اهل دارفور .
لقاء أصبح ليس له أي قيمة أو تأثير علي مثقفي شعب دارفور في الداخل والخارج.

نواصل.

مقالات ذات صلة

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
زر الذهاب إلى الأعلى
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x