مقالات الرأي

عتاب وإعتذار وشكر لأحمد مفضل


بقلم: الصادق علي حسن

كثرت القضايا والمشكلات العامة والخاصة ، ولظروف كثيرة وقد خرجت الأمور كلها عن دائرة السيطرة والبلاد في لجة فوضى شاملة ، شرعت في تقليل مساهمتي المتواضعة مع زملائي في هيئة محامي دارفور في الأنشطة والقضايا العامة لأتفرغ لأمور أخرى في هذه الحياة الفانية ، وقد سبق لي ان تخليت عن النشاط الحزبي منذ عدة سنوات خلت . هنالك متابعات إجتماعية لا بد منها ومنها مؤتمر القضايا الإنسانية في إقليم دارفور وتأبين أستاذنا المغفور له بإذن الله تعالى كمال الجزولي عضو مجلس أمناء هيئة محامي دارفور. في المتابعات الإجتماعية سبق لي ان كتب مقالا بعنوان من هنا يبدأ الدرس وقد تناولت فيه بان سفير السودان بالقاهرة بعد عدة تأجيلات أرسل مبلغ قدره خمسة وعشرون الف جنيه مصري (أقل من خمسمائة دولار) لأسرة والي غرب دارفور الشهيد خميس عبد الله أبكر، وعن ذاك المقال وصلتني عدة رسائل وتعليقات منها تعليقا لأخ محترم جاء فيه الآتي ( يا استاذ
الشهيد خميس يجب علينا جميعا خلافته في اسرته .في مرحلة استقطاب الدعم لهم ينبغي الا نقسوا علي الآخرين، ما أرسله السفير علمت انه مساهمة شخصية منه وليست رسمية فلنشكره عليها ونسعي معه لتحريك الدعم الرسمى والذي نحن أحوج ما نكون له . إخوتنا في قوي الكفاح المسلح يحتاجون لجهد ناعم). أقول وطالما ان ما قام به السفير على المستوى الشخصي فليس لنا حق توجيه اللوم او النقد له، بل وكما قال الأخ المحترم المشار إليه من يبذل جهدا شخصيا في هكذا حال يُشكر عليه ، إما بالنسبة للإخوة في الحركات المسلحة فليس لنا ما يمكن قوله سوى تذكيرهم بضرورة الإلتفات إلى مسؤولياتهم وقد دخلت البلاد في مرحلة الفوضى الشاملة والحرب الأهلية .
الجمعة الماضي زرت أسرة الشهيد خميس عبد الله ابكر بالفيصل وعلمت من أرملتيه ولسان حالهما يلهجان بالشكر للأخ أحمد إبراهيم مفضل الذي تواصل معهما معزيا وتفقد ظروف الأسرة وكانت لفتة بارعة منه، وهنا انا لا اتحدث عن الفريق اول أحمد إبراهيم مفضل مدير عام جهاز الأمن والمخابرات بل أتحدث عن الرجل الذي أعرف أفراد أسرته الكريمة فردا فردا وتواصلهم في الشؤون الإجتماعية والملمات.
وكما قال الأخ المحترم الذي لفت نظري إلى ضرورة النظر إلى أوضاع اسرة الشهيد خميس في إطار المسؤولية الإجتماعية المشتركة وهو محقا في ذلك، الصحيح وضع الإعتبار لذلك الإطار الذي يجمع ولا يفرق بين الناس وقد كثرت النكبات، أسرة الشهيد الصادق هرون المحامي بالجنينة وأرملته أمنية وأطفالها الصغار، أرملة الشهيد خميس أرباب المحامي بالجنينة وأطفالها الصغار ، أرملة الشهيد طارق الملك المحامي بالجنينة ، أسرة الشهيد محمد أحمد كودي الذي تم قتله حرقا داخل منزله بالجنينة،اسرة الشهيد احمد محمد عبد الله اللورد المحامي بنيالا الذي تم اختطافه من أمام منزله بنيالا وتم قتله بصورة شنيعة وغيرهم من الزملاء والأفراد والأسر من ضحايا الحرب اللعينة وغيرهم وهم كُثر ممن نعرفهم ، وما لا نعرفهم مثل إمرأة فقيرة تعمل في بيع الأطعمة وهي تسكن في حي طيبة بمدينة بنيالا وقد أحتضنت أطفالها الصغار وهي مرعوبة معهم من هدير القصف الجوي فقضى القصف على إثنين من أطفالها في حجرها وبترت ساقيها وقد صارت بدلا من ان تقوم بمسؤولية اعالة أطفالها صارت هي نفسها في امس الحاجة لمن يعولها ويساعدها بطرفين صناعيين او عربة متحركة لذوي الاحتياجات الخاصة تساعدها على الحركة .
نسأل الله تعالى اللطف وان يرشد قيادتي الطرفين المتحاربين إلى الرشد وجادة السبيل ، وهو ولي ذلك والقادر عليه .

مقالات ذات صلة

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
زر الذهاب إلى الأعلى
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x