مقالات الرأي

ليس هناك منتصراً في هذه الحرب…!!

بقلم: محمد آدم موسى (تيمور)

إن الجيش والدعم السريع عقيدتهما القتالية واحدة، ولم تتكون بأسس حقيقية، وأهدافهما وأفعالهما عكس أقوالهما، السلوك الذي يتمارسه مليشيات الدعم السريع من القتل والتشريد والأغتصاب والنهب وتدمير البنية التحتية للدولة هي نتائج، تعلمها من مليشيات الجيش عبر التاريخ، وهي نفس السلوك التي مارستها وما زالت تُمارس من قِبَل الجيش والدعم السريع بصورة ممنهجة حين أن الأفعال الذي يقوم بها مليشيات الدعم السريع ليست جديدة، حيث كانت تُمارس بشكل دوري في كل ربوع البلاد وبصورة خاصة إقليم دارفور وكردفان والنيل الأزرق والآن تُمارس في كل ربوع السودان من قتل وتشريد الأبرياء والأستهداف العرقي حيث أن الجيش هي التي كانت تشرف عليها وتدعمها بالسلاح. وبالتالي العقلية الذي صنع موسى هلال، علي كوشيب، جعفر عبدالحكم، حميدتي وغيرهم هي نفس العقلية، وهذا لا يعني بأنني أُثني على الجرائم البشعة التي يفعلها الدعم السريع في هذا الحرب الدائر بل أُجَرّم وأدين بشدة كل الأنتهاكات والجرائم ضد الإنسانية .
عندما كان الجيش يستخدم الطيران لضرب المواطنين كانت مليشيات الدعم السريع هي مشاة للجيش وبالتالي الجيش والدعم السريع وجهين لعملة واحدة ،الفرق الوحيد هي تضارب المصالح واختلاف الوكالات ، ببساطة كيف يكون حال الجيش لو لم تستغل مليشيات (الجنجويد) لمساندته عبر تاريخها الطويل و بالمقابل الدعم السريع أستغل مساحة ذاك الحرية في إطار التمكين ثم حدثت إنفجار داخلي فيما بينهم والخاسر الوحيد هي المواطن والوطن .
الدعم السريع ظلت تُمارس سلوكها المعتاد ولم يكن هناك جديد في الأمر بل ازدادت أكثر تعقيداً في توسيع دائرة الحرب .
بما أن مواقع التواصل الإجتماعي المختلفة هي التي ساعدت في إنتشار ونقل المعلومة الغائبة بصورة أكثر وضوحاً مقارنة بالإعلام الحُر (السابق) التي كانت هكراً للنظام السابق و لتغييب المعلومة للعالم و التي تعكس عكس الحقيقة.
على أي حال هناك أقاليم لم تتوقف منها الحرب يوماً ما منذ زمن بعيد وكانت منسية تماماً من قِبل الدولة التي تدار بأيدي الجيش نفسها، والأن إلتمست أماكن حساسة في الدولة. وإذا إستمرت هذهِ الحرب لفترة طويلة سيأخذ تابع مختلف ويتحول السودان الى مصير مجهول. إذاً لطالما الجيش والدعم السريع موجودين في دولة واحدة لم تسلم الوطن وسيظل يعاني من ويلات تلك المليشيات ما لم يُعالج كل الإختلالات القديمة المتمثلة في أسباب صناعة المليشيات بمسمياتها المختلفة (حرس الحدود ، الدفاع الشعبي ،ابوطيرة ، دعم السريع وغيرهم) ومُناقشة جذور الأزمة التأريخية في وعاء جامع حينها يتعافي الوطن .

والأهم في الأمر من الذي أوصل مليشيات الدعم السريع لهذه المرحلة؟؟؟؟

مقالات ذات صلة

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
زر الذهاب إلى الأعلى
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x