مقالات الرأي

اللصوص العابرون !!

بقلم: أحمد محمد عبد الله

_ كثير من أموال الشعب السوداني في قبضة الفاسدين وأصبحت السرقة متاحة وبطريقة منظمة بسبب أنظمة قمعية متهيمنة على السلطة مع غياب سلطة الشعب  “أي الحكومة الشرعية ” مما أدى إلى تغييب دور القانون وانعدمت محاسبة المجرمين الذين يلعبون بالمال العام..

الفساد الذي يرتكبه مسؤولون رفيعي المستوى ..يسرقون موارد الدولة من داخل البلاد وخارجها وعبر حدود الوطن وليست هذا وحسب ؛ بل يمارسون انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان وذلك بممارستهم للعنف والقوة المفرطة ضد الأبرياء العزل مع كامل الصلاحيات لأجهزة الدولة لقمع أبناء وبنات الشعب السوداني..

منذ خروج المستعمر طوعآ من السودان لم يسعى الجميع لتأسيس دولة ؛ بل خلفته شلة بعقلية مغتربة تنفذ أجندة دول العالم على الصعيدين الإقليمي والدولي وذلك بتشكيل حكومات إئتلافية تعمل على تسكين أقلية من المجتمع في هياكل الدولة التنفيذية العليا في مؤسساتها المدنية والعسكرية ؛ مع إستمرارية نهب الثروات بطريقة منظمة والتي ساهمت فعليا في ادخال ظروف إقتصادية طاحنة وتراكمت الديون الخارجية..

الشعب السوداني قام بإنتفاضات شعبية عظيمة ومتراكمة زلزلت الحكومات الإستبدادية وقاومت سياساتها القمعية ولكن هذه الثورات لم تحقق أهدافها السامية بظهور أجسام مدنية وهمية بإسم الثورة وتجهض إرادة الشعب و قوى إعلان الحرية والتغيير نموذجا ؛ كانت تشارك حكومة البشير في السلطة وبعد ظهور ثورة شعبية عملاقة ظهرت وكأنها لم تشارك الإنقاذ من قبل وبسهولة خالصة غيرت مسار الثورة وآتت بشرعية لجنرالات عسكرية  ” مليشيات ” وكل حد إعترف بالآخر ؛ ليست لأجل الشعب بل حفاظا على مقالد السلطة لفتح فرصة آمنة لهدر أموال الدولة لدوافع شخصية وتنظيمية…

حكومة قحت الصفوية فتحت النافذة لصوص عابرون لإغتنام الفرصة الذهبية والسانحة الطيبة التي أتيحت لهم في السلطة وهذا إن دل إنما يدل على أن الذهنية الإستعمارية المستبدة لا زالت موجودة والتي تنادي بتسكين الأقلية في هياكل السلطة التنفيذية العليا وغياب الأغلبية الساحقة ؛ الوضع الإقتصادي المزري الحالي بمثابة أرضية خصبة لنهب موارد الدولة من قبل مليشيات السلطة وبتواطؤ مع جهات إقليمية والغاية منها زعزعة آمن وإستقرار السودان حفاظا على مصالح دولهم على حساب الشعب السوداني…

كيف نحارب لصوص الثروة والسلطة؟

الإجابة / لمحاربة لصوص الثروة والسلطة لابد من وحدة الصف لأن الوحدة عصب الشعوب لمناقشة المشكلة القديمة والمتكررة بطريقة منطقية وواقعية لمعرفة أسباب الحروب التاريخية مع إيجاد حلول جذرية لها وتفكيك بنية الدولة الصفوية الأحادية وبعدها رسم حاضر السودان ومستقبله بالتوافق على دستور يحترم الجميع ويشبه إختلافاتنا الدينية والإثنية والعرقية وصولا إلى دولة وطنية جديدة تصل بنا إلى ركب عجلة التطور والتقدم والرقي..

التعصب السياسي والميول التنظيمي لم يجد شيئا في التغيير ، لابد من الإعتراف بأن الوطن في حالة حرجة بحاجة إلى الجميع دون إقصاء أحد إلا من كانوا سببا في أزمة البلاد ، الكل يعاني ويعلم بأزمة السودان بطريقة أو بأخرى ؛  فما المانع أن نتفق ونعالج الإختلالات بشفافية سودانية خالصة ؟

مقالات ذات صلة

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
زر الذهاب إلى الأعلى
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x