مقالات الرأي

نهاية الحرب وبداية السلام

بقلم: عاصم موسي محمد (سوداني)

هنالك فرقٌ شاسع واختلافٌ كبير بين الحرب والسلام، فالحرب فِعلاً عنفوانياً ينتج عنه خرابٌ ودمار، وموت ومآس و انتهاكات جسيمة،وهي آلة صماء ضخمة تبتلع بداخلها كل ما تواجهه إما السلام فيها حياة و طمئنينا و هدو ، وفرح، خاضت البشرية منذُ زمن مبكر الكثير من الحروب التي راح ضحيتها الملايين من البشر وتهدمت فيها الآلاف من المُنشأة وإستهلكت ما يملكه البشر من الموارد الاقتصادية في سبيل تحقيق المعاناة والهيمنة على مجتمع بعينها او دولة او العالم أجمع ، والحرب مهما كانت أسبابها فهي مشروع للموت و الدمار في كل الأصعدة ، والحرب ظاهرة تقوم على قرارات يتخذها الإنسان بنفسه، وللحروب دوافع كثيرة ، غير صحيح لو قُلنا إن الحرب تحقق السلام، لكن بإمكانه تكون وسيلة رغم سلبيتها، و السلام يقوم على حل جميع المشكلات القائمة بين مكونات الدولة أو دول وإزالة أسباب الصراع بينها أو التخفيف من حدتها، وبدلًا من توجيه الموارد المالية والثروات إلى مصانع الحروب والإنتاج الحربي كما حاصل في السودان 71% من ميزانية الدولة موجهة للقطاع العسكري ليس لشيء سواء لقمع تلك المجتمعات المنادية بحقوقها المشروعة ، و من المفترض يتم توجيه هذه النسبة إلى المجهود العِلمي والبحوث في شتى المجالات ، ليخرج المجتمعات السودانية من براثن الفقر، وجميعها جهود سلمية تخدم الإنسان وتقضي على ظاهرة الحربThe phenomenon of war والدمار. والحرب ليست قوة قاهرة، بل هي قوة فتاكة و مُدمرة ، فلا يمكن للقوة مهما كانت أن تقهر إرادة الصمود، ولن تضيف للمُدمر أي رصيد إيجابي، أما السلام فهو عمل إيجابي يجعل الحياة ممكنة و يحفظ توازن طبيعتها و يخلف روحاً إنسانياً محباً للخير و ممانعاً لفعل الشر له و لغيره ، وهو نتاج قوة الروح الإنسانية وأخلاقها في الرُشد والتسامح والخير والمحبة والصلاح ونبذ العُنف والحرب والكراهية وتحقيق العدالة وإيصال حقوق الناس ونشر مبادئ السمحة كالأخلاق و الحقيقية.
لتوضيح عنوان المقال(نهاية الحرب و بداية السلام) ليس هنالك بداية و نهاية ثابتين في الحرب و السلام بتبدأ بتوفر الأسباب و بنتهي بزواله.

ولنسأل، لماذا يقتل الإنسان السوداني أخاه ؟ هل من أجل شح مياة الشرب او المأكل مثلا؟ ام من أجل تراتبية عرقية او دينية او لونية؟
في الادبيات الثورية الجميع ينادي بالحل السِلمي كما نشدناه و ننشده كسودانيين في كل محافلنا الثورية و لا سيما ثورة ديسمبر المجيدة(سلمية سلمية ضد الحرامية) و مع ذلك و لضرورة تحقيق السلام الشامل و الدائم في البلاد لينعم الشعوب المتأذية من سياسات شلة صغيرة (صفوة) و من أجل القطيعة التاريخية كانت الحرب حاضراً كمتلازمة و قرينة للسلام رغم كرهنا و رفضنا لهذا الحرب ؛ فالدول الرائدة و المتقدمة في الوقت الحالي عبرو بمثل هذه الظروف الحربية و شعوبها دفعت ثمناً غالياً حتي اصبحوا بما هم فيه اليوم.
فالشعب السوداني دفعت اثمانا لا يقارن و قاداتنا السياسية و العسكرية عاكفين علي زيادة معانات و مآسات شعوبهم مما يدل علي فقدانهم للوطنية و المسؤولية الأخلاقية،و ما أكثرهم تجارتةً و بياعين الأرواح و الإنتهازية.

لكل شيء مقابل ،فالشعب السوداني دفع ثمن بناء وطنه العزيز فهل من قيادة وطنية ليرفع من هممه و مسؤوليته ليوقف الحرب و الجلوس في مائدة موحدة مع كافة السودانيين لحلحلة قضاياهم دون وصايا خارجية؟

2 اكتوبر 2023م

مقالات ذات صلة

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
زر الذهاب إلى الأعلى
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x