بقلم: أحمد زكريا أحمد
أطلعت على التقرير الذي أصدره مستشار الأمم المتحدة للمُناخ بدوي رهبان حول تغير المُناخ في العالم، يؤكد هذا التقرير أن العالم يشهد منذ عقدين إرتفاع في درجات الحرارة و أن إرتفاع حرارة الكوكب هو في إزدياد خصوصاً الستة أعوام السابقة التي شهد العالم فيه دفئاً هائلاً ، وأن هذا الإزدياد سوف يكون أشدّ في الأعوام القادمة .
علاوة على ذلك فقد تناول هذا التقرير مدى خطورة هذا التغير على صحة البيئة و الإنسان . وبحكم علاقتي بالمناخ من المنظور العلمي أجريت في فبراير الماضي بولاية سنار عملية إحصائية لمتوسطات عناصر المناخ (الحرارة والامطار والرطوبة والرياح) من ١٩٧٣ الي ٢٠٢٠ من محطة الإرصاد الجوي أبونعامة، وجدت أن هنالك تغير في المناخ و تأكدتُ من حتمية إرتفاع الحرارة عالمياً و كذلك السودان الذي لم يكن بمنعزل عن هذا التغير . إن الأثار الناجمة عن التغير المناخي في بلادنا هو ما نشاهده اليوم من إرتفاع درجات الحرارة في جميع أنحاء البلاد ، والفيضانات التي إجتاحت مدينة سنجة و أحدثت دماراً واسعاً و إنهارت مئات المنازل وشردت ألاف الأسر في الأعوام السابقة ، وكذلك من الأثار النحت أو الهدام الذي تشهده مدينة الجيلي و مناطق و قرى محلية السوكي التي تقع على ضفاف النيل الأزرق بولاية سنار ، إضافة إلى إنخفاض الإنتاج الزراعي الذي لحق العديد من التفاتيش الزراعية بمشروع الجزيرة ،و كذلك شح المياه الذي ضرب كل من الخرطوم والقضارف و كسلا و إقليم دارفور بأكمله، مما أدى ذلك إلى إزدياد الموت بأمراض التهابات و إضطرابات الجهاز التنفسي ، ويعزي السبب في إرتفاع الحرارة في كوكبنا إلى الإسراف في حرق الوقود الأحفوري كالفحم الحجري و الغاز و الفحم والنفط الذي تسبب في زيادة انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون والميثان في الغلاف الجوي .
ان هذا التغير فرض لنا واقع وتحديات جديدة في ظل ضعف و هشاشة المؤسسات الحكومية المعنية بالتصدي لهذه الأثار ، لذا يحتاج هذا التغير بذل جهود تبث فيه روح المشاركة الوطنية بين المؤسسات الحكومة والمجتمع .
فيجب على الحكومة معالجة أوجه الهشاشة والإهتمام بالتصدي والتخفيف من هذه الأثار بأخذ التدابير اللازمة من إنشاء نظم الإنذار المبكر للفيضانات والسيول ومراعاة البعد المناخي في الدورة الزراعية وإلمام السكان بحسن التصرف مع البيئة وعلى المواطن أن يعي بهذا التغير ومدي خطورته للتكيف والتاقلم معه.
