مقالات الرأي

ياسر العطا يقتل ،،نوارتنا ،، اسماعيل الفيل

بقلم: شوقي بدري

 

 اذا لم يكن ياسر العطا مجرم حرب ، من هو مجرم الحرب اذا ؟؟ صرت على اقتناع بأن الكثير من رجال جيش الانغاذ يعانون من جنون او تخلف . الم يطلب  ياسر العطا من اهل العاصمة خاصة امدرمان بالخروج من العاصمة لانه سيعرض منازلهم للقصف . نعم القصف الذي يهدم ويحول المواطنين الى اشلاء….. تصور .

 اما ياسر العطا فقد هرب وذيله بين فخذيه الى  بورتسودان  التي صارت عشا للديدان  ،، قسانا ،، كما وصف فيديل كاسترو المتآمرين الكوبيين في فلوريدا وشاركوا في الغزو  المدعوم بواسطة المخابرات الامريكية وما عرف بخليج الجنازير. بكل غباء يطالب ياسر ،،الخطأ ،، الجنجويد بالتخلي عن المناطق التي احتلوها عنوة ، قبل مناقشة الهدنة او السلام . ثم يقوم  بكل غباء بتحديد المساحات الشاسعة المدن القرى التي لا تحصى وفشل جيشه من حمايتها وهذا اعتراف واضح بقناعة الجيش ان الجنجويد متفوقون .  اذا كان الجنجويد سينسحبون من كل ما احتلوه، اذا عن ماذا سيتم التفاوض . الكوك بيظهر في المخاضة .

من العادة ان يكذب الاعلام الكيزاني وكانهم يضربون الكنافة ويشربون الغباشة . الا ان الحقيقة لا ترضى الا ان تمد بعنقها ……. هل هنالك  حد اقصى للغباء .

   اتصل بي اخي الحبيب  عبد الله خيري الذي شاركني السكن في داخلية مدرسة ملكال الاميرية والسكن في امدرمان وصار قبل تقاعده مديرا لبنك البركة . الغرض كان  تعزيتي في وفاة نوارتنا وحبيبنا اسماعيل دفع الله الفيل، الذي عمل في بنك الاعتماد والتجارة ثم بنك البركة عندما كان  اخي عبد الله خيري  مديرا للبنك  .اسرة الفيل لا تحتاج لتعريف يكفي ان هنالك شارع طويل يحمل اسم شارع السيد الفيل . لهذا لم يغادر  الغالي اسماعيل طيب الله ثراه امدرمان العباسية فريق السروجية الذي يقع بين قبة الشيخ البدوي والطاحونة القديم في ام سويقو فريق فنقر . ابناء دفع الله الفيل كانوا فخر العباسية . امتازوا بدماثة الخلق الادب الجم وحب المساعدة. هم اول من يهب للمساعدة ومن يتصدر كل عمل اجتماعي  وانساني . اكبرهم اخونا محمد الذي انتقل مبكرا مع اسرته الى الثورة . كان مدرسا في مدرسة التجارة  ،، الامريكان ،،. مامون كان لاعبا في فريق الموردة وفي نفس الوقت مدربا لفريق كرة الحى . الرشيد طيب الله ثراه كان ظابطا للبوليس انتقل الى جوار ربه مبكرا وقد رثيته بقصيدة لا اجدها اليوم . الرشيد  كان فلفل القعدات ويجيد الغناء ويدخل اثناء الغناء مداعبات شعرية لبعض الحضور والاحداث . اسماعيل تخرج من مدرسة الامريكان التي رفدت البنوك والشركات بموظفين علاى كفاءة عالية  .كان من تبقى في الحي وكانه الراعي ، الهرم  واحد اعلام الطيبة العشائرية ورمزا للعهد الذهبي. من اسماعيل  كنت استقي اخبار المنطقة ، ويحيطني علما بصبروسهولة بكل التطورات ، اخبار المولودين والميتين وما حدث في المنطقة من تغيرات بسبب الحرب . اسماعيل كان الحبل السري للمنطقة التي تتغذى باهتمامه تواجده وتفاعلة مع الجميع . واخير وهو في منزل عمر الفيل في الموردة  يقتله  وآخرين ياسر الخطأ  بدانة في منطقة لايوجد فيها جنجويدي واحد او شبه جنجويدي …… لماذا ؟؟

    ذلك الجزء من العباسية شمل عتالة ، فلاته ، سروجية ،سردارية  ، تاما فريق جبر اللة فريق حمدالخ  . كل سكان هذه المنطقة عرفوا اسماعيل الذي ولد في الحى . لم يحدث ان تخاشن او اختلف اسماعيل مع اى شخص في المنطقة او خارج المنطقة . نفس الشئ ينطبق على كل ،، اولاد دفع الله الفيل ،، . اظن ان  اسماعيل طيب الله ثراه لم يحمل ذرة من حقد شر او ضغينة في نفسة لانسان  . اسماعيل كان ضو القبيلة . اثناء عمل اسماعيل  في بنك التجارة والاعتماد لم يحدث ان شاهدته الا وهو هادئا باشا مبتسما ، والعمل المصرفي في السودان قد يصيب الانسان بفالج .الا ان اسماعيل كان يسعد المترددين على البنك بطيب معدنه وحبه للمساعدة وطول باله  .

  بسبب سياسة النميري الرعناء تقرر ان يفتح خطاب الاعتماد  فقط من عملة صعبة تدخل البنوك السودانية من الخارج وفي نفس الوقت لاتعطي الدولة المستثمر او صاحب المال فلوسة لفتح  خطاب الاعتماد الا بشق الانفس والتأخير . بعد الانتظار لقرابة الشهرواخيرا عندما بدأت الاجراءات في ديسمبر وانا اخطط لقضاء اعياد الميبلاد ورأس السنة في السويد، اختفى الاخ عبد الله التقاري . كدت ان اصاب بالجنون وقتها . كانت تكفي ابتساة اخى اسماعيل لتغيير الامر . شرح لى باريحية ان عبد الله التنقاري هو كذلك ضحية مثلى فقد اتاه خبر موت قريب في رفاعة فذهب بليل كما يتوقع منه . واوراقيمقفولة  في درجه . ولا تستطيع فاطمة مساعدته من الوصول اليها . اخذ غياب عبد الله التنقاري مدة اسبوع . كان اسماعيل يخفف عني ، واخرج سعيدا من البنك . كان يقول لى مواسيا وضاحكا . يا شوقي ديل ما اهلك ناس رفاعة بلدكم . تفتكر عبد اله حيكون مبسوط؟؟  ماهو خالى اسرتو وشغلوعاصر الفراش في رفاعة دي يا شوقي ما مشاكل السودان ما حنقدر نغيرا ولا كيف ؟؟ونضحك .

   العم احمد مالك والد المناضلة نعمات مالك كان متقدما في سنه الى انه كان يصر على الحضور الى البنك بنفسه من العباسية  الى الخرطوم للحصول على تحويل يصله من خارج السودان . اسماعيل كان يهتم به وكل كبار السن ويعرض على العم احمد مالك البقاء في المنزل وسيحضر له الفلوس . تحويلي الشهري للسودان كل هذه الفترة كان يحدث بسلاسة .اسماعيل من النوع من البشر الذي كانت رسالته خدمة الآخرين ورفع همتهم وادخال السعادة الى قلوبهم . اسماعيل كان لا يأخذ من الدنيا الا القليل جدا لا يفرض وجوده على الآخرين لا يتمدد يحتاج  لاصغر حيز  ويفتر ثغره عن ابتسامة دائمة اخفاها اليوم ياسر الخطأ .

 كنت احاول ان اتصل باخي رفيق طفولتي وطفولة اسماعيل ـــ جعفر محمود جبارة الله جاري عبر الحائط في السردارية وبين منازلنا نفاج كبير . اسماعيل كان يزودني باخبار الجميع . كان يرسم لى صورة لجعفر وقد  صار له ،، مشتلا ،،  امام منزلهم الضخم  ويجلس مسترخيا على كرسي وثير . قبل عدة شهور اتصل اسماعيل وقال لي عندي ليك مفاجئة  . قلت له مباشرة ……انتا مع جعفر!! كان ذلك يوما سعيدا تحدثت فيه مع جعفر بعد عشرات السنين  رحم الله نوارتنا اسماعيل دفع الله الفيل  .

   كان اسماعيل يخفف عني  كثيرا عندما احضر لمجادلة ،،الفلور مانتجر. الدرديري الذي كان يصر على خصم مبالغ ليست بالبسيطة وبالدولار من كل تحويل لان حسابي بالدولار ، وانا والدرديري على اقتناع ان   الامر لا يعدو كونه نوع من البلطجة فقط  من جانب البنك . وعندما اخرج من الدرديري يقول اسماعيل  مازحا….. يا شوقي انحنا مش شركاء ؟؟ كان  الرجل العذب يقصد شراكتنا في لعب البلي فلم يكن من الممكن من ان نتنافس في ايام الطفولة . اسماعيل كان يهب الحب والصداقة ، حتى وسط اولاد العباسية  الذين يقدسون الفروسية والخشونة . لم اسمع او اشاهد  اسماعيل مختلفا او متخاصما مع اى انسان .

 ذكرت في كتاب حكاوي امدرمان قصة الحرامي الذي انتزع ساعة  اسماعيل بعد منتصف الليل  بينما اسماعيل نائم في الحوش . قام الحرامي بانتزاع الساعة من يده بقوة وبسرعة قبل ان يضع قدمه على الحنفية ويقفز خارج السور . اسماعيل كان يقول ان كان مستلقيا ولكن بسب  انتزاع الساعة بقوة وجد نفسه جالسا . وعند فتح الباب كان الحرامي قد اختفى في ليل العباسية . توأم الروح بله كان يمازع اسماعيل ويقول له …. العارفو انا انه الحرامي صحاك بالراحة من النوم وانت براك اديتو الساعة . ونواصل المزاح والضحك ويتدخل حسن السروجي عازف الكونترباص في فرقة شرحبيل والذي لم تكن تتوقف مناكفتهمع توأم الروح بله منذ بداية الطفولة .. ياخي اسماعيل بيكون لمن شاف الحرامي المسكين ما لى حاجة ناداه واداه الساعة . اسماعيل ده كل حياتو بيدي  وحقوا ما حقو .

حطم النميري الاقتصاد السوداني بسبب تدخله برعونة  في اشياء لا يعرفها او يفهمها، وساعده على هذا الكيزان الذين سيطروا على البلد . قرر النميري نهب البنوك والحصول على كل العملة الصعبة المتواجدة في حسابات المودعين واستبدالها بالجنيه السودانيوبسعر النميري….. لكم ان تتخيلوا حال المستشمرين  والمودعين!! والبعض لا يزال يطبل لنميري . في نفس الوقت كان بنك فيصل الاسلامي الذي لاوجود له في السعودية يسرح ويمرح في السودان .  بنك فيصل بدأ باعطاء الترابي والنميري دينا حسنا ،،لا يرد ،، بمبلغ مليون جنيه  لكل واحد ، ونصف مليون جنيه لعمرمحمد الطيب نائب نميري  !!

كان الجنيه يساوي 5 جنيهات ، تقرر  ان يدفعوا لنا باقل من جنيهين  للدولار . رفضت الامربالرغم من مناشدة البعض في بنك الاعتماد والتجارة …. قالوا …..المال تلتو لا كتلتو الخ . قلت ….. هذه عملية همبتة لا اوافق عليها ولن  اشارك في عملية سطو تمارس على. من المتوقع ان اسماعيل الفيل كان  من المفروض ان يكون على رأس من نصحوني بترك ،،  قوة الراس ،،والاكتفاء ،، بالقليل . اسماعيل كان بنظراته يقول لي انه يوافق على قراري ……والتبقا تبقى .

في النهاية نحن عبسنجية محل ما تقلبنا سودانية مية المية .

 اسماعيل دفع الله الفيل رجل عظيم قتله شخص مجرم اسمه ياسر الخطأ.

 كركاسة

 بعد تعب وجدت  صورتين في احدهما وعلى اليسار يقف توأم الروح بلة ابن الخالة زينب عثمان صديقة والدتي . على يساره العملاق حسن السروجي المغترب في خميس مشيط والابن  الوحيد للخالة فاطمة بت برناوي صديقة والدتي . كثيرا في الزمن السمح يصير الاهل اصدقاء بسبب ارتباط الاولاد والبنات بصداقة ، وقد يؤدي هذا لزيجات سعيدة. بعدهم في الصورة صاحب المنزل محمد دفع الله الفيل المدرس في المدرسة التجارية ،، الامريكان ،،. وصاحب العمامة لاعب فريق الموردة المغترب في السعودية مامون دفع الله الفيل . في الصورة  الثانية نجد اخي الحبيب اسماعيل طيب الله ثراه وهو في هامش الصورة ولا يظهر كل وجهه ، الا ان ابتسامته الجميلة تضيئ الصورة .كنا اسرة واحدة كبيرة .

https://i.imgur.com/2e5qhcH.jpeg

https://i.imgur.com/kcPAkiX.jpeg

 شوقي  

مقالات ذات صلة

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
زر الذهاب إلى الأعلى
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x