مقالات الرأي

الفوضى التي يحملها الإتفاق الإطاري

بقلم : أحمد محمد عبد الله

تمر البلاد بتطورات خطيرة خاصة في ظل ما يسمى بالإتفاق الإطاري والذي يمكن توقيعه في قادم الأيام وهو بمثابة السرطان الذي يصاب به السودان طيلة فترته بعد الإستعمار ؛ والمعاناة تلازم الشعب السوداني الذي يعمل بدوره الخلاق في إنتاج الفكر و تحرير العقل وتثقيفه والنتيجة الملهمة هي إحداث ثورات عظيمة وعملاقة لإزالة الفروقات الإجتماعية وكافة مظاهر الظلم الذي مارسته٠ كل الأنظمة الإستبدادية ولكن هيهات ؛ في كل حين وآخر تظهر قوى تدعي القيادة بإسم الثورة وتجهض إرادة أبناء وبنات الشعب السوداني في التغيير بإتفاقيات ثنائية تخدم مصالح أطراف محددة هي تلك التي توقع على اتفاق بغض النظر عن الأغلبية الساحقة من الشعب السوداني.

موقعي الإتفاق الإطاري ومن هم الصناع ؟

الإتفاق المزعوم توقيعه في قادم الأيام بدأت لضرب إتقاقية جوبا للسلام التي وقعت في الاعوام السابقة التي لم تتجاوز طموح وغايات الصفوة المعسولة في الكسب وإنتهت بتقاسم السلطة والثروة وجاوزت أهداف الثورة وأصبحت ملجأ للفوضى والتي أكدت بأن لا معنى للإتفاقيات الجزئية ؛ والغريب في الأمر هو ظهور قوى أخرى مضادة للثورة وببرنامج أخر تنادي بالإتفاق الذي ولد ميتا ليست لأجل التغيير بل لتأسيس مركزية جديدة مفادها السلطة دون تقديم رؤية وإستراتيجيات لتعيد هيبة الثورة ولكن العكس ركزت في تشكيل الحكومة بغض النظر عن مشكلات وأسباب الحرب والإبادات الجماعية المنظمة في السودان.

ما النخبة والإنتهازية التي تصنع الإتفاقيات الجزئية ؟

1- المؤسسة العسكرية

المؤسسة العسكرية منذ نشأتها هدفها قمع وإذلال المجتمع السوداني بإشعال نيران الحرب الأهلية والتي بدأت بجنوب السودان عندما طالبوا بحقوقهم الأساسية في السلطة والثروة والخدمات المتمثلة في التعليم والصحة ولهذا السبب قامت المؤسسة العسكرية بصناعة قوات خاصة تابعة لها حاربت بها الجنوب بإسم الدين وعلى أساس عرقي بغيض وتحولت الحرب إلى أقاليم السودان الأخرى ” دارفور ، جنوب كردفان ، النيل الأزرق ، شرق السودان وأقصى شمال السودان “
هذه المؤسسة بحاجة ماسة و ضرورية عاجلة لإعادة هيكلتها وأهمها التأهيل ومعرفة دورها الرئيسي والتي تكمن في حماية المواطن والوطن ، والذي يدور اليوم في الإعلام العسكري بأن كل من يتحدث عن إعادة هيكلة الجيش هو عميل وخائن ولكن العكس صحيح والحقيقة المكشوفة هذه المؤسسة لم تشبه السودان وبالذات في سلطتها القيادية العليا رغم التعدد والتنوع ؛ لذا ما المشكلة في الإعادة ؟

2 – الطوائف الدينية

الشيء الطبيعي في الإختلاف الديني هو تقبل الأخر ولكن في السودان أصبح الدين سلعة تباع في سوق النخاسة بإستخدامه كسلاح للحصول على كرسي السلطة وبعدها ممارسة العمل السياسي بإستغلال الدين فيه والذي نمط العاطفي للإنسان السوداني و هؤلاء الطوائف ينشرون الكراهية والعنصرية بين المجتمعات بتكفير المختلف دينيآ ؛ إذن لا خيار سوى بناء دولة تقف بمثابة واحدة مع كل الأديان.

3 – العشائر الحزبية

الواضح في السودان بأن الأغلبية من القوى السياسية عشائرية ترتكز على أفراد معينة وتمكينهم في هياكل التنظيمية والآخرين بمثابة أتباع ومعاونين يؤمنون بشرعية زعماء العشائر دون تقديم رؤية جديدة تضمن تطوير الحزب وهي مشكلة موروثة ومتراكمة و بأفكار أيدولوجية محددة لا تقبل من الإنتقاد ؛ وهي أزمة لابد من حلها.

4 – ضحايا التعليم في السودان
السودان اليوم لديه عدد مقدر جدآ من خريجي الجامعات ولكن طبيعة عقول هؤلاء مفرغة في التفكير خارج الصندوق وهذا إن دل إنما يدل على أن الدولة حارب هؤلاء الشباب بمنهج غريب يحمل نواميس الغضب من إنسان لآخر بتفشي سياسات التفرقة العنصرية والدفاع عن ثقافة معينة ولا مجال للآخر والدليل على ذلك التربية العسكرية الجائرة المكثفة في المنهج ولا يجدي شيئآ سوى العنف والقوة والعنصرية تمارس حتى في مسائل الرياضية نموذجآ ” مي جابت 90 في إحصاء والإحتمالات هي الأولى وإما أبكر الغبي لم يحرز شيئآ.

هذه النخبة المذكورة أعلاه هي أساس المشكلة التاريخية في السودان وبإمكانهم الحرس على السلطة المألوفة لديهم بصناعة إتفاقيات هلامية تحير الجميع في طبيعتها.

كل الإتفاقيات الجزئية الموقع عليها في السودان معرفة بأطراف التوقيع ” الظالم ، والمظلوم ” بإتفاق على نقاط ويتم التوقيع عليها ؛ ولكن ما يحدث الأن هي سواقة جديدة يقودها صفوة عسكرية ومدنية حفاظآ على مصالح التاريخية الموروثة بإسم “الإتفاق الإطاري “

مقالات ذات صلة

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
1 تعليق
Newest
Oldest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
ibrahomeesa
ibrahomeesa
1 سنة

كل م يجري فى الساحه السياسيه في السودان عباره عن لعبه السماسره في اسواق البورصه السياسية السودانية لكسب مزيد من الربح عن اسهم قضايا الشعب المنكوب والتي يتم بيع قضاياه في هذه البورصه
الكل ي رفيقي سواء كان داخل م يسمي بلاتفاق المتورط اقصد (الاطاري الفوضوي المتهالك) او خارجه يريد نسيبه من ما يسمي الكعكه و(المقصود بالكعكه هو الدوله السودانيه) الكل يريد ان يكون داخل المحصاصات السلطويه
والشعب هم الكعكه

زر الذهاب إلى الأعلى
1
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x